أسوة حسنة

السيدة الطاهرة خديجة الكبرى وزيرة صدق على الإسلام

  خديجة ع بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، امها فاطمة بنت زائدة بن جندب تلتقي بالجد الرابع مع الرسول الكريم، صلى الله عليه وآله.

وكانت من خير نساء قريش شرفا وعفة وجمالا واكثرهن مالاً تقدم لخطبتها قبل زواجها من رسول الله، صلى الله عليه وآله، عدد من زعماء قريش واثرياءها وبذلوا لها الكثير من الأموال لكنها رفضت ذلك.

بينت بعض الروايات الواردة عن الإمام موسى الكاظم، عليه السلام، اسباب رفضها بقوله: “كان لخديجة منظرة في مستشرف الطريق تقعد فيها ونساء قومها وكانت قاعدة في المنظر تنظر اليه اي رسول الله، صلى الله عليه وآله، ومن معها من النساء، فقالت: ياهولاء ما ترين أن لهذا الرجل قدرا عظيما”.

⭐ لم تذكر الروايات الواردة عن الائمة عليهم السلام، ان السيدة خديجة، عليها السلام، تزوجت قبل النبي، صلى الله عليه وآله، كما ورد ذلك عند عدد كبير من المؤرخين وأصحاب السير

 وهذا يعني ان السيدة الطاهرة خديجة، عليها السلام، كانت معجبةً بشخصية الرسول الكريم، صلى الله عليه وآله، ومتيقنة من انه ليس بإنسان عادي وسيكون له منزلة كبيرة، لم يرتقِ لها أي من البشر، ولم يعوض إعجابها بأخلاقه وسلوكه سلطات كبار قريش ونفوذهم الذين تقدموا إليها وهو أمر لم لم تستطع اخفاءه بل أعلنته أمام عدد من النسوة.

 وأكد الإمام موسى الكاظم، عليه السلام، في رواية أخرى أن خديجة رغبت في الزواج من النبي، صلى الله عليه وآله، لما سمعت عنه من عفة وأمانة واخبار طيبة، وزاد إصرارها على ذلك بعد نجاحه في إدارة تجارة عمه ابي طالب، عليه السلام، على الرغم  من صغر عمره وادراكها  لخبر قصة الراهب بحيرا النصراني الذي تنبأ بنبوة محمد، صلى الله عليه وآله، وأخبر القوم بما سيكون له من منزلة عظيمة وشان كبير بعد مشاهدته سحابة اظلت فوق رأسه، صلى الله عليه وآله، دون بقية رجال القافلة ومسيرتها معه حماية له من أشعة  الشمس لتنتهي رغبتها تلك في زواجها منه.

ولم تذكر الروايات الواردة عن الائمة عليهم السلام، ان السيدة خديجة، عليها السلام، تزوجت قبل النبي، صلى الله عليه وآله، كما ورد ذلك عند عدد كبير من المؤرخين وأصحاب السير.

  • السيدة خديجة الكبرى اول النساء آمنت بالرسول

 تعلق النبي، صلى الله عليه وآله، بالسيدة خديجة، عليها السلام، واحبها كثيرا، وجلَّ  لها احتراماً وافرا، حتى كانت أول من أمنت به وضحت باموالها كلها في سبيل نجاح دعوته إلى الله واعلاء كلمته، وهو ما أكده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عليه السلام، بعدها افضل نساء  النبي، صلى الله عليه وآله، وورد عن الإمام موسى الكاظم، عليه السلام: “إن الله اختار من النساء أربعا وهن مريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم زوجة فرعون والسيدة خديجة   زوج النبي وفاطمة بنته اي بنت النبي صلى الله عليه وآله”.

ولم يتزوج  الرسول، صلى الله عليه وآله، حسب رواية الإمام جعفر الصادق، عليه السلام، عن السيدة خديجة حتى وفاتها وكان، صلى الله عليه وآله، يذكرها بخير دائماً، اعترافاً بفصلها ويبكيها في بعض الأحيان حزنا على فراقها، وشوقا لها مما كان يثير حفيظة نساءه كعائشة.

⭐ تعلق النبي، صلى الله عليه وآله، بالسيدة خديجة، عليها السلام، واحبها كثيرا، وجلَّ  لها احتراماً وافرا، حتى كانت أول من أمنت به وضحت باموالها كلها في سبيل نجاح دعوته إلى الله واعلاء كلمته

وفي رواية عن الإمام علي، عليه السلام نصها: “ذكر النبي، صلى الله عليه وآله، خديجة يوما وهو عند نسائه فبكى.

 فقالت عاىشة ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد.

 فقال لي الله: صدقتني إذ كذبتم وامنت بي إذ كفرتم وولدت لي إذ عقمتم.

 قالت عائشة فما زلت اتقرب إلى رسول الله بذكرها”.

وهذا يؤكد على أفضلية السيدة خديجة، عليها السلام، على سائر نسائه، فهي اول من آمنت به وصدقته وضحت باموالها كلها في سبيل نصرة الإسلام، اكرمها الله تعالى بأن جعل ذرية النبي، صلى الله عليه وآله، من نسلها عن طريق فاطمة الزهراء عليها السلام.  رحم الله ام المؤمنين  السيدة الطاهرة خديجة الكبرى زوج النبي الكريم وجزاها اجر المجاهدين الأبرار فقد وقفت إلى جانبه، صلى الله عليه وآله، موقفا رائعا كان له اكبر الأثر في رفد مسيرة الدعوة الاسلامية وتقويمها من التعثر حين بذلت كل ما تملك في سبيل بقاء هذه الرسالة الخالدة حية ساعة المحنة، وقد وصفتها بعض المصادر  كانت خديجة، عليها السلام، وزيرة صدق على الإسلام.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا