مكارم الأخلاق

الصدق رأس الفضائل

يوصَف الصادقون بأنهم ناجحون في حياتهم، وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى هذا النجاح للإنسان الذي يلتزم الصدق طريقا في إدارة حياته وطبيعة علاقاته الاجتماعية والعملية وسواها، فالصدق بحسب المختصين هو قول الحقيقة، وهو فضيلة من الفضائل ويعد من مكارم الأخلاق؛ وهو عكس الكذب؛ ويوصف الشخص الذي يتحدث بالحقيقة أنه صادق.

ولا يكون الصدق صفة وحيدة عند الإنسان، فالصادق يجب أن تدعمه صفات وقيم صالحة أخرى، وهذا تحصيل حاصل، فالإنسان الصادق يكون أمينا في علاقاته وأعماله وأقواله، وهذه الأمانة ترتبط ارتباطا وثيقا مع صدق الإنسان، وترافقه في مشوار حياته، وتلازمه حتى في الملمّات الصعبة التي قد يتعرض لها، فالإنسان الأمين لا يرتكب أي عمل يتنافى مع الأمانة، والكذب من السلوكيات التي تتناقض مع الأمانة.

  • الترابط بين الصدق والأمانة

لذلك نلاحظ أن الإنسان الأمين هو إنسان صادق، والإنسان الصادق أمين، فكلا القيمتين متلازمتان، ولا تنفصم إحداهما عن الأخرى، فالصدق يدعم الأمانة والأمانة تؤدي إلى الصدق، كذلك نلاحظ أن الاستقامة هي من صفات الناس الصادقين، فهو لا يرتكب أي نوع من الانحراف عن السلوك القويم، ولا يتلفّظ باللفظ المسيء، كونه ملتزما بالاستقامة في سلوكه ومختلف نشاطاته الاجتماعية والعمية وسواهما، فأمر طبيعي أن تلاحظ اجتماع الصدق بالاستقامة عند الإنسان لأنهما ينطلقان من جذر واحد يكمن في أعماق الإنسان.

⭐ لا يكون الصدق صفة وحيدة عند الإنسان، فالصادق يجب أن تدعمه صفات وقيم صالحة أخرى

وهل يمكن أن نتصور إنسانا صادق في حياته، مع أهله، وأرباب عمله وأصدقائه وفي عموم نشاطاته الحياتية، هل يمكن أن نتصور هذا الإنسان الصادق خالٍ من الوفاء وهي قيمة صالحة ترافق الناس الصادقين؟ نعم إن الإنسان الصادق هو إنسان يفي بعهوده ووعوده وكلامه ومواقفه، كما أنه يفي حق الأبوّة فيوافي والديْه، وأصدقائه كذلك، لذا فإن الصدق مرتبط أيضا بقيمة الوفاء المهمة لبناء إنسان ناجح ومجتمع متميز.

  • قيمة الإخلاص وصناعة الثقة

ومن السمات والصفات المهمة الأخرى التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالصدق، هي قيمة الإخلاص، فالإنسان المخلص في عمله، ووعوده، ومواقفه وحياته، لا يمكن إلا أن يكون إنسانا صادقا في كل شيء، لسبب بسيط أن الإخلاص عند الإنسان يجتمع مع الصدق حتما، ولهذا يترافق الصدق مع الخصال الحميدة ومنها الأمانة والاستقامة والوفاء والإخلاص؛ وهو سمة حسنة لها مكانة عظيمة عند أغلب المجتمعات وفي العديد من الأديان والمعتقدات.

ولهذا فإن الصدق هو رأس الفضائل، وهو جامعها، حيث الشخصية الصادقة تجمع كل هذه الصفات الحسنة فيها، فيكون صاحبها ناجحا في حياته، محبوبا من الناس، ومتصالحا مع نفسه وراضيا عنها وقائدا لها (لنفسه) وليس العكس، والإنسان الذي يقود نفسه هو الذي يحقق أعظم الدرجات في الدنيا التي تقوده إلى الدار الأخرى.

أما ذلك الإنسان الذي تقوده نفسه، فإنه سوف يكون عبدا لطلباتها العجيبة الغريبة، فيما لو فلت منه عقالها، أي إذا كانت نفسه آمرة له ومسلطة عليه، وهذا يمحو الصفات الأخرى الصالحة، فلا يكون الإنسان صادقا ومن ثم غير وفي ولا مخلص ولا أمين ولا مستقيم، كل هذا يمكن أن يتجمّع ويجتمع في الشخصية التي تخسر الصدق في تعاملاتها مع الآخرين، وفي وعودها وفي أقوالها المختلفة.

  • كيف تصبح إنسانا محبوبا محترَما؟

إن آثار الصدق تظهر على الإنسان، وهكذا فإن لفضيلة مثل الصدق آثار عديدة في حياة البشر، فربما موقف واحد فقط يمكن أن يكون فيه الشخص صادقًا ينقذ حياة العديد من البشر، على العكس موقف واحد يشهد فيه الإنسان زورًا من الممكن أن يتسبب في ظلم العديد من الناس، هذا بجانب العديد من الآثار التي تؤثر على الشخص نفسه، أي تجعل منه إنسانا محبوبا محترَما ومقبولا من الناس جميعا.

⭐ إن الإنسان الصادق يمتلك شخصية جذّابة، تجذب جميع الناس إليه، حتى أولئك الذين يكرهون الإنسان الصادق ينجذبون إليه، لأنهم يأمنون جانبه

وفي الختام هناك آثار إيجابية للصدق على الإنسان، وأهمها: الوفاء بالوعود، والارتقاء بالحياة الزوجية، واكتساب احترام وثقة الناس، وأخيراً إنه يحقق الراحة النفسية التي تجعله مستقرا في حياته، ومرتاحا ومستقرا، وبالتالي يحقق النجاحات المشروعة التي يخطط لها. لذلك قيل إن الإنسان الصادق يمتلك شخصيةً جذّابة، تجذب جميع الناس إليه، حتى أولئك الذين يكرهون الإنسان الصادق ينجذبون إليه، لأنهم يأمنون جانبه، ولا يخشون منه الغدر، أو النميمة، أو التشويه الأخلاقي للآخرين كما يفعل بعض الفاشلين ضد الناجحين، ولم يخطئ ذلك القول الحكيم الذي يقول: كن صادقا تكن إنسانا ناجحا.

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا