تربیة و تعلیم

سلوكياً.. كيف نقترب من الإمام الحسين؟

كثيراً ما نردّد عبارات  على السنتنا سيما في عاشوراء كعبارات: “ياليتنا كنا معكم”، “هيهات منا الذلة”، “لبيك ياحسين”، وغير ذلك من العبارات التي تمنّي النفس بالالتحاق بركب اهل البيت والحسين عليه السلام، على وجه الخصوص، وتلك امنية رائعة وهنيئاً لمن تحققت له وعُدَّ في عداد المقتدين بالحسين والقريبين لبعض سلوكياته على اقل تقدير، وليس التطابق لان ذلك مستحيل فما للحسين ليس لسواه، لكن يمكننا نحن الذين ندّعي الانتماء للعظيم علي بن ابي طالب ان نسلك سلوكيات تجعلنا قربين من الحسين في نهجه وبالتالي قد ننال شفاعته يوم لا ينفع مال ولا بنون.

انت سيدي ـ القارئ الكريم ـ حين تبتعد عن التعرض للناس بكلام الغِيبة والنقد غير الموضوعي والنيل من مكناتهم لسبب او لاخر، وقذف المحصنات الذي اصبح موضة، سميا في مجالس الشباب الذين صاروا يشهّرون بأعراض الناس او اقامة علاقة مع هذه او تلك والتحدث بهذا بإفتخار، او ان في الامر شجاعة، لكن يجهل انه مسلوب التوفيق وان ما يقوم به هو دين سيُدفع من فاتورته الشخصية، هذه السلوكية ان ابتعدنا عنها سنقترب من الحسين عليه السلام ومنهجه ومبادئه العظيمة.

⭐ حين نحترم جيراننا ونراعي مصالحهم ولا نضر بها بقيامنا ببعض السلوكيات المؤذية من قبيل رمي الاوساخ بالقرب من منزلهم، او قطع اشجارهم حتماً اننا نقترب الحسين عليه السلام ومبادئه العظيمة

الابتعاد عن المجالس التي تُعقد  لطلب غير رضا الله مثيل مجالس الغناء واللهو والعاب القمار ومجالس التغني بالمنكرات وما اكثرها في زمننا الذي يعج بهذه الممارسات السلوكية التي تغضب الله ورسوله  هو انتصار لما يريده الامام الحسين،  وقبل ذلك ما يريده الله  ـ سبحانه وتعالى ـ لنا وبالتالي انتم المبتعدون عن هذا هو علامة اقترابكم من الامام الحسين عليه السلام ومنهجه الحق.

حين نحترم جيراننا ونراعي مصالحهم ولا نضر بها بقيامنا ببعض السلوكيات المؤذية من قبيل رمي الاوساخ بالقرب من منزلهم، او قطع اشجارهم، او إعلاء الصوت وازعاجهم وعدم مراعاة وجود مريض او طفل نائم او وجود ضيوف كل هذه السلوكيات هي انتهاك لقواعد حسن الجيرة التي يرفضها الدين والعقل والمنطق وترفضها الاخلاق ايضاً، وحين نتمكن من مغادرة هذه السلوكيات حتماً اننا نقترب الحسين عليه السلام ومبادئه العظيمة.

حين نتعامل نحن الابوين مع اطفالنا وعوائلنا بصورة ودية بعيداً التعجرف وفرض الارادات والتسلط ومنحهم مساحة للتعبير عن ذواتهم وتطلعاتهم الى مستقبلهم وعدم اجبارهم على ما نريد، بل ما يفضلون، و هذا مبدأ انساني عظيم نادى به الامام الحسين وهو مبدأ (الحرية) فهو القائل عليه السلام: “كونوا احرار في دينياكم” فحين نحترم هذا المبدأ في تعاملاتنا لا شك اننا نقترب من الحسين عليه السلام.

واذا اردنا نقترب من الحسين لابد ان نكون اصحاب مبادئ لا نحيد عنها مهما بلغ حجم العوائد المادية او المعنوية الزائفة، على سبيل المثال؛ انت الموظف في وظيفة ما لا تغرك المبالغ التي تقدم قبال القيام باعمال ليست قانونية؛ فالابتعاد عن الرشوة، والتزام بالامانة في زمن الماديات الذي بات من يقي نفسه منها قلائل، هذا الثبات على الموقف شبيه ثبات الحسين على موقفه على مقارعة الباطل رغم الماديات التي قدمت ورفضها في واقعة الطف وبالتالي من يتصف به من المؤكد انه قريب من الحسين عليه السلام.

⭐ وانت تنادي: “لبيك يا حسين” لابد لك ان مبادئ وقواعد السلوك التي وضعها النبي الاكرم صلى الله عليه واله، وسار بعدها من بعده اهل بيته الاطهار عليهم السلام، وتلتزم بها وحينها تكون نصرت قضية الحسين عليه السلام

وفي حياتنا بصورة عامة حين نغيث مكروب ونقضي حاجة محتاج لجأ الينا بسرية وبهدف رضا الله وطلب غفرانه، وليس بهدف الظهور امام الناس بصورة على انه يحب عمل الخير ومساعدة الاخرين، كما يفعل بعض القائمين على المؤسسات التي تدعي انها خيرية قبل ان يفتضح امرها والتي تقوم بتصوير احباب الله وتنشر صورهم على وسائل التواصل او على القنوات الفضائية، هذه السلوكية هي انتهاك صريح لقيم الانسانية واصولها على عكس ما كان بفعله اهل البيت، ونحن اتباع اهل البيت والحسين، ان تمكنا من التعامل الامر كما تعاملوا فتحماً سنكون قريبن منهم ومن الحسين عليه السلام.

في الختام قارءنا الكريم وانت تنادي: “لبيك يا حسين” لابد لك ان مبادئ وقواعد السلوك التي وضعها النبي الاكرم صلى الله عليه واله، وسار بعدها من بعده اهل بيته الاطهار عليهم السلام، وتلتزم بها وحينها تكون نصرت قضية الحسين عليه السلام، واقتربت منها والعكس هو الصحيح تماماً.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا