تربیة و تعلیم

طريقتي المناقشة والاستجواب في التعليم

تعد طريقة المناقشة والاستجواب من طرائق التدريس السائدة كثيرا في مدارسنا، ففيها يتم تبادل الأفكار والآراء والخبرات بين الطلبة بعضهم البعض وبينهم وبين المعلم.

والحديث عن هاتين الطريقتين من طرائق التدريس هو الحديث عن وسيلتي المنهج التقليدي والمنهج الحديث، ومن ذلك نفهم ان عمق وجذور هاتين الطريقتين يعود الى أبعاد تاريخية قديمة وتعتبر من البديهيات التي يُعتمد عليها في نقل خطاب الملقي بغض النظر عن طبيعة الرسالة الموجهة.

 فنحن نستخدمهما في حياتنا اليومية وأحيانا من غير الشعور بهما كون لهما الخصوصية والحدود التي وضعت بها، وهذا أن دل على شي أنما يدل على أهميتهما ودورهما الطبيعي في توصيل المعلومات ومن ذلك وجدنا ضرورة تسليط الضوء على كل منهما بشكل تفصيلي.

 ومن ذلك نجد ان طريقة المناقشة عرفت: بأنها طريقة يقوم فيها التلاميذ بتحضير مادة الدرس والبحث عنها وتجميعها، وتحليلها والموازنة بين جوانبها، ثم مناقشة ما جاءوا به داخل الفصل بحيث يطلع كل تلميذ على ما توصل اليه زميله من مادة وبحث واستقصاء وبذلك يشترك جميع التلاميذ في إعداد الدرس ويتعاونون في تجميع مادته.

أشكال المناقشة:

تختلف المناقشة تبعا لاختلاف أهدافها لذلك فقد تظهر على شكلين هما:

المناقشة المقيدة: وهي المناقشة التي تدور حول موضوع من موضوعات المادة الدراسية أو المنهاج الدراسي.

المناقشة الحرة: وهي المناقشة التي تدور حول موضوع ليس من موضوعات المنهاج المدرسي ولكنه يدور حول موضوع او مشكلة عامة تواجه التلاميذ في حياتهم الواقعية.

أنواع المناقشة

تتخذ المناقشة أنواع عدة هي:

المناقشة التلقينية: وتعتمد على السؤال والجواب بشكل يعوّد الطلاب على التفكير المستقل وتدريب الذاكرة.

المناقشة الاكتشافية الجدلية: يعد (سقراط) أول من اكتشف هذه الطريقة فهو لا يعطي المتعلمين أجوبة جاهزة، ولكن من خلال أسئلة تارة، ومعارضته تارة أخرى بحيث يقودهم الى اكتشاف الحلول الصحيحة وإثارة حب المعرفة لديهم وليس تزويدهم بالمعلومات مباشرة.

يستطيع المعلم التعرف على كثير من الأمور التي تدور في أذهان المتعلمين وذلك من خلال اجاباتهم عن أسئلته

المناقشة الجماعية الحرة: في هذا الشكل من أشكال المناقشة  يجلس الطلاب على شكل حلقة لمناقشة موضوع يهمهم جميعا ويحدد قائد للمجموعة من الطلاب أو المعلم نفسه.

المناقشة الثنائية: وفيها يجلس طالبان امام الصف ويمثل احدهما دور السائل والآخر دور المجيب.

مزايا طريقة المناقشة

1- تساهم في أظهار الدور الايجابي للمتعلم وعدم اختصار دوره على التلقي بل تجعله مساهما.

2- تنمي لدى المتعلم مهارات اجتماعية من خلال تعويده الحديث الى زملائه والى المعلم.

3- تتيح هذه الطريقة مجالا علميا لابراز بعض الاتجاهات والمهارات والمعارف.

4- تؤدي الى الاقتصاد في التجهيزات الخاصة بالتدريس من ورش ومختبرات.

5- في مراحل الدراسات العليا تعويد الطلبة عي تحديد وتحليل المشكلات الى ان يشعرون بها وذلك عن طريق البحث العلمي.

عيوب طريقة المناقشة:

1- أنها تتطلب معلمين ذوي مهارات عالية من ضبط الصف ولديهم قدرة عالية على استخدام الأسئلة الصفية وتوجيهها بشكل جيد.

2- تستبعد دور الخبرات المباشرة من التعلم اذا ما تناول موضوعات لفظية.

3- تتحول أحيانا الى جلسة خالية من الإثارة اذ تعتمد على قراءة الدرس وتحضير محتواه من جانب المتعلم قبل موعد عرضه في الفصل.

أما طريقة الاستجواب

فهي  الطريقة التي تعتمد على طرح الأسئلة من قبل المعلم وطلب الإجابة عنها من قبل الطلاب فهي (سؤال وجواب ) وبذلك عرف الاستجواب:

الاستجواب: هو فن توجيه الأسئلة من المعلم الى الطلاب وتلقي أجوبتهم طيلة فترة الدرس بحيث تغطي عناصر الدرس وأجزائه بصورة كاملة .

شروط استعمال أسلوب الاستجواب

1- ان يحضر المعلم مسبقا الأدوات التي يستخدمها في تقويم نتاجات طلابه عن طريق هذا الأسلوب فان كان هدفه قياس مدى ما تحقق من معلومات ومعارف في مجال محدد وبعد درس محدد، عن طريق أسئلة يجب عنها الطلاب أو أداء مهارات معينة في مجالات محددة أيضا، أو إعادة بناء تجربة أو صف بنائها، أو غير ذلك.

2- أن لا يجعل من الطريقة وسيلة لتهديد الطلبة ، حيث يشعر ان الطلاب لا يجيدون أداء مهارة ما، أو فهم معلومات معينة، فيقوم بإجراء الاستجابة فهو في هذه الحالة محتاج الى لوم نفسه أو مراجعة أدائه وأدواته التي لم يتمكن بواسطتها أن يعين طلبته على تعلم المهارة المعينة أو المعلومات التي لم يتقنونها.

3- أن يحدد مسبقا لهم ومعهم انه في حصة معينة  يقوم باختبار الطلبة بهذه الوسيلة أو بغيرها وفي الموضوع المحدد كي يهيئوا أنفسهم للاختبار.

4- ان يستشعر الطلبة أثنا هذه الوسيلة التقويمية، بالاطمئنان والبعد عن التوتر، اللذين من حق الطلبة ان لا يحسوا بهما في كل مواقف حياتهم بالمدرسة وخارجها.

5- ان يتبادل المعلم وطلابه مواقف الاستجابة، اذ لأبأس ان يتيح المعلم لبعضهم ان يقوموا بمزاولة الدور مع زملائهم ومع معلمهم أيضا فمثل هذه المواقف تنمي شخصية المتعلمين.

 ان الاستجابة تقوم في معظمها على التفاعل اللفظي، أسئلة المعلم واستجابات التلاميذ، ومن هنا كان ضروريا ان تكون الأسئلة الملقاة على الطلبة محددة تماما، واضحة وغير ملبسة سليمة في مضمونها ولغتها، متنوعة لا تنحى منحى واحدا في محتواها، وأن تتنوع أشكالها في الأداء شفويا وكتابيا كي تحقق إغراضا وأهدافا تربوية كبيرة وواسعة.

ايجابيات طريقة الاستجواب

1- يستطيع المعلم التعرف على كثير من الأمور التي تدور في أذهان المتعلمين وذلك من خلال اجاباتهم عن أسئلته.

2- يمكن للمعلم أن يكتشف ماذا كان طلابه يعون شيئا من الحقائق حول موضوع الدرس ام لا.

3- يستطيع المعلم من خلال الأسئلة ان يتعرف في طلابه القدرة على التفكير.

4- تفيد المعلم أيضا في معرفة مدى ما تحقق من أهداف.

5- يتمكن المتعلم من خلالها من مهارة التدريب على التعبير عن ذاته.تركز هذه الطريقة على أن تجعل الطالب يستعمل فكرة لا مجرد ذاكرته.

عيوب طريقة الاستجواب

إذا لم ينتبه المعلم الى عنصر الوقت فقد ينتهي الوقت قبل ما ينتهي مما خطط له، وقد يتورط بعض المعلمين بالضغط على بعض الطلاب بالأسئلة الثقيلة مما ينفرهم من الدرس.

المناقشة التلقينية: وتعتمد على السؤال والجواب بشكل يعوّد الطلاب على التفكير المستقل وتدريب الذاكرة

هناك بعض الطلاب يبادرون بالعديد من الأسئلة بحيث يصرفونه عن توجيه الأسئلة أليهم ومن ثم لا يعرف مستواهم الحقيقي.

ومن هذا نجد طريقة المناقشة والاستجواب من الطرق التدريسية التي يأخذها بالاعتبار المنهج الحديث في التدريس كونهما يجعلان المتعلم نشطا غير سلبي ومتفاعل غير خامل لاسيما وان التعليم الذي يعتمد بتعلمه للمتعلمين يعتمد المشاركة بينهم وبين المعلم فهو الأكثر بقاء والابلغ اثر ومن ذلك علينا كمعلمين أن نحسن هاتين الطريقتين بالشكل الهادف لابالشكل البديهي لنحقق منهما أهداف تعليمية مقصوده.

المصادر

1- التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة (المألوف والمستحدث)، دار الحوراء، بغداد- العراق، 2010.

2- جابر، وليد احمد، طرق التدريس العامة (تخطيطها وتطبيقاتها التربوية)، دار الفكر، ط2، عمان، 2005.

3- السبحي، عبد الحي احمد و القسايمة، محمد بن عبد الله، طرائق التدريس العامة وتقويمها، الخوارزم، جدة- المملكة العربية السعودية، د.ت.

4- سعيدي، عبد الله بن خميس امبو والبلوشي، سليمان بن محمد، طرائق تدريس العلوم (مفاهيم وتطبيقات، درا المسيرة، ط1، عمان- الاردن، 2009.

5- الهويدي، زيد، الاساليب الحديثة في تدريس العلوم، دار الكتاب الجامعي، ط2، العين- الامارات العربية المتحدة، 2008.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا