تربیة و تعلیم

الطريقة الإلقائية في التدريس

بات من الضروري على المعلم أن يلم بطرائق التدريس المتعددة وان لا يقتصر على طريقة تدريس واحدة لعوامل قد تفرض نفسها في هذا التنوع، منها لا وجود لطريقة تدريس مثلى خالية من العيوب أو القصور اتجاه توصيل المعلومات لاسيما وان الاعتماد عليها بشكل مطلق لتدريس موضوع ما.

 كما ان هنالك عوامل أخرى قد تؤثر في ذلك منها طبيعة المادة الدراسية التي يدرسها المعلم فالرياضيات كمادة دراسية تختلف في معلوماتها عن مادة التاريخ من حيث استرسال المعلومات وتوجيهها للمتعلمين وكذلك بالنسبة الى بقية المواد الدراسية الأخرى، كما أن طبيعة المتعلمين تختلف من مرحلة الى أخرى ومن فئة الى أخرى فما يناسب تعليم الكبار قد لا يناسب تعليم الصغار وهذا ما يشكل بعدا مهما من أبعاد تحقيق الفروق الفردية بين المتعلمين فضلا عن الانتماء المكاني الذي يحدد مستوى وطبيعة التلقي بينهم.

تختلف طبيعة المتعلمين من مرحلة الى أخرى ومن فئة الى أخرى فما يناسب تعليم الكبار قد لا يناسب تعليم الصغار وهذا ما يشكل بعدا مهما من أبعاد تحقيق الفروق الفردية بين المتعلمين

 ولكي نكون أكثر دقة في ذلك نجد اختلاف الموضوعات في المادة الواحدة قد يحدد  نوع الطريقة المختارة لتدريسه كما أن حجم الصف والوسائل التعليمية والبيئة المدرسية أيضا هي الأخرى من العوامل التي تؤثر في اختيارها، وهذا مما يستدعي الإلمام الشامل بالطرق التدريسية المتنوعة على اعتبار أنها تمثل الجانب التطبيقي أو الثقافة العملية للمعلم الناجح.

 ومن هذا المنطلق رأينا أن نسلّط الضوء على طريقة من الطرق التدريسية الشائعة في التدريس (الطريقة الإلقائية) والتي تندرج ضمن الطرق التقليدية، كما صنفها المختصين بهذا المجال لبديهيتها أو للتسليم بكونها تمثل طريقة قد لا يختلف في توظيفها المعلم عن غيره، كونها تعتمد على إلقاء المعلومات اذ يعرض فيها المعلم حقائق الموضوع ويكون صوته هو المسموع أكثر من غيره، ويأخذ على عاتقه مسؤولية تقديم موضوع الدرس الى التلاميذ بشكل مباشر وحتى نحيط بهذه الطريقة إحاطة تامة لابد ان نستعرض صورها التي تقدم بها المعلومات فتكون على شكل:

  • أولا: المحاضرة

ويقصد بالمحاضرة العرض الشفوي للموضوع من غير مناقشته أو أشراك التلاميذ مع المحاضر إلا في الاستماع والفهم وتدوين الملاحظات ولا يسمح للتلميذ (المستمع) بالاستفسار إلا بعد الانتهاء من عرض الموضوع.

ولو التفتنا الى هذا الأسلوب من الإلقاء نجده لا يناسب إلا الكبار (من الطلاب والباحثين والمستمعين)، أما مع الصغار فانه أسلوب عديم الجدوى في أغلب الأحيان، لضعف قدراتهم على التركيز والفهم واستيعاب حقائق الموضوع وجمعها وترتيبها من خلال العرض الشفوي المباشر.

 وهذا لا يضمن استفادتهم مما يكسبون من معلومات من خلالها، وعليه فلا يصح الركون الى هذا الأسلوب في المرحلة الابتدائية ولكن يمكن الاستفادة منه في بعض حالات النشاطات الصفية اللاصفية.

  • ثانيا: الشرح

يعتبر الشرح شكلا من أشكال الطريقة الإلقائية ويعني توضيح ما غمض على التلاميذ فهمه، اذ يقوم المعلم بتفسير حقائق الدرس الأساسية والتي يوصلها الى تلاميذه، فيتولى تفسير كل حقيقة من حقائق الدرس مركزاً على عناصرها الأساسية مدونا لها على السبورة، ويتوقف الشرح الجيد على ان يستخدم المعلم الألفاظ والتعبيرات التي يسهل على التلاميذ فهمها ويستحسن استخدام الحركة المعبرة والوسيلة التعليمية، وكذلك ان لا يكون الشرح مجرد كلام يلقى دون بيان الحقائق الأساسية والنقاط البارزة في الموضوع وتأكيدها ويراعي في هذه الحالة مبدأ التدرج في عرض المادة.

  • ثالثا: الوصف

يعتبر الوصف الصورة الثالثة من صور طريقة الإلقاء وهو من وسائل التعليم اللفظي يستخدم في حالة تعذر وجود وسيلة حسية تقرّب الحقائق المراد تدريسها للتلاميذ ويبرز ذلك بشكل خاص أثناء عرض حقائق المراد تدريسها للتلاميذ، ويبرز ذلك ـ أيضا ـ بشكل خاص إثناء عرض حقائق تاريخية وغيرها مما قد يكون قريبا على ذلك.

 ويمكن ان يستخدم الوصف حتى في حالة توفر الوسيلة الحسية كما هو الحال في دروس العلوم عند استخدام الأجهزة والأدوات المختبرية حيث يمكن اعتماد أسلوب الوصف في سبيل تنمية الملاحظة الدقيقة عند التلاميذ. ويتوقف الوصف الجيد عموما على مدى علم المعلم بما يصف وكذلك لغته وأسلوب ومستوى تلاميذه ومراعاته لمعلوماتهم.

  • رابعا: القصص

إن أسلوب القصص من الأساليب المجدية في عرض المعلومات كون القصة يميل الى سماعها الكبار والصغار على حد سواء وهي تساعد على توفير عنصر أساس من عناصر التعلم وهو الانتباه، ولا تحقق القصة أهدافها ما لم يتوافر لساردها القدرة الكافية على التشويق والتوضيح والإثارة.

 فمن ذلك نجد أنها تساعد المعلم على عرض الحقائق بطريقة شيّقة تساعد على إعطاء الدرس الجامد حيوية ونشاطا من خلال تيسيرها السبيل للمعلم في إيضاح بعض الحقائق العلمية، وزيادة خبرات التلاميذ وتمكينهم من بعض الحقائق المعرفية في أنماط سلوكية واعية، وهذا مبدأ مهم تحرص التربية الحديثة على تحقيقه.

إن أسلوب القصص من الأساليب المجدية في عرض المعلومات كون القصة يميل الى سماعها الكبار والصغار على حد سواء وهي تساعد على توفير عنصر أساس من عناصر التعلم وهو الانتباه

كما أنها تساعد على تربية التلاميذ تربية خلقية من خلال اقتدائهم بإبطال القصة وشخوصها، وهذا يشكل فائدة مزدوجة اذ يمكن عن طريقها تقليد الشخصيات الجيدة والابتعاد عن الشخصيات السيئة.

ومع سعة وتنوع إشكال هذه الطريقة من طرائق التدريس يمكن أن نلتمس بعض أسباب تفضيلها على غيرها:

  1. تساعد المعلم على تقديم الكثير من المعلومات في وقت قصير وبذلك يتمكن من تغطية جزء كير من المنهج وبخاصة في حالة المناهج المطولة.
  2. أنها توفر المتعلمين حد أدنى من المعلومات فالمعلم باستعماله لهذا الأسلوب يضمن تلقين جمع المتعلمين قدراً معيناً من المادة العلمية وترتيب معين.
  3. أنها طريقة سهلة بالتدريس حيث توفر للمعلم الكثير من الوقت والجهد فالمعلم الذي يتبع هذه الطريقة لا يحتاج الى الوسائل التدريسية واعداد التجارب ولا يحتاج الى خطة معينة تقوم على مناقشة المتعلمين.
  4. تستعمل هذه الطريقة في حالة عدم توفر الأجهزة والأدوات والوسائل التدريسية الأخرى في الكثير من المدارس.
  5. أنها قد توفر الهدوء والنظام داخل الصف فالمتعلمين أثنا المحاضرة لا يقومون بأي نشاط ولا يواجهون أي أسئلة والصوت الوحيد الذي يسمع داخل الصف هو صوت المعلم.

كما يمكن لنا أن نلتمس عيوبا لطريقة القصّة والتي يمكن ادراجها بالتالي :

  1.  المعلم هو المحور الأساس في الدرس ويكون موقف المتعلم سلبيا في كثير من الأحيان.
  2. يضيع وقت الدرس بسبب استرسال المعلم في شرح تفاصيل الموضوع الدقيقة التي يمكن للمتعلمين متابعتها من خلال المصادر والكتب المتعددة.
  3. يتعذر على المتعلمين استيعاب حقائق المادة وترتيبها ترتيبا سليما عند عرضها عليهم بهذه الطريقة فتضيع معظم حقائق الموضوع.
  4. لا تمكن المعلم قياس مدى ما أنجزه من الأهداف المرسومة للدرس وذلك لان تقديم إي درس يستلزم مشاركة المتعلمين الفاعلة وهو آمر غير متحقق من خلال هذه الطريقة.
  5. صعوبة أبقاء انتباه المتعلمين طيلة فترة الإلقاء وهذا يتوقف على طبيعة المادة الدراسية نفسها ومدى ما فيها من التشويق، وكذلك طريقة تنظيم المادة وعرها وشخصية المعلم ومهارته في الإلقاء.
  6. أنها لا تساعد على مواجهة الفروق الفردية ولا تشجع المتعلمين على التفكير.
  7. تعد هذه الطريقة منهكة للمعلم اذ قام بتدريس أكثر من خمس حصص يوميا. لأنه لا يقوى على التحدث كل هذا الوقت وهو محتفظ بحماسه ونشاطه.
  8. لا تعلم هذه الطريقة مهارة العلاقات الإنسانية كيفية الطرق الأخرى لان المشاركة فيها محددة.

ومن خلال الإحاطة بهذا النوع من أنواع طرائق التدريس يمكن لنا كمعلمين أن نحدد المناسبة لتوظيفها من اجل تحقيق أهداف تعليمة تسعى لها التربية وهذا يأتي من عدم النسيان بان التنوع بالطرائق التي نقدم بها المعلومات للمتعلمين يعود بالنفع على العملية التربوية التعليمة بشكل عام من خلال تحقيق أهدافها التي تحققها عناصر تلك العملية لاسيما المعلم.

  • المصادر
  1. الحسون وآخرون، طرائق التدريس العامة، مكتب فرح للطباعة، ط7، بغداد- العراق، 1993.
  2. الكناني، ماجد نافع والكتاني، فراس علي، طرائق تدريس التربية الفنية، المطبعة ثائر جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة، مؤسسة مصر مرتضى، بيروت –لبنان، 2012.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

1 تعليق

  • مقال في قمة الروعة وكلامكم عين الصواب احسنتم
    لكن اقترح ان تتحول المقالات هذه الى افكار صغيرة وتنشر لعامة الناس حتى يستفيدوا منها اكثر

اترك تعليقا