مناسبات

هدم قبور أئمة اهل البيت.. الحق المغيب

لقد تعرض أئمة اهل البيت، عليهم السلام، لأشد انواع التعسف على يد من يُنسبون الى أمة المصطفى، صلى الله عليه وآله، منذ رحيله عن هذه الدنيا، و ممن رفعوا شعار؛ “حسبنا كتاب الله”، وتم تفعيلة بالواقع الملموس من قبل حاكم الاموي؛ معاوية بن أبى سفيان بعد دخوله المدينة المنورة فاتحاً، ومجادلته  قيس بن سعد بن عباده، زعيم الأنصار، وذكره محاسن وصفات اهل البيت، فأمر، وبقرار صارم بمنع ذكر صفاتهم، واحاديثهم.

لقد اسست هذه الثقافة منع ذكر حديث اهل البيت، عليهم السلام، الى تجرؤ بعض المسلمين بالتطاول على مقاماتهم الشريفة، بالكتمان مرة، و بالخفض، ومساواتهم مع بقية الصحابة، تارة أخرى، وجندوا لذلك وعاظ سلاطين وعلماء السوء لغرض طمس هويتهم،  وتغييب حقوقهم عن الأمة، حتى نشأت أجيال لا تعرف حتى أسمائهم، وبعضهم من الجهلة ناصب العداء لهم في الفكر والعقيدة، واستمر هذا الصراع الى تغييب شواهدهم (المراقد المقدسة)، وبالخصوص أئمة البقيع في مطلع القرن العشرين، وعلى حين غفلة من المسلمين قاموا بتهديم تلك القباب التي كانت تناطح السماء.

و ما يؤسف له، مرت هذه الحادثة مرور الكرام على المسلمين إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم، فاستنكر ذلك وجعل هدم تلك الشواهد المقدسة يوماً لتجديد المظلومية لأهل البيت، عليهم السلام.

🔺 استغل حكام نجد انحياز الانكليز لهم، وغض النظر عن مظالمهم و جرائمهم، فاقدموا على جريمتهم عام ١٣٤٤هجرية، الموافق ١٩٢٥م بعد دخول المدينة المنورة، وارتكبوا مجزرة دموية قُتل فيها الرجال والنساء والاطفال

ولنرجع الى بدايات انتشار الفكر المتطرف والمتحجر الذي لا يقبل بالرأي الاخر واتخذ من استخدام العنف وسيلة لتسويق فكره، فقد استغل حكام نجد انحياز الانكليز لهم، وغض النظر عن مظالمهم و جرائمهم، فاقدموا على جريمتهم عام ١٣٤٤هجرية، الموافق ١٩٢٥م بعد دخول المدينة المنورة، وارتكبوا مجزرة دموية قُتل فيها الرجال والنساء والاطفال وعدد كبير من رجال الدين، ثم توجهوا الى قبور أئمة اهل البيت، عليهم السلام، في البقيع تلك المشاهد المشرفة التي تحمل عبق الماضين و روحانية المتهجدين، وعنفوان الإسلام، فهدمتها معاول الجهل والحقد، مع سائر المساجد، بل وصل الامر بهم الى التوجه الى مرقد الرسول الاكرم، صلى الله عليه وآله، محاولين هدمة لولا ردود الأفعال التي حصلت من خلال المظاهرات والاستنكارات في الدول الاسلامية والعربية.

وهكذا يبقى هذا الحق مغيّب الى اليوم، والمنع من اعادة هذه الشواهد الإسلامية الى سابق عهدها.

في احدى الدول الخليجية الثرية، و بحجة حوار الحضارات، تم بناء معبد للهندوس، وكنيسة للنصارى، ومعبد لليهود، فيالها من مظلمة؟ ويا له من وفاء؟!

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا