بأقلامکم

الإنترنت نقمة أم نعمة؟!

في عالم اليوم، والذي يسمى بعالم التكنلوجيا، والذي أصبح العالم فيه عبارة عن قرية صغيرة، لا يغيب أي شيء عن أي جزء منه، وهذا كله بفضل الشبكة العنكبوتية التي ..

في عالم اليوم، والذي يسمى بعالم التكنلوجيا، والذي أصبح العالم فيه عبارة عن قرية صغيرة، لا يغيب أي شيء عن أي جزء منه، وهذا كله بفضل الشبكة العنكبوتية التي ربطت أطراف العالم ببعضه، هذه الشبكة المسماة بـ «الإنترنيت» ماتزال تثير الجدال بين مؤيدٍ وداعٍ لها، وآخر معارض ومنتقد لها، وبين مستخدم لها، وبين مقاطِع لاستخدامها، ومع كل هذا التناقض يبرز التساؤل الآتي:

الإنترنيت نقمة ام نعمة؟!

في مقتضى الإجابة عن هذا التساؤل يتضح لنا سبب ذلك التناقض. فالإنترنيت هو نعمة ونقمة في آن، فهو كالدواء إذا استخدم بالطريقة الصحيحة يكون فيه الشفاء، أما إذا استخدم بالخطأ فإن فيه العكس وسيعمل سلبياً ويزيد آلام المريض.

فالانترنت نعمة إذا استخدم لخدمة البشرية، ففيه فوائد لا تحصى، فمن خلاله تستطيع أن تتواصل مع أي شخص، حتى وإن كان في أقصى المعمورة. وبه تستطيع أن تعرف أي حدث يقع خلال دقائق إن لم تكن ثوانٍ، وبواسطته تستطيع أن توصل رسالتك الى العالم أجمع، والى جانب هذا؛ بامكانك بنقرة واحدة تكون أمامك مكتبة علمية تضم آلاف الكتب، وبشتى المجالات، وهو يستطيع أن يعطيك أي معلومة تبحث عنها، فهو نعمة إذا استخدم لنشر الفضيلة ونشر الاخلاق الحسنة بين الناس، ونشر الصدق والحقائق.

وقد يتحول الى نقمة إذا لم يحسن استخدامه، وعندما ينقلب من خادم للإنسان الى سيّد له وموجّه في شتّى الاتجاهات، حينئذ ينقلب نقمة على مستخدمه، وعلى جميع افراد المجتمع، فإذا أصبح الشاب مدمناً على الانترنت، وصار يستخدمه لملء أوقات فراغه بالالعاب، او احياناً بمشاهدة المقاطع الإباحية والأفلام الماجنة، فعندئذ يتحول الى ضرر ونقمة على الإنسان.

إنه نعمة؛ إذا كان يستخدمه الشاب ليسهل عليه مسيرته العلمية، ويختصر له الوقت ويوفر له ما يحتاجه من معلومات وبحوث، ومن ثمّ يكون عاملاً مساعد في دراسته وطلبه للعلم، أما إذا كان سبباً يشغله عن دراسته ويضيع عليه وقته فهنا يكون نقمة عليه.

وهو نعمة؛ إذا كان عاملاً مهماً يصنع من الشاب إنساناً ناجحاً في الحياة، لديه عطاء وإنجاز، واما إذا كان يحوله الى إنسان فاشل في الحياة، كسول، وفارغ لا يؤدي أي عمل، فهو نقمة وبلاء.

يكون نعمة؛ إذا استخدم لنشر الحقائق، والمصداقية، والفضيلة، وبث روح التواصل والتعاون والمحبة والدعوة الى الخير، ونشر الثقافة الصحيحة والوعي السليم، وقد يتحول الى نقمة إذا استخدم لنشر الكذب والدجل والبغض والكراهية ونشر الميوعة والفساد والانحلال الخلقي، والى نشر الثقافة الباطلة والأفكار المنحرفة.

فهو سيف ذو حدين، وهو نعمة لمن يحسن استخدامه ويعرف كيفية التعامل معه وفق الضوابط والحدود، ويكون نقمة على من لا يحسن استخدامه.

عن المؤلف

الشيخ حسين الأميري

1 تعليق

اترك تعليقا