بأقلامکم

قل لي من تصادق .. اقل لك من انت

تتغير الموازين عند المجتمع  فالحلال يصبح حراماً والحرام يصبح حلالا، ينقل أحد الأصدقاء قصة يقول: كنت برفقة صديقي أثناء عودتنا من الجامعة، وفي هذه الأثناء استأجرنا عجلة (تكتك) لكي يوصلنا إلى مقصدنا وكان صاحب التكتك يستمع إلى القرآن الكريم بصوتٍ مرتفع قليلاً.

وفي هذه الأثناء قال له صديقي : لماذا تزعج الاخرين بهذا الصوت فأنا محتاج للراحة وبحاجة إلى الهدوء.

يقول: تعجبت قليلاً من كلامه ولكني حينها تذكرت قول الإمام السجاد، عليه السلام :”لو ماتَ مَن بينَ المشرق والمغرِب لَما اْستوحشتُ، بعد أن يكون القرآن معي”.

عموماً، يقول: عند وصولنا إلى مقصدنا وبعد مرور دقائق قليلة مر بجانبنا عجلة (تكتك) أخرى، ولكن هذه المرة كان صاحب التكتك يستمع إلى الغناء.

 هذه المرة أنا بادرت في السؤال، قلت له: لماذا صاحب التكتك يزعج الآخرين باستماعه للغناء بصوت مرتفع في الشارع ويتجاوز على حرية الآخرين؟

قال لي: وما المشكلة في ذلك؟ هو حرٌ فيما يفعل، وأضاف عبارة: (خلي الناس تعيش)

أقول: الإنسان بحكم فطرته يستطيب أموراً ويستخبث أخرى، فما هو الفارق بين الموقفين برغم بساطته وتشابهه إلى حد كبير؟

فالاستماع للقران الذي هو كلام الله جل وعلا فعلٌ(معروف )، والإنسان بفطرته ينجذب وتأنس نفسه عند الأستماع إليه، بينما الغناء هو في أصله منكر، إلا من تشوهت فطرته فإنه يراه معروفاً.

يتصور البعض أن مثل هذه المواقف بسيطة، إلا أنها بمرور الزمن قد تتحول عند البعض إلى أمر طبيعي وليس بحاجة إلى إنكار بل يشجع على المنكر، وهذا ما يقوم به الإعلام المضلل الذي يأخذ دوراً مهماً في هذه القضية ويضع الـ(الفوكس) على هذه المنكرات، ويحاول من تقليل قبح المعصية عند الآخرين وبالتالي سيستصغر الذنب ويسهل عليه إرتكاب الفاحشة بل بمرور الزمن قد يكون أحد الداعمين لها.

لذلك نحن بحاجة إلى أن نحافظ على فطرتنا لكي لاتشوه وأن نتجنب مجالسة أهل المنكر ومخالطتهم واتخاذهم اصحاباً.

وكما يقول سماحة السيد محسن المدرسي في كتابه (التطبيع مع المنكر): “إن في المجالسة بعض التفاعل، وفي التفاعل بعض التأثير، وفي التأثير بمرور الزمن بعض التطبيع”. فاختر لنفسك صديقاً يصعدك أو تصعده وإياك أن تختار من يجرك إلى الأسفل أو تجره.

عن المؤلف

رضا يونس

اترك تعليقا