الأخبار

الشيخ الزكزاكي يروي تفاصيل مجزرة “زاريا” في نيجيريا

الهدى – متابعات ..

كشف رئيس الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ ابراهيم الزكزاكي عن المتورطين في مجزرة “زاريا” في نيجيريا عام 2015، كذلك عن خطط الحركة المستقبلية.
وقال الشيخ الزكزاكي في مقابلة أجريت معه، وتابعتها مجلة الهدى، وذلك بعد أن أفرج عنه من السجن الذي دام ست سنوات والذي اعتقل من قبل السلطات النيجيرية بعد مجزرة “زاريا” عام 2015 والتي ارتكبها الجيش النيجيري ضد الشيخ واتباع آل البيت عليهم السلام، كما تعرفون جيدا أن حركة الدعوة الى الله والى رسوله، الحركة الإسلامية في أي مكان وقعت، لابد أن تعاني وتواجه مشاكل من الحكومات الحالية في أي بلد.
واضاف اننا ومنذ “بداية ان هذه الدعوة في أواخر السبعينيات عانت من قبل الحكومات من الهجمات، لافتا الى انه “منذ أن كنّا في السبعينات كنّا طلاب في الجامعة، واجهنا ضغوط كثيرة وحتى البعض كان هنالك تكرار الإتهامات الموجهة لهم.
وبين أن الحكومة السابقة في نيجيريا هجمت علينا في يوم القدس العالمي وقتلت اكثر من 30 شخصا ايضا، مشيرا الى ان ما يميز أزمة زاريا مع باقي الهجمات هي أنهم قرروا أن يقضوا علينا الى الأبد، وإبادتنا الى الأبد، والقضاء كليا على الحركة، ولذلك فهم قمعوا كل ما يمكنهم قمعه.
واشار الى انهم قتلوا وأحرقوا المناطق بالنيران ودفنوا الأحياء تحت الأرض ونبشوا القبور وانتهكوا حرمات شهداءنا، ودمروا البيوت السكنية ودمروا الأبنية التجارية، كما دمروا المراكز الدينية والمقابر والمدارس وكل شيء، وأحرقوا الكتب وسرقوا ونهبوا وفعلوا ما فعلوا.
وفيما اذا كان هناك ضغوط خارجية او اجندة خارجية على الحكومة النيجرية لارتكاب هذه المجزة، أم انها سياسة داخلية لقمع والتضييق على اتباع آل البيت عليهم السلام وخصوصا بقيادتكم للحركة الاسلاميةن أعرب الشيخ الزكزاكي عن اعتقاده انه ليس هناك أي مصلحة للحكام في نيجيريا فيما فعلوه، وليس لصالحهم على الإطلاق وليس هناك أي شيء يبرر ما فعلوه، مضيفا انهم عندما كانوا يطلبون التصويت من السكان كانت لهم وعود بأنهم سوف يفعلون كذا وكذا وليس من ذلك أنهم سيقضون على الشيعة، او على أتباع أهل البيت أو على الحركة الإسلامية، ولم يكن أحدا منهم وعد بذلك، كانت وعودهم الإصلاحية للأمة، وما أن جاءوا على رأس الحكومة بدأوا بالعكس.
وتابع الشيخ الزكزاكي ان هناك مقابلة بين ولي عهد السعودية مع نيويورك تايمز، قال فيها إنه في افريقيا هناك حركة تشبه حزب الله وزعيمها الزكزاكي وهم منعوا من تشكيل حكومة اسلامية مثل الحكومة الإيرانية، هكذا قال ونعتقد أن حكومة السعودية لم تكن هي أصل هذه الأزمة وأنما دفعت الثمن نيابة عن امريكا وانكلترا، وان الاوامر جاءت من واشنطن ومن لندن ولكن الثمن لم يأت من هناك، فهم طلبوا من السعودية أن تدفع الثمن، نحن سألنا هذه الحكومة النيجيرية مرارا وتكرارا، هل ان ما قاله ولي العهد السعودي صحيح؟ وكلننا لم نر الجيش السعودي وانما رأينا الجيش النيجيري هو من قام بالمجزرة، فهل هذا يعني أن الحكومة السعودية دفعت لكم ثمن هذه المجزرة، فصمتوا ولم يقولوا شيئا.
وحول الاحصائيات لعدد الشهداء في مجزرة زاريا، أوضح الشيخ الزكزاكي ان الحكومة قالت أكاذيب مختلفة في ذلك، ففي المرة الإولى قالوا لم يُقتل ولا شخص واحد، ثم قالوا ان الجيش قتل 17 شخصا، لأنهم شعروا بالخطر على زعيمهم، وفي المحكمة التي تشكلت قالوا أنهم دفنوا 384، ونحن سجلنا اكثر من 800 شخص، نعتقد انهم قُتلوا أو انهم من المفقودين لأنهم أخذوا الجثث وبعضهم أحرقوهم بالنيران وايضا ليس فقط العدد الذي سجلنا، فهناك عدد كثير من السكان المدنيين الذين قُتلوا لا لأنهم من الشيعة وانما لانهم كانوا قريبين من مكان المجزرة.
وذكر كثلا في ذلك انه بقرب الحسينية كان هناك بنك يسمى يونيتي بنك، العمال فيه يلبسون الملابس السوداء، وليس كل من يلبس الأسود هو شيعي، فقامت السلطات بقتلهم ، وايضا الكثير من طلاب جامعة كونغو قتلوا كونغهم بالقرب من منزلي وهؤلاء جميعا يفوق عددهم الـ 200، او الـ 2050 شخصة، وهو مايعني ان مجموع من قتل في مجزرة زاريا يفوق الألف شخص.
وقال اننا قمنا برفع دعوة قضائية ضد الحكومة النيجيرية وان جمعية حقوق المسلم في لندن هي من تتابع القضية نيابة عنا، وهم لم يفعلوا شيئا لحد الآن، مضيفا بالقول ربما في وقت آخر إن شاء الله سوف يُحاكم هؤلاء المجرمين في المحكمة الدولية للجنايات.
وحول الموقف الدولي ازاء مجزرة زاريا اشار الشيخ الزكزاكي الى انه لابد من أن نميز بين موقف الحكومات وموقف الشعب، فالشعوب الاسلامية خرجت في تظاهرات بالكثير من البلدان الاسلامية خاصة الذين تعرضوا لمثل هذه المظلومية، في كشمير مثلا في الهند، في البحرين في اليمن وفي فلسطين وفي أنحاء العالم، ولكن بالنسبة للحكومات فقد هناك إدانة من قبل بعض الحكومات، مثلا في نيكاراغوا وجنوب أفريقيا وفي كثير من الدول أدانوا وربما هناك بعض الدول ادانوا ليس علانية بل سريا، مبينا ان ما يهمنا هو الشعوب الاسلامية وليس الحكومات.
وحول الموقف من القضية الفلسطينية أكد الشيخ زاكزاكي ان الشعب النيجيري مع القضية الفلسطينية وإن شاء الله النصر مع المظلومين، وسوف تُقام دولة فلسطين عن قريب إن شاء الله.
وفيما يتعلق بالموقف الغربي ازاء الحركة الاسلامية في نيجريا، قال: ان دول العالم انقسمت الى قسمين، فالغرب يرى أن العدو الأول لهم هو الإسلام والمسلمين، ولذا فهم يشنون هجماته على الإسلام والمسلمين، امام حكام نيجيريا فهم مسلوبين الارادة ولو كان الأمر بيدهم لما هجموا علينا لكنهم يتلقون الأوامر من الخارج، هم يرون مصلحتهم لا مصلحة الدولة، كونهم ينهبون ثرواتنا بدون مقابل ويرون أن هذه الحركة في المستقبل سوف تكون خطرا عليهم في نهب هذه الثروة لذلك يمارسون ضغوطا على الحكومة ليهجموا علينا.
وفي ختام حديثه دعا الشيخ الزكزاكي المسلمين الى ان يكونوا صفا واحدا كما أن أعداءهم هكذا، وراى أن الأعداء هم صفا واحدا في مواجهة المسلمين، محذرا من ان المسلمين اذا لم يكونوا صفا واحدا فستكون هناك فتنة كبيرة وفساد كبيرز
وشدد على اننا لا بد لنا من توحيد صفوفنا ومواجهة ما يقابلنا، وان لا نبالي بهؤلاء الذين يثيرون الفتن بيننا والتفرقة، فالإسلام يوحدنا وهو دين واحد وإلهنا واحد، مبينا ان كل من يواجه المسلمين بالعداء فهو يعمل لاعداء الاسلام.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا