بأقلامکم

مازلتُ مظلوما

قال الشاعر اللبناني جوزيف الهاشم يمدح الامام علي، عليه السلام:

نِعْمَ العليُّ، ونعمَ الاسمُ واللقبُ

يا منْ بهِ يشرئبُّ الأصلُ والنسَبُ

الباذخانِ: جَناحُ الشمس ظِلُّهما

والهاشميّان: أمُّ حرّةٌ وأَبُ

لا قبلُ، لا بعدُ، في بيت الحرام، شَدَا

طِفلُ، ولا اعتزَّ إلاَّ باسْمِهِ رجَبُ

الحمد لله الممتن على عباده بالنعم، والواصل نعمة بالشكر، والعائد على من شكره بالمزيد، تفضلا منه وكرما.

والصلاة والسلام على اشرف انبيائه ورسله، خيرة الأخيار، والمصطفى من عباده الأبرار، محمد واله الطيبين الأطهار.

كان اهل البيت، عليهم السلام، ولا يزالون، العروة الوثقى التي لا غنى للمسلم عن التمسك بها والسير على نهجها، فهم الادلاء على دين الله ــ سبحانه ــ والصوت الصادح بنداء النجاة، الذي يصغي إليه كل من كانت له أذن واعية.

🔺 إن تجربة امير المؤمنين، عليه السلام، الحياتية برمتها تعد تجربة مباركة، بما لمفردة البركة من دلالات روحية عميقة، تتدفق بالطهر والعطاء، وان سلوكه الشريف ابسط ما يقال عنه انه انساني، يتألق بالفرادة والعظة، والعظمة

ومن المؤسف ان تأتي الاذن الواعي من الغرب، فقد اعلنت الامم المتحدة على لسان امينها ــ آنذاك ــ كوفي عنان عام 2002 بوثيقة مكتوبة ان الامام علي، عليه السلام،  هو اعدل حاكم بعد النبي، صلى الله عليه وآله، يقول: إن خليفة المسلمين علي بن أبي طالب هو أعدل حاكم ظهر في تاريخ البشر بعد الرسول محمد، لذلك ننصح الدول العربية الى الاقتداء به كمثال لتأسيس نظام قائم على العدالة والديموقراطية وتشجيع المعرفة”.

يُخجل، لان المسلمين لم يذيعوها في قنواتهم الاعلامية إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم”، بل بقت طي الكتمان  وكأنها مصداق لقول الامام، عليه السلام: “ما زلت مظلوما من يوم قبض فية رسول الله”، ومن هنا اكتسبت الابحاث التي تتناول سيرة اهل البيت، عليه السلام، و تتعرض لسيرتهم في الاسلام، سواء كانوا في سلطة او متنحين عنها، اهمية جسيمة لطالبي الحق والحقيقة، فوقع الاختيار على محور(اسس بناء الدولة في الفكر الاسلامي في شخصية الامام علي) ونتوقف على اهم اعماله في مواجهه المشكلات المتراكمة في المجتمع الاسلامي واهم معالجاتها.

وكذلك مع شخصية الامام علي، عليه السلام، كمعارض للسلطة (السقيفة بني ساعدة) وهل تغيّر عندما استلم السلطة العملية بعد مقتل الخليفة الثالث، ورؤى الامام الفكرية في ادارة دفه الحكم، واختيار الولاة  والدفاع عن الدولة الإسلامية.

 إن تجربة امير المؤمنين، عليه السلام، الحياتية برمتها تعد تجربة مباركة، بما لمفردة البركة من دلالات روحية عميقة، تتدفق بالطهر والعطاء، وان سلوكه الشريف ابسط ما يقال عنه انه انساني، يتألق بالفرادة والعظة، والعظمة.

🔺 كان يعامل الموالين بمنظار منصب الامامة، اما المخالفين من منظارالخليفة الشرعي واجب الاطاعة، ولايجبر الناس على تغيير عقائدها

لهذه الصفات التي رفع لها الغرب القبعة، ولم يتكلف المسلمون برفع مقال على جريدة، بعد تعرضهم لشبة ابادة، وان تلك الانامل التي كتبت فضائله قطعت، والقلوب التي حملت حبا، انتزعت وشاهد ذلك صاحب السنن النسائي الذي سحقته اقدام الحقد لعلي، عليه السلام، واولاده واتباعه.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تغيّر الامام، عليه السلام، بعد استلام مسند الخلافة؟ بعدت استفهامات تفضي الى حقائق و استنتاجات بطبيعة الحال يمكن سردها كالآتي:

  1. كيف تعامل الامام علي، عليه السلام، وهو خارج السلطة، مع الأحداث وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، ومعامل المجتمع وهو ينظر الية نظرة مزدوجه، خليفة، او إمام منصوص عليه.
  2. بعد استلام الحكم، والتغاضي عن من ظلمه، وسعيه لترتيب بيت الاسلام الذي خرق من فتن وسوء الإدارة الولاة.
  3. نظرة الامام علي، عليه السلام، الى العمل باعتبارة المحرك الاساس للاقتصاد ورفع الفقر.
  4. الاجهزة التي استحدثها في النظام الاسلامي الشرطة، والحسبة، ودار المظالم.
  5. تعين الولاة الاكفاء والامناء، ومردوده على مجتمع ومكافحة آفة الفقر، وتطبيق الرعاية الاجتماعية.
  6. اصلاح النظام القضائي ومحاسبة الولاة.
  7. التوزيع العادل للثروة (المساواة في العطاء).
  8. كان يعامل الموالين بمنظار منصب الامامة، اما المخالفين من منظارالخليفة الشرعي واجب الاطاعة، ولايجبر الناس على تغيير عقائدها، فكانت الكوفة وهي عاصمة الخلافة خليط متجانس عقائديا،وقبائليا، فمن الخطاء بمكان وصف الكوفة بزمنه عليه السلام، انها كلها من الموالي، .ومن يعتقد بذلك فانه تجني على الحقيقة.
  9. ألغى التفاوت الطبقي الذي كان سائدا وبالخصوص زمن الخليفة الثالث.
  10. تاسيس نظام قضائي، والمحتسب المساند للجهاز القضائي، في المحافظة على امن وسلامة اافراد المجتمع، وتامين الامن الغذائي لكل فرد من افراد المجتمع.
  11. رسم سياسات وملامح تنبه اليها الغرب قبل المسلمين، لهذا اُعلن في الامم المتحده عام ٢٠٠٢ علي يد امينها السابق كوفي عنان  بوثيقه مكتوبة وقد خجل منها المسلمون، لذلك لم يتفاخروا بها بصحفهم او وسائل الاعلام الاخرى كونه منجزا اسلاميا، تنص هذه الوثيقه بان الامام علي هو اعدل وانزه حاكم عرفة التاريخ.

عن المؤلف

كريم الموسوي

اترك تعليقا