مناسبات

إرشاد الأنام في حِكَم الإمام

(المشاركة في مسابقة الكتابة بذكرى مولد أمير المؤمنين عليه السلام)

 

لقد رسم الامام علي، عليه السلام، الطريق الصحيح لفهم المفاهيم الربانية، التي ما إن يأخذها الانسان من غير مصدرها حتى تموج به يميناً وشمالاً – فاليوم نعاني من أختلاف تعاريف المفاهيم للسبب المذكور أعلاه – سواء كانت هذه المفاهيم دنيوية أم أخروية. فنحن نملك كنوزا ربّانية ينبغي استغلالها لا الانخراط بالمفاهيم الغربية وترك هذا المعين الصافي.

 

يقول الامام علي، عليه السلام: “لا يسعد امرء إلا بطاعة الله سبحانه ، ولا يشقى امرء إلا بمعصية الله”

 

ومن هذه المفاهيم :

-مفهوم السعادة الذي يبحث عنه الكثير رجالا ونساءا صغارا وكبارا، هل هو في المال؟

.بل أحيانا نجد من يملكون المال لكنهم يعانون من فقر السعادة هل هو في اللهو واللعب ؟

فلنطرق باب مدينة العلم الامام، علي، عليه السلام ليخرج هذه المفاهيم من قضبان الوهم والظلام الى نور الحقيقة. فكلام الامام إمام الكلام، حيث يقول الامام علي:

-السعيد من أخلص الطاعة.

-السعيد من استهان بالمفقود.

-اعملوا بالعلم تسعدوا.

-هيهات من نيل السعادة السكون إلى الهوينا والبطالة.

-جالس العلماء تسعد.

-السعيد من وعظ بغيره فاتعظ.

-في لزوم الحق تكون السعادة*

-من حاسب نفسه سعد.

-لا يسعد امرء إلا بطاعة الله سبحانه ، ولا يشقى امرء إلا بمعصية الله.

-خلو الصدر من الغل والحسد من سعادة العبد.

-سعادة المرء القناعة والرضا.

-أفضل السعادة استقامة الدين.

وغيرها الكثير من خيوط أشعة شمس الامام التي تقودنا للعيش السليم والحياة المحمدية..لاننسى ان الولد الصالح والزوجة الصالحة وسعة الرزق الحلال هي وسائل السعادة، التي بدأت تحتضر عند البعض للأبتعاد عن العمل الصالح والزواج، أما السعادة الحقيقية فهي فيما ذكره الامام، عليه السلام فإذا اردت ان تعرف شيئا فخذوه من شجرة النبوة والامامة.

ومن المفاهيم الأخرى التي تجرّ الى مفهوم السعادة الدنيوية والاخروية هو( الحُب) -الذي ظلمه الكثير بسوء فهمه والتقليل من قدسيته ـ فما هو الحب عند أهل البيت، عليهم السلام؟

وهل هو نعمة ام نقمة؟

وقوّة ام ضعف ؟

الحُب هو قوة جذب مقدّسة بين الحبيب و المحبوب، وله مقدّمات أهمها الالحاح في الدعاء كما جاء في  مناجاة المحبين لزين العابدين، عليه السلام في الصحيفة السجادية: “اَسْاَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ كُلِّ عَمَل يُوصِلُني اِلى قُرْبِكَ، وَاَنْ تَجْعَلَكَ اَحَبَّ اِلَيَّ مِمّا سِواكَ، وَاَنْ تَجْعَلَ حُبّي اِيّاكَ قائِداً اِلى رِضْوانِكَ.

أما حب المخلوقين ايضا له مقدماته منها: “تهادوا تحابّوا” و “حسن الخلق يورث المحبَّة”، و “حُسنُ الصُّحبَةِ يَزيدُ في مَحَبَّةِ القُلوبِ”، و “عوّد لسانك لين الكلام وبذل السّلام يكثر محبّوك”، “الرّفق يورث المحبّة”، يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}.

وللحب مراتب وأعلى وأشرف هذه المراتب هي الحب الالهي وحب أحباب الله محمد وآله الاطهار، عليهم السلام، الذي هو أعظم النعم؛ يُسأل الامام الصادق، عليه السلام عن الحُب فيقول :”وهل الدين إلا الحب؟ إن الله عز وجل يقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ}.

 

حب المخلوقين ايضا له مقدماته منها: “تهادوا تحابّوا” و “حسن الخلق يورث المحبَّة”، و “حُسنُ الصُّحبَةِ يَزيدُ في مَحَبَّةِ القُلوبِ”، و “عوّد لسانك لين الكلام وبذل السّلام يكثر محبّوك”، “الرّفق يورث المحبّة”، يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}

 

فالحُب الالهي هو من يقود الانسان الى فعل الخيرات وهو مايجعل الانسان أنسانا،  لكن متى يكون نقمة ؟

يقول أمير الؤمنين، عليه السلام : “قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حب غيره”، سواء حب الدنيا أو حب من فيها هذا مايسمى -التعلّق المذموم – التي من آثارها المدمّرة ما بيّنه الامام علي، عليه السلام: “ومن عشق شيئا أعشى (أعمى) بصره وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة، ويسمع بأذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه.

بل الاسوأ عدم تقبل النصيحة والتوجيه قال أمير المؤمنين، عليه السلام: “إنك إن أطعت هواك أصمك وأعماك، وأفسد منقلبك وأرداك”. فالحب أساس الطاعة ان أحببت الله اطعته وان احببت هواك اطعته.فانظر لمن أحببتَ؟!!

– مفهوم آخر تعرّض للتمزّق بأنياب الناس وهو برئ منهم براءة يوسف من الذئب، ألا وهو (الرزق) ورموه في بئر المال فقط فدعونا نرسل له سيّارة لتخرجه من هذا البئر ليرى الناس ماهو الرزق؟

-الرزق كلمة شاملة تعني نعم الله سبحانه وتعالى قاطبة، وكما تعلمون نعم الله لاتعدّ ولاتحصى انطلاقا من أخراجنا من العدم ورزقنا بالاسلام والايمان وغيرها من النعم الكثيرة. ولهذا لابدّ من إداء زكاة هذه النعم والرزق الالهي وزكاتها بالشكر عامة والانفاق ان كان مالا او علما او جاها أو غيره.

هذا وان معين الامام علي، عليه السلام لاينضب، فيجب إذن إزالة خيوط الاوهام عن مفاهيم الحياة والتمسك بحبل الله وحِكَم الامام المعصوم، عليه السلام.

 

المصادر:
  • القرآن الكريم.
  • غرر الحكم .
  • موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ – محمد الريشهري – ج ١٠ – الصفحة ٢١٧.
  • ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ٥٠٣
  • ميزان الحكمة ج3 ص263.
  • العلم والحكمة في الكتاب والسنة – محمد الريشهري – الصفحة ١٥٨.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا