تربیة و تعلیم

للشارع حقوق وواجبات

تختلف الدول من حيث أعداد سكانها منها ماهي صغيرة مساحة وكبيرة نسبة سكانية ومنها العكس، وهناك عدة أمور تخص احترام الطرق العامة لأن المواطن الحقيقي هو من يعتبر وطنه بيته وبيته وطنه، وهنا نسلط الضوء على مسألة الاهتمام بنظافة الشارع او الطريق العام لانه كما هو معلوم البيت الفوضوي لايرحّب بساكنيه، فالنظام والترتيب يوسّع المساحة ولو كانت صغيرة اليس كذلك؟!

من العادات الخاطئة التي تقلّل من شأن حضارة البلد هي كالاتي من السيء للأسوء:

١-  رمي النفايات في الشارع وهذه طامة كبرى حيث لاتاكد تخلو محافظة من بلدنا العزيز إلا ورأيتها، فالعاقل هو من ينظر للشارع كما ينظر لبيته ويتخذ من قول النبي الاكرم محمد، صلى الله عليه وآله شعارا لحياته : “كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته”.

بل قد يصل الحال الى إيذاء الجيران بتكرار هذه الحالة ورميها بالقرب من بيوتهم، أو هل تعتبر هذه من علامات الذوق والايمان.

٢- عدم إزالة العوائق من زجاج او حجارة وتصحيح الاعوجاج، فكثيرا ما نلقي اللوم على شبكة السياسة وكأنها هي الهدف في رمي الاخطاء الكبيرة والصغيرة، صحيحٌ أننا نمر في أزمات متعددة، لكن الوطن يقوم على مواطنيه …عن أبي هريرة أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم،  قال : “بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه ، فشكر الله له فغفر له”. (رواه البخاري ومسلم).

وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ”.(شرح رياض الصالحين)

لا أنسى؛ فذات يوم دخل اخي الصغير وقدمه تنزف بشده بسبب قطع زجاج في الشارع لم ينتبه لها ..انه القرن الحادي والعشرين ياسادة!

٣ – الجلوس في الطرقات؛ وهنا حدّث ولا حرج حيث هذه الصفة كانت من عصر الجاهلية الاولى وإلى يومنا هذا مستمرة؛ فعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: “إياكم والجلوس في الطرقات” قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما لنا بُدٌّ مِن مَجالِسِنا نَتَحَدَّثُ فيها قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلَّمَ: “إذا أبَيْتُمْ إلَّا المَجْلِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ” قالوا: وما حَقُّهُ؟ قالَ: “غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمْرُ بالمَعروفِ، والنَّهْيُ عَنِ المنكر”.(صحيح البخاري ص 2465 ).

وما أجمل ان تتزيّن شوارعنا بألوان الشجيرات والورود والنظافة لتعكس صور الحضارة والرقي والثقافة.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا