فکر و تنمیة

كيف ننجوا من اضطراب التكيف؟

الله المتحكم بهذا الكون بأجمعه يريد له ان يمشي بما يريد هو لا بما نريد نحن البشر، فهو يريد للبشر ان يعيش بين صعود وهبوط في الاحوال جميعها، وما بين هذين القطبين يتطلب من الانسان ان يتكيف مع الظروف والمستجدات الحياتية، فالبعض ينجح في ذلك لكن البعض الآخر يفشل ويحدث لديه ما يُعرف في علم النفس بإضطراب التكيف، فما هو هذا الاضطراب؟

 وماهي ابرز معالمه ؟

 وكيف يمكن الحد منه؟

يعرف اضطراب التكيف على انه انعدام او ضعف القدرة على التكيف مع بعض التحولات والاحداث الجذرية والكبيرة التي يواججها الانسان في مرحلة من مراحل حياته نتيجة لعوامل نفسية عديدة.

🔺 استجابة الانسان للازمات تختلف من شخص لآخر على الرغم من الجميع الناس يقلقون ويتوترون لكن ليس جميعهم يفشلون في التخطي

استجابة الانسان للازمات تختلف من شخص لآخر على الرغم من الجميع الناس يقلقون ويتوترون لكن ليس جميعهم يفشلون في التخطي، وهذا الامر يعتمد على مؤثرات جانبية في الشخصية تمنح احد صلابه اكثر من الآخر وتجعله يتكيف اسرع وبالتالي يعود الى العمل والانتاج تدريجياً بحسب  شدة الموقف المتسبب في الازمة النفسية.

بحسب الدراسات النفسية التي تناولت موضوع التكيف النفسي واضطراب التكيف فإن الرجال اكثر صلابة نفسية من النساء ما يعني انهم اكثر تكيفاً، وبالتالي هم اقل عرضة للأصابة بأضطراب التكيف، بينما النساء ونظراً للبنية النفسية الاقل صلابة فأنهن يحتجن الى اوقات اكثر للتكيف النفسي وقد يفشلن في التكيف في مواقف عديدة وهو ما يعرضهن الى سلسلة من المشكلات النفسية المعقدة.

  •  ماهي علامات الاصابة؟

حين يعاني الفرد من هذه الاعراض فهي اشارات على اصابته بهذه الاضطراب، وهذه الاشارات هي:

القلق الشديد الناتج من الخوف من عدم القدرة على التخطي السريع للازمة، الحزن الكبير المتواصل والذي لا يقل مع مرور الايام، الاكتئاب والميل الى الانعزال عن المجتمع او الاختلاط القليل جدا.

وهناك اعراض جسدية منها صداع في الرأس بصورة شبه مستمرة من دون استجابة للعلاج الدوائي، آلام في المعدة وسوء في الهضم، الشعور بالتعب والنحول في الجسم على الرغم من عدم القيام بأي عمل،  تسارع دقات القلب على غير العادة الطبيعية للانسان، تعرق اليدين، اصفرار الوجه وكضم الجبين وغيرها من الاعراض الجسمانية الاخرى.

  • لماذا يصاب الانسان باضطراب التكيف؟

لعدة احتمالات يصاب الانسان باضطراب التكيف ومن اهمها مايلي:

اول ما يجعل الانسان غير قادر على العودة الى الجو النفسي الامن الناتج من التكيّف مع تحولات الحياة هو صدمة الانسان بأمر لم يتوقع حدوثه ولم يعد العدة له مثل موت انسان عزيز او فقدانه، الاصابة بمرض خطير مثل السرطان، احتراق المنزل الذي افنى حياته في سبيل الحصول عليه.

🔺 انخراط المصاب في بيئة اجتماعية داعمة مثل الاهل والاصدقاء المتفهمين لمشكلته يمكن ان يساعده في الخروج من الازمة

ثاني الاسباب المحتملة لاصابة الانسان باضطراب التكيف هو التقاعد عن العمل؛ فبعد ان كان يقضي وقته في العمل يجد نفسه اصبح لديه وقت كبير وليس لديه قدرة على ملئه وبالتالي يصاب بأزمات نفسية كبيرة.

الغدر والخيانة والخذلان من المقربين هي اسباب اخرى تجعل الانسان عرضة للمشكلات النفسية فيجد الفرد المتعرض لمثل هذه المواقف صعوبة في التكيف معها وتقبلها من الاصل.

  • ماهي الحلول؟

اول الحلول واكثرها فاعلية لاضطراب التكيف هو العلاج النفسي ونخص منه العلاج المعرفي السلوكي الذي يتم عبر جلسات عديدة تعقد بين المصاب والمختص او الطبيب النفسي، إذ يُقدم الى المصاب  دعم معنوي نفسي كبير يساعده على التخطي النسبي التدريجي وصولاً الشفاء التام.

كما ان انخراط المصاب في بيئة اجتماعية داعمة مثل الاهل والاصدقاء المتفهمين لمشكلته يمكن ان يساعده في الخروج من الازمة، عبر إشراكه في انشطتهم والخروج معه في سفرة او دمجه في ممارسة هواية معينة، كل هذه الاشياء يمكن ان تأخذ بيده الى الشفاء.

واخيراً يمكن اللجوء الى استخدام الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق، مع الالتزام بالعلاجات النفسية وبالتالي يمكن الحد من خطر هذا الاضطراب.

قد يصعب على البعض التكيف مع المُستجدات والأحداث التي يواجهونها في حياتهم سواءً كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن يلجأ الشخص للطبيب النفسي إذا ما استمرّت مشكلته لأكثر من 3 أشهر لتوصف عندها باضطراب التكيف، يمكن لمجموعة من العلاجات النفسية أو ربما الدوائية أن تحل المشكلة.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا