أسوة حسنة

الإمام الحسن وحفظ مصير الأمة

ولد الإمام الحسن ع في الخامس عشر من رمضان سنة ثلاث للهجرة، وقد جاءت به السيدة الزهراء، عليها السلام، الى ابيها فقالت: يا ابه ورّثه، فقال، صلى الله عليه وآله: “قد ورثته هيبتي وسؤددي”، فكانت هيبته معروفة للمسلمين، حتى اذا جلس في باب الدار ينقطع المارة هيبا له، واذا سار للحج يتنكب الطريق لان الناس تقف اذا سار.

حتى معاوية بعد الصلح لم يتجرأ ان يمس اصحاب الامام الحسن، عليه السلام، بسوء لهيبته، إلا بعد استشهاده امثال حجر بن عديوعمرو بن الحمق الخزاعي.

🔺 إن الآل الكرام هم القاسم المشترك الأعظم بين المسلمين كافة بعد الكتاب الكريم، ومن هنا تبرز آثار عدة هي ان مودة الآل الكرام، عليهم السلام فرض على كل مسلم ومسلمة

إن الآل الكرام هم القاسم المشترك الأعظم بين المسلمين كافة بعد الكتاب الكريم، ومن هنا تبرز آثار عدة هي ان مودة الآل الكرام، عليهم السلام فرض على كل مسلم ومسلمة، قال تعالى: {قل إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. (سورة آل عمران الآية:۳۱).

 وان من الآثار المترتبة على هذه المودة الصادقة والمحبة الحقيقية إيثار المحبوب على هوى المحب وما سوى ذلك، فالمسلم الذي يكون غير صادق في محبته الله ولرسوله، صلى الله عليه وآله، تنتفي عنه صفة الإسلام، ويكون نصيبهم العذاب الأليم، قال تعالى: {فليحذر الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فتنة أو يُصيبهم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة النور الآية:٦٢). والمودة الأكيدة والحب الأصيل لآل البيت، عليهم السلام، تتمثل في اكرامهم واحترامهم مع مراعاة الأدب معهم واطاعة وصاياهم وامتثال أوامرهم.

لذا فقد اخرج الطبراني في (معجمه) والبيهقي في (دلائله) حديثا عن رسول الله، صلى الله عليه وآله جاء فيه: من سرّه أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي فإنهم عترتي”.

فأهل البيت، عليهم السلام، هم الامتداد الطبيعي والرمز الوحدوي للذي يجب ان نتخذه قدوة ومثالا صالحا للوحده الإسلامية والتقريب بين المذهب الاسلامية، ومنهاجا للحياة في تحمل الصعاب، والمشقة وايثار المبادئ الحقة على منافع الدنيوية الزائلة.

ويكون ذلك بالخوض في عباب بحر ولاية الإمام الحسن بن علي، عليه السلام، بوصفها مرتكزا تاريخيا حوارات المذاهب، وقد جاءت المنطلقات التنظيرية لهذه الموضوعة عدة امور منها: أن الامام الحسن، عليه السلام، شخصية وحدوية ورمز تقريبي .

🔺 الإمام الحسن، عليه السلام، هو الامتداد الطبيعي لجده الرسول الأكرم، صلى الله عليه واله، ولست أعلم أكثر من الرسول، صلى الله عليه وآله، مدعاة إلى الجامعة الإسلامية

وأن الإمام الحسن، عليه السلام، هو الامتداد الطبيعي لجده الرسول الأكرم، صلى الله عليه واله، ولست أعلم أكثر من الرسول، صلى الله عليه وآله، مدعاة إلى الجامعة الإسلامية، وقد قال تعالى : {لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}. (سورة التوبة / ۱۲۸)، وأن الإمام الحسن بن علي، عليه السلام، خليفة المسلمين جميعا بعد والده، إذ بايعه المسلمون الا من خرج عليه بغير هدى ولا كتاب منير؛ كالحزب الأموي وعلى رأسه معاوية بن ابي سفيان الذي عادت بعده الخلافة الإسلامية ملكا عضوضا تنتابها الهرقلية والقيصرية والكسروية.

وكانت ثمة مشتركات موجودة في غير الفقه والحديث بين المذاهب الإسلامية، وهي موجودة في التفاسير والسير والمناقب، وتعد تلك من المشتركات الكبرى بين المدارس الإسلامية ومن ذلك ما رواه ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق في الحديث عن الهالة التي تكتنف الحسن، عليه السلام، وما له من الشرف في النسب والحسب.

فنبارك للامة الإسلامية ولادة هذه الشخصية الانسانية اولا والاسلامية ثانيا.

عن المؤلف

كريم الموسوي

اترك تعليقا