تربیة و تعلیم

الأسس الصحيحة لتنشئة وإعداد الفتاة لبناء أسرة سليمة

وسط التحديات الخطيرة التي تحيط بالاسرة وبالتالي بالمجتمع كون الأسرة هي النواة ًوالاساس للمجتمع فإن بناءها بناءً سليما سينتج مجتمعاً سليما معافى.

وبما ان للمرأة الدور الأهم والأول والاخطر وهي الوتر والعمود الذي لابد أن يكون قويا حتى لا تنهار هذه الأسرة أمام هذه التحديات، ولأجل ان ننشئ امرأةً صالحة علينا بناءها وفق أسس معينة مخطط لها مدروس حسب ما يقتضيه الوضع  وما يواجه هذا الجيل من عواصف خطيرة، وأهم هذه الأسس والمقومات:

1- حسن اختيار الأم:

وهذا أول صور الإحسان إلى الذرية لأن صلاح الأم من أسباب صلاح أبنائها، وكم حفظ الله من ذرية بصلاح آبائها، فالام هي الشجرة والمدرسة الأولى والتي يقع عليها هذا الدور الكبير والخطير في إعداد فتاة قادرة على مواجهة الصعاب وبناء أسرة سليمة.

🔺 كان النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، إذا دخلت عليه فاطمة قال: “مرحبًا بابنتي” وخرج يوما يصلي بالناس وهو يحمل أُمامةَ بنت بنته زينب، فكن إذا ركع وضعها وإذا قام حملها

والاساس الأول التركيز على حب الله ورسوله، و تعليمها الفرائض الدينية،و تنشئتها منذ الصغر على حب الدِين والفضيلة وغرس ذلك في نفسها بالاقناع والتربية، وذلك عبر روايات و قصص الزهراء عليها السلام.

2- إكرامهن والعطف عليهن ورحمتهن:

 كان النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، إذا دخلت عليه فاطمة قال: “مرحبًا بابنتي” وخرج يوما يصلي بالناس وهو يحمل أُمامةَ بنت بنته زينب، فكن إذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وكأنه لم يكن عندها من يقوم بأمرها فخشي عليها، أو أراد أن يشرع للناس ليتأسوا بهديه، صلوات الله وسلامه عليه .

كان النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، من أرحم الناس بالصبية عموما سواء كانوا ذكورا أو إناثا يقبلهم، ويمسح على رؤوسهم، ويدعو لهم، ويداعبهم، وفي هذا خير كثير .

وكلما كبرت الفتاة احتاجت إلى مزيد من الشعور بالتقدير والاحترام؛ فإذا وفرت لها هذه الحاجة، وأحسّت بأن لها في بيت أبويها قيمة ومنزلة كان ذلك أدعى إلى استقرار نفسيتها وطمأنينتها واستقامة أحوالها .

أما إذا رأت الاحتقار والإهمال فلا تعامل إلا بلغة الأمر والنهي وطلب الخدمة أورثها ذلك كرهًا لبيتها ولأهلها، وربما وسوس لها الشيطان، فأخذت تبحث عما تفقد من العطف والحنان بالطرق المحرمة التي تؤدي بها إلى هاوية سحيقة الله أعلم أين يكون قرارها .

3-العدل بينها وبين إخوتها من الذكور والإناث؛ فإن الشعور بالظلم والانحياز إلى غيرها أكثر منها يزرع في نفسها الكره على أبويها، والحقد على من فضّل عليها من إخوتها أو أخواتها، اما العدل بينهما في المعاملة والاهتمام يولد المحبة والتماسك والثقة بالنفس .

4– تربيتها وفق النُظم الإسلامية وتعاهدها منذ مدارج العمر الأولى، وتربيتها على آداب الاستئذان، وآداب الطعام والشراب، وآداب اللباس، وتحفيظها ما تيسر من القرآن والأذكار الدينية، وتعليمها الوضوء والصلاة وأمرها بها إذا كانت في سن السابعة من العمر، ثم إلزامها إذا بلغت سن التاسعة من العمر، فإنها إذا نشئت على الخير ألفته وأحبته، وسهل عليها الالتزام به والثبات عليه .

5– تعليمها وتدريبها على ما تحتاج إليه قبل انتقالها إلى عش الزوجية من آداب التعامل مع الزوج، والقيام بشؤون البيت من طبخ وتنظيف ونحوه، فإن من الأسر من تهمل هذا الجانب فإذا انتقلت الفتاة إلى بيت زوجها وإذا بها لا تحسن طبخًا ولا نفخًا! ولا عِشرةً حسنة، ولا تعاملاً صحيحاً، وقد يكون الزوج قليل الصبر سريع الغضب فتنشأ المشاكل في وقت مبكر.

6– إما فيما يتعلق بالنفقة؛ فعلى حسب الحاجة، وإما الهبة والهدايا فإن سُويّ بينهم فيها فهو حسن.

7- تعاهد الفتاة بالتوجيه والتنبيه بالأسلوب المناسب بالمباشرة أو التلميح حسب ما يقتضيه الحال، فإن القلوب تغفل ويقظتها بالنصح والتذكير، والذكرى تنفع المؤمنين .

8– توجيهها إلى حسن اختيار الصديقة؛ فإن الصداقة لها أثر عظيم في السلوك والأفكار وغير ذلك، وفي الحديث عن رسول الله، صلى الله عليه وآله: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” .

🔺 تربيتها وفق النُظم الإسلامية وتعاهدها منذ مدارج العمر الأولى، وتربيتها على آداب الاستئذان، وآداب الطعام والشراب، وآداب اللباس، وتحفيظها ما تيسر من القرآن والأذكار الدينية

9– تجنيب البيت وسائل الهدم والتدمير المعنوي؛ فإن كثيرًا من القنوات الفضائية، وكثيرًا من مواقع الانترنت تهدم أكثر مما تبني، وتضر أكثر مما تنفع، وتفسد أكثر مما تصلح، وكم ضاع بسببها من شرف، وكم تلطخ بسببها من عرض، فالسلامة في البعد عنها، والسلامة لا يعدلها شيء، فإن وجدت هذه الوسائل في المنزل فليراع ربّ الأسرة ألا تكون هذه الوسائل مفتوحة الباب على مصراعيه لأهله يتابعون منها ما يشاؤون.

10– القيام بواجب الرعاية؛ فحرص الوالدان على ابنتهم، وتعاهدها لها من أسباب استقامة أحوالها، كما أن التفريط وإرخاء الحبل من أسباب الانفلات والضياع .

11– الحذر كل الحذر من انفصام عرى الاجتماع العائلي الأسري، فإن كثيرًا من الأسر اليوم تشتكي ضعف الرابطة بين أفرادها ؛ فكل منشغل بخاصة نفسه الأب في واد والأم في واد والأولاد كل في عالمه الخاص، وما من شك أن هذا الفراغ يولد مشاكل كبيرة لكنها تنمو شيئًا فشيئًا مع الزمن حتى تحين ساعة الصفر فيقع الانفجار ؛ فتستيقظ الأسرة لكن بعد فوات الأوان !!

12– تشجيعها على القراءه فالفتاة القويه هي القارئة والمثقفة فالمعرفة قوة ..

13– امنحيها مسؤوليات، ولا تفرطي في تدليلها ولا تقسي عليها، عامليها بتوازن وامنحيها الحب حمليها مسؤوليات تناسب عمرها، وابدئي بمنحها مسؤولية إرجاع الألعاب إلى مكانها عندما تتعلم المشي وانهيها بتحضير وجبة طعام لها وللاسرة عندما تصبح في الجامعة تحمل المسؤولية .

هذه بعض وأهم الأمور التي يمكن بناء فتاة أو مشروع امرأه قادرة قوية من حيث البناء الوظيفي والروحي والاخلاقي.

عن المؤلف

آمنة الأسدي

اترك تعليقا