رأي

شرف المونديال أم كرامة الأطفال؟

اليوم اول ايام المونديال كأس العالم بنسخته 2022، في قطر، الدولة صغيرة المساحة كثيرة الموارد الاقتصادية.

لاشك أن قيام دولة بعمل ما، ما لم يضر بالآخرين فهو يبقى شأن داخلي لا علاقة للآخرين فيه، دولة كقطر كان لها ـ الشرف ـ حسب ادعائهم في استضافة بطولة كأس العالم لهذا الموسم.

في ديسمبر/ كانون الأول 2010 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” منح قطر (شرف) استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، ومنذ ذلك التاريخ سعت الحكومة القطرية الى العمل لانجاز المشاريع التي تخدم هذه البطولة؛ من ملاعب، وبنى تحتية، ومواصلات، وخدمات إعلامية باهضة جدا، وغيرها.

منذ اسابيع نسمع ضجيج المرتزقة من إعلامين مدفوعي الكلفة، وقد صموا آذاننا بأن هذه البطولة في الدرجة الأولى ستخدم العرب، والمسلمين بشكل عام، بتغيير نظرة العالَم الينا ـ كعرب ومسلمين ـ، فهل مجرد تنظيم بطولة كروية سيغيّر النظرة النمطية إلينا؟ وتتحسن أحوال المسلمين في فرنسا وبلجيكا وهولندا؟

هل مجرد تنظيم هذه البطولة في دولة عربية، واسلامية في الظاهر، سيجعل (النظام السويسري) يكف عن ممارساته القعمية ضد المسلمين؟

  • لمن الأولوية؟

لا ننسى أن الحكومة القطرية أنفقت مليارات الدولارات لتحطيم بلدان مثل سوريا، واليمن، وليبيا، فهذا لا يعني أن تنظيم البطولة يوحد العرب تجاه هذا البلد، كما ادعى رئيس قطر ان هذه البطولة باسم كل العرب!

⭐ “أغلى مونديال في التاريخ” وحسب وكالة بلومبرغ: قطر أنفقت ما يقرب من 300 مليار دولار منذ أن منحت الدولة الصغيرة الغنية بالغاز شرف استضافة كأس العالم 2022، فماذا لو انفقت قطر هذه الاموال لاشباع البطون الغرثى، والأكباد الحرى؟

اطفال سوريا يعيشون ظروفا قاسية بعد أن عبث المال القطري ببلدهم، ونحن على ابواب الشتاء، ومعاناة النازحين السوريين سواء في الداخل ام الخارج، تدمي القلوب، وتحيّر العقول، فمن الذي اوصل السوريين الى هذا الحال سوى المال القطري. أليس من الأولى ان تنفق المليارات على هؤلاء الأطفال وسد جوعهم؟

قطر كانت جزء من التحالف الخليجي الذي بدأ حربه على اليمن عام 2014، ولها يد في قتل اليمنيين، وتشريد الآلآف منهم، واليوم اليمن ـ  وحسب تقارير أممية ـ يعيش أسوأ ازمة إنسانية في العصر الحاضر، وصل الحال ببعض العوائل في بعض مناطق اليمن الى أن يأكلوا ورق الأشجار، لانهم لم يجدوا طعاما يأكلونه!

أولوية الأنظمة العربية الغنية ومنها قطر هي مدُّ يد العون الى الشعوب الفقيرة والمغلوبة على أمرها؛ في اليمن، وسوريا، والعراق، وافغانستان، هذه الأولوية رسمها الدين، وأقر بأن كرامة الإنسان وعزته فوق كل الإعتبارات الأخرى، فإذا كان الدين قد جعل كرامة للإنسان كإنسان، فكيف به إذا كان هذا الإنسان مسلما؟

كرامة الإنسان المسلم ان يجد سُبل العيش الكريمة الأساسية؛ من المأكل والمشرب والمأوى. “أغلى مونديال في التاريخ” وحسب وكالة بلومبرغ: قطر أنفقت ما يقرب من 300 مليار دولار منذ أن منحت الدولة الصغيرة الغنية بالغاز شرف استضافة كأس العالم 2022، فماذا لو انفقت قطر هذه الاموال لاشباع البطون الغرثى، والأكباد الحرى؟

عن المؤلف

أبو طالب اليماني

اترك تعليقا