بأقلامکم

كنْ كنزَ ذاتِكَ

{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}.(سورة النور).

وفي حديث قدسي عن الله ـ تعالى ـ:  “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.

العقلُ الباطنُ هو المحركات والمحفزات الداخليّة، يعملُ على مدارِ اليومِ حتى والشخصُ نائمٌ، وذلك لمساعدته في الوصول إلى أهدافه والوصول إلى النتيجة المطلوبة في أمرٍ معينٍ، فإنّ آليةَ عملِ العقلِ الباطنِ تشبه آليةَ عملِ جهازِ الكمبيوتر، لذا عندما يريدُ الإنسانُ نتائجا صحيحة ومرضية، فعليه ضبطُ البرامجِ بطريقةٍ صحيحةٍ ومؤثرةٍ، وذلك عن طريق ادخال البيانات التي يريدها من أجل أن يسيرَ على خطاها، عندما تريد أن تحصلَ على شيء أو تحققَ ما تريدُه ابدأ من نفسك، نشّطْ عقلَك على ما تريد، عند نومك واستيقاظك فالعقلُ يفرزُ محفزاتٍ تساعدك على أن تقضيَ يومَك بشكلٍ جيدٍ.

فمثلًا عندما تزرع في بالِكَ فكرةً أنّك تريدِ أن تصبحَ عالمٍا فيزياويًا  وتكرر هذه الفكرة، وكلَّ الطرقِ المؤديةِ إليها سيفرز العقل إنزيماتِه حتى تكملَ ما أشرت به إلى عقلكَ،  وعقلك سيمهد الطريق لكَ حتى تصلَ لأنّكَ زرعْتَ في عقلكَ فكرةً أنّكَ تريدُ أن تصبحَ عالمًا، عندها لا شيء سيوقفك، عندما تصمم ابدأ من نفسكَ وثقْ بالله جل جلاله وتوكلْ عليه وإن أحسنْت الظنَّ لن يأتيَ أقل ممّا توقعت بل سياتي أكثرُ مما أردت.

منْ منا لم يحلمْ بأشياءٍ يتمنى حدوثَها في المستقبل؟ جميعنا نتخيّل أنفسنا أننا في مكانٍ ما أو مع شخصٍ ما،  اعلم بأنه أي شيء يوضع في مخيلتك سيتحقق لأن الله لا يضع شيئًا في عقلكَ عبثًا لكن يتطلب هذا أمرين إلى وهما:

الأول: هو الاصرار على هذا التخيل والتمسك به والمحاولة على تحقيقه، أي شيء في هذه الحياة عندما تكون لحوحٍ عليه سيتحقق والله ـ عز وجل ـ يحب العبد اللحوح.

ثانيا: يتطلب منكَ عدم قول ما يجري في مخيلتك للآخرين أي شيء تحلم بيه أو ترغب في تحقيقه اكتمْه في عقلك الباطن، لأن الله وضعها في مخيلتك لا في مخيلتهم، و من المؤكد عندما تفصح لهم مخيلاتِك سوف تتعرض لرفضٍ او استهزاءٍ، ويجب الإصرار على عدم قول ما في عقولنا ورؤيتنا للمستقبل للاخرين، قال الله ـ عز وجل ـ: {يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}. (سورة يوسف/ 5).

عن المؤلف

فاطمة مكّي رزاق

اترك تعليقا