تربیة و تعلیم

فوائد واضرار ترك الأطفال في المنزل

هل تشعر الام بالأمان عندما تترك الأطفال وحدهم في المنزل؟ هذا السؤال الذي يصعب الجواب عليه من قبل جميع الأمهات، وبالتأكيد الاغلب يتفق على إجابة بعدم الأمان والاطمئنان، فكل ام لديها أطفال صغار تواجه الآن مشكلة عند الخروج من المنزل سواء من اجل الذهاب الى الوظيفة الرسمية او العمل اليومي، او من اجل التسوق وجلب الاحتياجات المنزلية.

في الوقت الحالي تكاد تكون اغلب الاسر تفتقد الى ربة المنزل، بعد ان اتجهت المجتمعات الى زجّ النساء في سوق العمل ومشاركتها الرجل في العمل لتأمين متطلبات الحياة المتصاعدة، الى جانب ذلك ظهرت مشكلة الأبناء الذين لا يمكن الاعتماد عليهم وضمان عدم حدوث المشكلات نتيجة سوء الفهم وعدم إدراك مخاطر بعض التصرفات.

موجة التمدن اخذت تعصف بالمجتمعات العربية والإسلامية، حيث وضعت العديد من الاسر عاملات خدمة لتأدية الاعمال المنزلية ومراقبة الأطفال اثناء خروج الابوين الى محل أعمالهم، لكن تبقى هنالك مخاطر من هذا الاجراء تتمثل بعدم جدية هذه العاملات في تأدية المهام المناطة بهنّ، كما يمكن ان تنخفض نسبة الاهتمام بالأطفال من حيث تحضير وجبات الطعام وتغير الملابس وهكذا.

  • مخاطر ترك الأطفال

من المخاطر المحتملة الوقوع عندما يُترك الأطفال بمفردهم في المنزل، هو العبث بالأثاث المنزلي واصابته بالأضرار الجسيمية التي تصل في بعض الأحيان الى ضرورة استبداله وهو ما يؤدي الى خسائر مادية كبيرة تتعرض لها الاسرة نتيجة عدم معرفة الأطفال بحجم الأذى الذي سببوه للمنزل.

🔺 في الوقت الحالي تكاد تكون اغلب الاسر تفتقد الى ربة المنزل، بعد ان اتجهت المجتمعات الى زجّ النساء في سوق العمل ومشاركتها الرجل في العمل لتأمين متطلبات الحياة المتصاعدة

ومن المخاطر الأخرى؛ إمكانية اللعب بمفتاح الغاز الموجود في المطبخ، مما يعرض المنزل بصورة عامة الى الخطر عند اول محاولة لإشعال الطباخ، او تدخين سيكارة وغيرها من الأمور التي يحتاج فيها الفرد الى النار، وهنا تكون قد حلت كارثة في المنزل تتسبب في معظم الأحيان الى وفاة عدد من الأشخاص واتلاف بيوت بأكملها جراء هذا الخطأ الفادح.

ومن الآثار السلبية المترتبة على ترك الأطفال وحدهم في المنزل، هو من الممكن جدا ان يلحق بهم ضرر جسدي نتيجة بعض الممارسات غير المسؤولة كاللعب في الأدوات المنزلية الجارحة، كالسكين والساطور وغيرها مما يجلب الأذى لمن يستخدمها دون عناية فائقة وانتباه شديد، وكذلك من المحتمل ان يذهب الطفل الى المجاميع الصحية والوقوع في المرحاض ويمكن ان تتوقع النتائج المختلفة من هذا الوقوع.

و تخرج بعض الأمهات من هذه الإشكاليات عبر وضع الأطفال عند أم زوجها او والدتها إذا كانت قريبة من محل سكناها، وفي ذلك اتعاب ومسؤوليات إضافية تتحملها الجدات فوق الذي تحملنّ خلال سنوات التربية وتحمل المسؤوليات الكبيرة المتمثلة بإدارة المنزل وتوفير متطلبات الزوج، وغيرها.

ويرى دكتور هيثم جهرمي رئيس قسم العلاج المهني بمستشفى الطب النفسي في البحرين ضرورة الأخذ بالاعتبار عمر الطفل ونضوجه واستعداده النفسي وقدرته على التصرف بالطريقة الصحيحة والسليمة عند مواجهة المشاكل المختلفة قبل تركه بالمنزل وحيداً أمام الأقدار، الأمر الذي يعرض الوالدين للمساءلة القانونية في حال حدوث مكروه للطفل بسبب الإهمال.

وتشير الأخصائية مريم إبراهيم إلى بعض سلبيات ترك الطفل بالمنزل، كاحتمالية تعرضه للحوادث التي تهدد أمنه وسلامته، إلى جانب الإحساس بالعزلة والوحدة، والخوف من الاتصال عن الأهل، الأمر الذي يجره في بعض الأحيان إلى التصرف بلا مسؤولية وتهور في غياب الرقابة.

وتضيف أنه “من السلبيات أيضاً اعتياد الطفل على البقاء لوحده، الأمر الذي يجره لحب العزلة، وخسارة فرص اللعب مع باقي الأطفال أو التواصل مع الآخرين، ومن الممكن أن يكتسب الطفل الوزن الزائد، فمع الشعور بالملل يتناول الأطفال الأطعمة والوجبات السريعة أمام التلفاز عوضاً عن الخروج للعب، مع قلّة الحركة، وقد يؤدي ترك الأطفال بالمنزل لنشوب مشاكل وخلافات بين الأطفال”.

  • إيجابيات ترك الأطفال في المنزل

وإلى الجانب السلبي لهذه الظاهرة التي ينظر إليها الجميع بعين واحدة ويتفق عليها، هناك جوانب إيجابية لا تخلو منها هذه الظاهرة تعود بالفائدة والمردود الإيجابي على الطفل، مثل تحمل المسؤولية، واكتساب خبرة في التصرف السليم في الحالات الطارئة، التي لابد أن يتعلمها ويتدرب عليها بمساعدة الوالدين في بادئ الأمر.

أن ترك الطفل بالمنزل لوحدة يكسبه ثقة بأنه على قدر المسؤولية، ويعطيه مساحة من الوقت للعب والتصرف على طبيعته وتلقائيته، كما أن ترك الطفل في المنزل يؤهله ليكون مسؤولاً في المستقبل عن نفسه ومستقلاً بذاته، بعيداً عن الاتكالية. هذه الإيجابيات يمكنها أن تمنح الطفل فرصة لحل المشاكل والخلافات التي يتعرض لها في حياته دون تدخل من الأهل.

  • رؤية قانونية

في بريطانيا على سبيل المثال، لا ينص القانون على سن معينة يمكن خلالها ترك الطفل بمفرده بالمنزل، ولكن يعد ترك الطفل بمفرده جريمة إذا كان ذلك يعرضه للخطر.

ووفقا للجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال (NSPCC) فإنه نادرا ما ينضج الأطفال دون سن 12 عاماً بدرجة كافية ليتم تركهم بمفردهم فترة طويلة من الزمن، ولا ينبغي ترك الأطفال دون سن 16 عاماً بمفردهم بالمنزل طوال الليل، ناهيك عن عدم ترك الرضع والصغار وحدهم أبدا.

فالطفل ذو 7 سنوات وأقل، لا ينبغي تركه بمفرده بالمنزل لأي فترة زمنية، ومن 8 إلى 10 سنوات، يجب عدم تركه بمفرده لأكثر من 90 دقيقة، وتكون خلال النهار وساعات المساء المبكرة فقط.

بينما الطفل من 11 إلى 12 عاما، يمكن تركه بمفرده لمدة تصل إلى 3 ساعات، ولكن ليس في وقت متأخر من الليل أو في ظروف تتطلب مسؤولية غير مناسبة. ومن 13 إلى 15 عاما، قد يترك بدون إشراف، ولكن ليس بين عشية وضحاها. أما الشاب من 16 إلى 17 عاما، فقد يترك بدون إشراف.

  • قواعد الخروج الآمن

القاعدة الأولى: الإسعافات الأولية، الطريقة الوحيدة لتفادي الذعر، هي تسليح الاطفال بمعرفة ما يجب القيام به في حالة الطوارئ، فهم بحاجة إلى معرفة وقت وكيفية الاتصال برقم الطوارئ، إضافة إلى معرفة ماهية حالة الطوارئ الحقيقية، مثل حريق أو إصابة، وما هو غير ذلك، مع التأكد من إعطاء أمثلة على متى تتصل ولا تتصل برقم الطوارئ.

القاعدة الثانية: طلب المساعدة: إذا لم يتمكن ابنك من الوصول إليك وأنت بالخارج، يجب أن تكون هناك قائمة بالأقارب والجيران الموثوق بهم الذين يمكن الاتصال بهم، ويجب وضع هذه القائمة في مكان يسهل العثور عليه أو برمجتها في هواتفهم.

🔺 من السلبيات أيضاً اعتياد الطفل على البقاء لوحده، الأمر الذي يجره لحب العزلة، وخسارة فرص اللعب مع باقي الأطفال أو التواصل مع الآخرين، ومن الممكن أن يكتسب الطفل الوزن الزائد

القاعدة الثالثة: خطة السلامة من الحرائق: يجب أن يكون لدى كل عائلة خطة أمان من الحرائق، يحفظها الجميع في ذاكرته. يجب عليهم الخروج من المنزل على الفور، وبعد ذلك فقط يمكن إجراء مكالمة الطوارئ. تدرب معهم على طرق الهروب ومواقع سلالم الهروب.

القاعدة الرابعة: إغلاق المرافق: أثناء غيابك قد يفيض أحد المراحيض ويبدأ الماء في إغراق المكان، في هذه الحالة يجب أن يعرف ابنك كيف يتصرف، وأن يعرف كيفية إغلاق المياه، وأين يوجد محبس المياه الرئيسي في المنزل. إذا كان لديك غاز طبيعي عبر الانانبيب، يجب أن يعرف مكان إيقاف ذلك أيضا.

القاعدة الخامسة: الأجهزة المسموح باستخدامها: تأكدي من أن أطفالك يعرفون ما هو مسموح لهم استخدامه وما هو غير مسموح، على سبيل المثال؛ لا تسمحي لهم بتشغيل الفرن أو الموقد، ولكن يمكن أن تتيحي لهم استخدام الميكروويف كبديل، ثم اشرحي ما يمكنهم، وما لا يمكنهم إعادة تسخينه وكيفية استخدامه بشكل صحيح.

القاعدة السادسة: قواعد التكنولوجيا الخاصة بك: كيف ومتى يمكنه استخدام التلفزيون والحاسوب وأجهزة التلفون، أمور يجب توضيحها. يجب أن يعرف أطفالك ما يمكنهم استخدامه، وما لا يمكنهم استخدامه وما هي المواقع أو الألعاب المسموح بها وأيها مدرج في القائمة السوداء.

عن المؤلف

سُرى فاضل

اترك تعليقا