تربیة و تعلیم

الإستراتيجية في التدريس

التدريس عملية منظمة تقع على عاتق المدرّس بالأساس وهذه العملية لها مجالاتها المرحلية التي يعدها من اجل تحقيق أهدافه التعليمية لدى المتعلمين، فهناك عمليات يقوم بها قبل التدريس وتشكل كل جوانب التخطيط  وعمليات يقوم بها خلال مرحلة التنفيذ؛ أي تنفيذ التدريس وعمليات أخرى بعد الانتهاء من التدريس وتشمل القضايا التقويمية التي يعالج من خلالها المعلّم الموقف التعليمي بما يتمم تحقيق تلك الأهداف.

ومن الجوانب التنظيمية التي تكون من ضمن عملية التخطيط هي اختيار الإستراتيجية المناسبة التي ينظم بها المعلم مادته التعليمية التي على أساسها يحدد عناصر التدريس الأخرى لتكون جاهزة امام الطريقة التي يقدم بها معلوماته، أو بمعنى أخر تنظيم المحتوى التعليمي المراد توصيله الى المتعلمين، وقبل ان نتطرق الى بيان ماهية استراتيجية التدريس وأهميتها، لابد من بيان ان الكثير من المعلمين ليس لديه المعرفة عن هذا الجانب المهم الذي هو استراتيجية التدريس، بل البعض  لا يميز بينها وبين طريقة التدريس التي يقدمها المحتوى التعليمي، وهذا ما يضع أمامهم من القيود التي تحد من إبداعهم فضلا عن مواكبتهم لما نصّت عليه النظريات الخاصة بالتعليم والتعلم، لذا معرفة استراتيجية التدريس وأهميتها ودورها في التعليم والتعلم أمراً مفروضا امام ما يقدمه المعلم من مهمه تعليمية لها من التأثير ما يحقق النجاح الأبعد من أتباع الأساليب التقليدية في التدريس.

  • استراتيجية التدريس:

وهي عملية تنظيم المحتوى التعليمي وفق خطوات إجرائية معدة مسبقا والتي على أساسها يعتمد اختيار الوسائل والطرائق التي تكفل تحقيق الهدف التعليمي.

⭐ استراتيجية التدريس هي مجموعة الإجراءات والوسائل التي تستعمل من قبل المدرس ويؤدي استعمالها إلى تمكين الطلبة من الإفادة من الخبرات التعليمية

وكذلك عرفت الإستراتيجية في التدريس: عملية تخطيط للخبرات التعليمية في ضوء الأهداف العامة للمساق الدراسي، فهي مجموعة من الإجراءات تساعد على حدوث التعليم الفعال كاستعمال المادة التعليمية المناسبة، وإثارة دافعية المتعلمين، ومراعاة استعداداتهم وميولهم وحاجاتهم، وتوافر المناخ الصفي الملائم والشروط المناسبة للتعليم والتعلم وغير ذلك من الجوانب المتصلة بالتدريس الفعال، فاستراتيجية التدريس هي مجموعة الإجراءات والوسائل التي تستعمل من قبل المدرس ويؤدي استعمالها إلى تمكين الطلبة من الإفادة من الخبرات التعليمية المخططة وبلوغ الأهداف التربوية المنشودة.

  • مكونات استراتيجيات التدريس

من خلال التعريفات يمكن ان نلتمس مكونات استراتيجية التدريس:

1- الأهداف التدريسية.

2- التحركات التي يقوم بها المعلم وينظمها ليسير وفقها في تدريسه.

3- الأمثلة، والتدريبات والمسائل والوسائل المستخدمة للوصول إلى الأهداف.

4- الجو التعليمي والتنظيم الصفي للحصة.

  • مواصفات استراتيجية التدريس الجيدة

1- الشمول بحيث تتضمن جميع المواقف والاحتمالات المتوقعة في الموقف التعليمي.

2- المرونة والقابلية للتطوير، بحيث يمكن استخدامها من صف لآخر.

3- أن ترتبط بأهداف تدريس الموضوع الأساسية.

4- أن تعالج الفروق الفردية بين الطلاب.

5- أن تراعي نمط التدريس ونوعه (فردي جماعي).

6- أن تراعي الإمكانات المتاحة بالمدرسة.

  • دور استراتيجيات التدريس بالنسبة الى  المتعلم :

تلعب استراتيجيات التدريس دوراً مهما بالنسبة الى المتعلم من خلال:

  1. إحداث تغيير في سلوك المتعلمين وفي طرائق تفكيرهم.
  2. تنمية قدرة المتعلمين على التفكير العلمي السليم وعلى الابتكار والإبداع.
  3. 3-    تنمية قدرة المتعلمين على المشاركة والتعاون.
  4. مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
  5. تزويد المتعلمين بالخبرات التربوية المخطط لها في المنهاج.
  • خطوات تطبيق استراتيجية التدريس من قبل المعلم:

1-  لابد من تحديد موضوع الدرس والمهارات التي تنبثق عنه، وما يتطلبه من تعلم قبلي يمهد للدخول في الحصة.

2- عرض محتوى المادة الدراسية بطريقة منظمة متسلسلة ومترابطة ومنطقية مبتدئاً بالتذكر والفهم والاستيعاب منتهيا بالمستويات العليا؛ كالتحليل والتركيب والتقويم، مستعينا بالوسائل التعليمية والتقنيات الحديثة التي تسهل وتيسر فهم محتوى المادة الدراسية لدى الطلبة.

3- الملاحظة المستمرة لانتباه الطلبة والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وتقبل آراءهم.

4- طرح أسئلة متنوعة تراعي الفروق الفردية وتقيس كل مرحلة من مراحل الدرس مع ملاحظة أن يكون هناك بعض الأسئلة المحفزة والمثيرة للتفكير، والقيام بالتعزيز والتحفيز في الوقت المناسب وإظهار القيم والسلوكيات المرغوبة في موضوع الدرس.

 5- إعطاء واجب بيتي يساعد على تركيز المعلومة، وزيارته من خلال الاستقصاء وجمع المعلومات والاكتشاف في بعض الأحيان.

6- إعطاء الطلبة الفرصة لممارسة بعض المهارات تحت إشراف المعلم لتصبح لديهم عادة مكتسبة مثل الزراعة عمل وسائل تعليمية، عمل مجسمات.

7- تكليف الطلبة بتطبيق التدريبات وحل الأسئلة وأوراق عمل لتزويد المعلم والمتعلم بتغذية راجعة حول ما تعلمه الطالب وتثبيت التعلم الحاصل.

8- ملاحظة أداء الطلبة من خلال سلم تقدير أو قائمة شطب وكتابة الملاحظات في سجل المعلم.

9- التخطيط للحصة القادمة بناءً على ما أنجز في الحصة الحالية والبداية مما انتهت إليه الحصة.

ونتيجة للنجاح الذي حققته استراتجيات التدريس في مجال تحقيق الأهداف التعليمية لدى المتعلمين وبحسب طبيعة المادة الدراسية والمراحل العمرية لهم، نجد ان هذا العمل الإجرائي قد وضع له الكثير من الصور بحسب الرؤية التي يتبناها القائم على بناء هذه الاستراتيجيات من ذلك نجد لكل استراتيجية عنوانا يناسب تكوينها الإجرائي.

 وما على المعلم إلا البحث عن الإستراتيجية المناسبة التي يحقق من خلالها هدفه التعليمي لدى المتعلمين، ليقوم بتطبيقها وفقا لما أعدت من اجله وذلك من خلال تحليل المحتوى التعليمي الخاص بمادته وصياغته بالشكل الذي يتناسب وكل خطوة من خطوات الإستراتيجية لتنقل الإستراتيجية من خطواتها النظرية الى محتوى مرتب ترتيبا منطقيا وفق ذلك.

⭐ الملاحظة المستمرة لانتباه الطلبة والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وتقبل آراءهم

ومثالاعلى ذلك أذا كان لدينا موضوع الخلية النباتية في مادة الأحياء و الخلية النباتية عندما نقدمها الى المتعلمين قد لا يألفوها لشدة تعقدها وهذا يتطلب ويتطلب نماذج لتقريبها لأذهانهم ليس من الناحية الشكلية فقط، بل حتى من ناحية المضمون فعندها نختار استراتيجية المتشابهات التي تتحدد خطواتها بتحديد الموضوع المختار (الخلية) والذي يسمى (المشبه).

 ومن ثم نختار ما يتشابه مع الخلية من حيث التكوين والمضمون ومثال ذلك نختار المصنع  وهو ما يسمى (المشبه به)  ثم نبحث عن خصائص الاختلاف مابين المشبه (الخلية) والمشبه به (المصنع)، ثم نبحث عن خصائص التشابه فيما بينهما عندها قد وضعنا المحتوى التعليمي (الخلية) وفقا لخطوات هذه الإستراتيجية التي من الممكن ان نستخدم معها الصور أو وسائل أخرى لتحقيق الفهم لدى المتعلمين.

هذا وان هنالك الكثير من الاستراتيجيات التي تستحق ان نطلع عليها من اجل توظيفها في مجال التعليم لضمان منطقية ونظام العملية التعليمية وتحقيق أهدافها بمستوى عالي من النجاح وبمختلف الإجراءات الأدائية والنظرية، لان الفكر الاستراتيجي هو فكر طبق في الكثير من مجالات الحياة ونجح فيها الأمر الذي دعا المهتمين الى تطبيقه في مجال التعليم وهو ما حدث في الكثير من مؤسسات التعليم الدول المتقدمة علميا.


المصادر

  • الخفاجي، رائد إدريس محمود آخرون، لتكنولوجيا الحديثة واستراتيجيات التدريس مداخل علاجية وتواصل تعليمي، ط1، العراق، 2021
  • الصيفي، عاطف، المعلم واستراتيجيات التعليم الحديث، ط1، دار أسامة للنشر، عمان- الأردن، 2009
  • حمدانه، محمد محمود ساري و عبيدات خالد حسين محمد ، مفاهيم التدريس في العصر الحديث طرائق- أساليب- استراتيجيات، ط1، عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع، الأردن، 2012.
  • الكناني ماجد نافع والكتاني فراس علي، طرائق تدريس التربية الفنية،ثائر جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة، بيروت- لبنان، 2012.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا