تربیة و تعلیم

معاني الرجولة سلاح يهدم ثقافة التميع

من منا لا يرغب برؤية ولده يكبر بشخصية رجولية تصبح لها مكانة وهيبة في المجتمع؟ بلا ادنى شك هذا حلم كل أم وأب أن يروا ثمرة تعبهم بهذا البرعم الصغير يكون غصنا يانعا قويا، لا تكسره رياح المغريات والمتغيرات الفكرية الغربية المعاكسة للنهج الإسلامي الأصيل، وعادات وتقاليد محيطه وبيئته التي يعيش فيها.

في الآونة الأخيرة طفت على السطح مظاهر سلبية عديدة، اغلبنا يعدها مرضا خبيثا ينخر بجسد المنظومة الأخلاقية، وإن لم يُكافح بصورة صحيحة سينتشر مسببا كوارث اجتماعية لا يمكن بعدها السيطرة عليها، لانها ستفتح الباب على مصراعيه امام امراض متجددة هدامة لكيان الانسان.

حقيقة الامر استوقفني منشور توعوي على احدى منصات التواصل الاجتماعي( الفيس بوك)، مضمونه عبارة عن نصائح توجه الآباء الى اعتماد التربية الاصيلة في بناء وصقل شخصية الصبي، لإعداده رجلا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ما اكد لي ان ما نشاهده من انحلال أخلاقي مرعب في هذا الجانب سببه غياب او تهاون احد أعمدة الاسرة وهو الاب.

🔺 أحيانا يضطر الاب وبحكم عمله الى الغياب عن البيت أياما او يعود متعبا فلا يلتفت الى انه يمثل ركنا مهما من اركان البناء النفسي والفكري لابنائه عموما والولد خصوصا

أحيانا يضطر الاب وبحكم عمله الى الغياب عن البيت أياما او يعود متعبا فلا يلتفت الى انه يمثل ركنا مهما من اركان البناء النفسي والفكري لابنائه عموما والولد خصوصا، ولعل جل اهتمامه هو توفير أسباب الحياة الكريمة لاسرته وهو مهم أيضا، لكن ليس بقدر اهمية ترسيخ الايمان والاصالة ومكارم الاخلاق لدى الجيل الناشئ تحت كنفه.

واحيانا أخرى يكون سبب غيابه الانفصال عن زوجته او وفاته، ما سيضاعف المسؤولية على الام للقيام بدوره على اكمل وجه رغم صعوبته، لتقويم هذه النبتة اليانعة الصغيرة وغرسها في غابة الحياة وصراعاتها الكثيرة.

🔺 علينا أن نعلم انه يجب التعامل مع شخصية الطفل الذكر بطريقة صحيحة ووعي اكبر، ليكون رجلا حقيقيا في المستقبل من اجل تكوين هذه الشخصية المختلفة تماما عن شخصية الفتاة

اذن؛ هي مهمة مشتركة بين الاب والام والاسرة بصورة عامة لبناء شخصية الرجال الحقيقيين في ابناءهم، والسؤال هو: اذا لاحظت في ابنك نعومة زائدة، ما هي الإجراءات الضرورية التي تتخذها قبل أن يتوغل في جسده وفي فطرته هذا التقمص الكاذب؟  

  1. الاهتمام بمظهره من خلال اختيار ملابس باشكال والوان مناسبة ومحتشمة، والابتعاد عن تزيينه بالحلي كالاساور والقلائد.
  2. تصفيف شعره بالطريقة المعتاد عليها بحلاقته كاملا والابتعاد عن اطالته وعمل تسريحات فيه كالظفائر او إضافة اكسسوارات.
  3. اصطحابه إلى ممارسة الرياضة خصوصا الفنون القتالية.
  4. اصطحابه إلى مجالس الرجال وعلماء الدين .
  5.  تكليفه ببعض المهام لتعويده على تحمل المسؤولية .
  6. جعل له كنية تشعره بشخصيته.
  7. سرد قصص المواقف البطولية للرجال لا سيما في المعارك الإسلامية.
  8.  إعطاءه قدره وقيمته في المجالس وعدم الاستهانة به.
  9. تشجيعه على المشاركة بأفكاره  وإلقاء السّلام عليه، واستشارته وأخذ رأيه.
  10. إبعاده عن حياة والكسل والرّاحة المبالغ بها.

ما سبق يمثل بعض الأساسيات المهمة التي يجب على الآباء حصرا تطبيقها في حياة أولادهم الذكور، والتي من خلالها ستؤسس الهيكل المتكامل لشخصية وصفات الرجل في الصبي.

 اما في حال غياب الاب، على الام تولي هذه المهمة من خلال الاستعانة بعدة طرق كإلحاقه بالكشافة، وتسجيله بنوادي رياضية حسب الرياضة التي تراها مناسبة له، فضلا عن تنمية هواياته، الى جانب التخفيف من لغتها ومفرداتها الخاصة بالفتيات معه.

علينا أن نعلم انه يجب التعامل مع شخصية الطفل الذكر بطريقة صحيحة ووعي اكبر، ليكون رجلا حقيقيا في المستقبل من اجل تكوين هذه الشخصية المختلفة تماما عن شخصية الفتاة.

 للأسف البعض يبالغ في هذا الامر حيث يتصور ان تربية الولد على العنف هو السبيل لجعله رجلا، فكلما زادت مشاكله اشعره ذلك بالغبطة، لان ابنه اصبح رجلا، وهذا تفكير اغلب الآباء في مجتمعنا للاسف.

وهناك بعض الآباء أيضا يعتقد ان المساعدة المنزلية تقلل من شخصيته، لذا نراه يحرص على نقل هذا المفهوم لولده، بأن البنات يجب عليهن القيام بهذا الدور فقط وبخدمته لانه سيصبح رجلا، ما ينمي لديه الشعور بالتسلط.

اذن الزيادة كالنقصان فالتوازن في الشيء هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح الحقيقي بلا افراط ولا تفريط هي التربية المطلوبة في هذا الموضوع الحساس أيها المربي الفاضل.

عن المؤلف

زينب علي عمران

اترك تعليقا