بأقلامکم

بُعبُع مو سادس

انها لفاجعة كبيرة أن تفشل بعض المدارس في تدريس طلبتها لعبور مرحلة مصيرية في حياتهم، ألا وهي الصف السادس اعدادي بل جعلوها عقبة كؤود، وتحدي عظيم أمامهم، هذه بعض الشواهد البسيطة من بعض مدارس كربلاء نقلاً عن طلابها التي وصلتي في نهاية الاسبوع الماضي:

– اعدادية لم يدخل لهم مدرس الاقتصاد للصف السادس التطبيقي سوى ثلاث مرات من بداية السنة إلى الآن!

– اعدادية متميزين لم يبقَ اي طالب فيها من مئات الطلاب من السادس التطبيقي لأن الجميع سجلوا “انتساب” واعتمد على الخصوصي فقط، وكذا هناك اعدادية للمتميزين لم يبقَ فيها سوى أربعة طلاب من طلاب سادس احيائي من مجموع مئات الطلاب لأنهم انتسبوا ايضا.

ويوجد شواهد كثيرة اخرى لا يسع المقام لذكرها، وهذا الفشل لا يتحمله المدرّس فقط، بل النظام التعليمي الفاشل والخطة الدراسية الموضوعة من قبل التربية.

قد لا تقبل وزارة التربية هذا النقد، لكن لدي اسئلة لها، تتضمن أسباباً أسستها الوزارة أدت الى هذا الفشل:

١-إذا كانت خطتكم الدراسية الموضوعة كافية لتعلم الطالب المنهج الدراسي، فلماذا يلجأ الطالب لدخول المعاهد والخصوصي ودفع مبالغ مكلفة وكبيرة بالنسبة له؟ وبعضهم كما اعرف يدخل دورات خصوصي للصف السادس قبل نجاحه من الصف الرابع اعدادي ليستعد لبعبع السادس المرعب.

٢- اما اذا كانت الخطة غير كافية لذلك وفق هذا المنهج الدراسي الضخم والكبير، فلماذا لا تكيّفون المنهج ليكون مناسب لوقت الدرس الـ (40 دقيقة) وعدد الاشهر الدراسية؟

٣- لماذا يصر واضعو الاسئلة الوزارية على وضع اسئلة خارجية لا يتطرق لها سوى اساتذة الخصوصي؟

٤- ولماذا الصمت على هذا الوضع المزري؟

لماذا صمت التربويون والأكاديميون بل حتى أولياء الأمور؟

ينبغي على كل المجتمع ان يصرخ بوجه وزارة التربية، و ان يرفض هذه الحالة و ان يطالب بحل ناجع لها، وإجبار الدولة على التفكير بهذه الأمور بشكل جدي فهذه الحالة المأساوية التي يمر بها الطالب، والتي بسببها يصاب البعص بالعُقد النفسية والمشاكل الداخلية والاضطرابات، بل يصل الحال بالبعض للأسف الى الانتحار كما حصلت بعض الحالات في السنوات السابقة.

فهل يا ترى تلتفت وزارة التربية لذلك؟

طبعاً حتى لا ابخس جهود بعض المدارس التي تميزت بكوادر أخذت على عاتقها تحمل المسؤولية ومساعدة الطلاب في النجاح، وتذلّل لهم الصعاب التي تواجههم.

نعم؛ يوجد إدارات ومدرسين عملوا جاهدين من اجل الطلاب، واستشعروا ضرورة تحملهم لهذه المسؤولية وادائهم للأمانة  فشكراً لهم.

أما كلامي فهو عن المتقاعسين الهاربين من مسؤولياتهم و المتغافلين عنها، الذين ينبغي أن يصحوا من غفلتهم و يعوا حجم مسؤلياتهم، ويتصدون لها بكل همة وجدية، ولم نفقد الأمل بهم الى الآن، فهم قادرون على ذلك ان ارادوا،  وعسى أن يجدي التذكير والاستنهاض معهم نفعاً.

وايضاً لا ننسَ دور الأهل فهم للأسف يساهمون مع المدرسة في الضغط على الطالب وتحميله اكثر من طاقته من خلال كلامهم، الذين يظنون انه تحفيزي يقولون له (دكتور ان شاء الله ) واذا التقوا بالآخرين وكان ابنهم موجود فتفاخراً يقولون “هذا ابني السنة طبية يطلع”.

وهو ضغط يضاف على الطالب يجعله في حالة فشله بالحصول على الطبية معرض للاكتئاب واللجوء ربما الى  الانتحار، الاهل اما يتناسون او يجهلون تفاوت قدرات الطلبة الذهنية او اختلاف الرغبات وتوزع الابداع في مجالات مختلفة عن بعضهم البعض فبعضهم يرغب بالهندسة وآخر بالمجال الصحي وآخر بمجال التربية وآخر في الميكانيك او العلوم او الاقتصاد او الادارة وغيرها.

ينبغي ان نترك للطالب الخيار في ذلك، طبعاً مع توجيههم بأن يكتشفوا قدراتهم والثقة بذواتهم وهذا لا يعني التغافل عن تكاسلهم او كثرة نومهم، او عدم مبالاتهم، بل علينا نضع لهم برنامجاً ينظم وقتهم ونتابع تطبيقه.

كذلك  الظروف التي مرت بها البلاد لها تأثير عليهم بشكل مباشر او غير مباشر من تظاهرات تشرين، وبعدها جائحة كورونا، فهي أجلست الطلبة في بيوتهم واغلقت المدارس ولما عاد الدوام الحضوري واجه الطلبة مشاكل في اعادة التأقلم مع دوام المدرسة  . ومع كل هذه المؤثرات السلبية علينا جميعاً مع طلبة السادس اعدادي أن نستشعر ما يوجهونه من تحديات، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد وتحقيق طموحاتهم وامانيهم فهم قادة البلاد في المستقبل القريب ان شاء الله.

عن المؤلف

منتظر النشمي

اترك تعليقا