مناسبات

الانتظار حيوية الامة

الانتظار بعنوانه الأعم، و انتظار فرج آل محمد، صلوات الله عليهم،  صاحب العصر والزمان، على الخصوص، بإجمالها وتفصيلها، هي عملية اعداد و احياء للأمة والمجتمع.

فكل الناس تنتظر من يخرج ويأخذ بيدهم “ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الظلالة”، كما جاء في زيارة اربعين الامام الحسين، عليه السلام، ولولا ان الارض لا تخلو من قائم لله بحجة لساخت بأهلها.

ان الانتظار وغيبة الامام تطبيق واقعي واختبار لإعداد المجتمع إعدادا صحيحاً وغربالاً يغربل به الناس، وبما ان الانتظار هو اعداد، فهو يعني عملاً، بل هو افضل الاعمال في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “افضل اعمال امتي انتظار الفرج فأن في ذلك فرجهم”.

وعندما نقرأ سيرة المفكرين والعلماء نراهم يركزون على هذه النقطة ويربطون كل تحركاتهم وانجازاتهم بهذا الأمل على تعدد ادوارهم وفعالياتهم، لأنهم يعرفون كل المعرفة بقوة هذه المسألة وارتباطها الوثيق بقيم السماء و فيوضاتها على المجتمعات، والحيوية التي تبثها في جسد الامة.

وفي هذا يقول احد المفكرين الكبار، رحمة الله عليه: “الإيمان بالإمام المهدي، عجل الله فرجه، بصيص نور يقاوم اليأس في نفس الإنسان، ويحافظ على الأمل المشتعل في صدره مهما ادلهمّت الخطوب”.

🔺 كل عملية تغييرية ونهضوية في المجتمع، تمر بثلاث مراحل: اولا: إزالة اليأس، ثانياً: زراعة الامل، ثالثاً: اقامة المشاريع الكبرى، وهذا ما تعطيه لنا قضية الامام المهدي ومسألة الانتظار

فقلب المؤمن المُنتظِر حقاً يرفّ لبصيص النور ذلك، و لتلك الهدفية من غيبته، عليه السلام، وكيف انها تنتقل في جسد الامة لتنبض هنا وتنبض هناك، و يزرع في داخله الجهوزية لتحمل دوره داخل المجتمع، ومقاومته لليأس، لذلك؛ كل عملية تغييرية ونهضوية في المجتمع، تكون على ثلاث مراحل: اولا: إزالة اليأس، ثانياً: زراعة الامل، ثالثاً: اقامة المشاريع الكبرى، وهذا ما تعطيه لنا قضية الامام المهدي ومسألة الانتظار.

أولاً: في رواية عن الإمام أمير المؤمنين، عليه السلام، انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحب الأعمال إلى الله -عز وجل- انتظار الفرج، وفي ذلك إزالة اليأس.

ثانياً: هناك جانب من جوانب قضية الانتظار والغيبة، و هو الامل الذي يزرع في قلب المؤمن إمكانية اللقاء بإمامه الغائب، فهو يقرأ في دعاء الندبة يقول: “وهل اليك يا أبن احمد سبيل فتلقى، وهل يتصل يومنا بعدة فنحظى”، وهذه حرارة الشوق و أمل اللقاء كافيان بأن يجعلان الانسان يتحرك نحو ذلك الهدف والمشروع الكبير.

ثالثا: المشاريع الكبرى، كما بشر نبي الله عيسى، عليه السلام، بنبي يأتي بعده اسمه؛ احمد، فقد بشر النبي الأكرم، و اهل بيته الطيبين الطاهرين ايضاً بالحجة ابن الحسن، ارواحنا لتراب مقدمه الفداء، و بشروا بذلك المشروع الالهي الكبير وتلك الدولة المباركة.

ولذلك نقول في الدعاء وبه نختم:

“اللهم إنا نرغب اليك في دولة كريمة تعزّ بها الاسلام و أهله، و تذلّ بها النفاق و أهله، وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك”، جعلنا الله و اياكم من انصار الامام الحجة المنتظر، عجل الله فرجه، ومن الدعاة حقاً اليه، و القادة في دولة العدل الإلهي.

انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.

عن المؤلف

كرار الياسري

اترك تعليقا