مناسبات

كرامات زيارة الأربعين

لزيارة الأربعين التي نعيش تفاصيلها هذه الأيام، كرامات وبركات لا حدود لها، جانب منها روحي غيبي ونفسي، والجانب الآخر ملموس لمس اليد ومرئي رأي العين، فمن كرامات زيارة الأربعين أنها تجعل القلوب مفتوحة للجميع بنقائها ونظافتها ومحبتها، باعتبار أن كل قادم إلى الإمام الحسين،عليه السلام، من زواره الكرام، يستحق الاحترام ويجب أن يستقبله محبو سيد الشهداء بمحبة وتكريم عالٍ.

وهذا بالفعل ما يقوم به أصحاب المواكب الحسينية التي يتم تشييدها بالمئات والآلاف على جوانب الطريق الرئيسة والفرعية وفي الساحات المختلفة، فضلا عن بيوت الأهالي المفتوحة للجميع، وصولا إلى مدينة كربلاء المقدسة التي تغصُّ بآلاف المواكب والحسينيات المعدَّة إعدادا جيدا لاستقبال ملايين الزوار المتدفقة على ضريح الإمام الحسين، عليه السلام.

يدخل في الجانب النفسي لكرامات زيارة الأربعين، تلك الراحة النفسية التي يشعر بها خدّام زوار الإمام الحسين، فكل من يستقبل عددا من الزوار في بيته، يشعر بسعادة غامرة لأنه يضيّف الزوار الكرام وهم ضيوف سيد الشهداء، فتغمر أصحاب البيوت والمواكب والحسينيات سعادة كبيرة، ويشعرون إنهم ينتصرون للإمام الحسين عليه السلام ويؤمنون بمبادئ النهضة الحسينية، ويسعون بكل ما يستطيعون لنشر وترسيخ هذه المبادئ والقيم بين الجميع.

⭐ من البركات النفسية لزيارة الأربعين، شعور الشباب وحتى النساء والأطفال بأنهم يؤدون دورا جيدا في تقديم سبل الراحة للزوار الكرام، وبالتالي يشعرون بأنهم يحققون جانبا مهما من وجودهم، ويحيط بهم الحماس والتفاؤل بأنهم باتوا من أتباع الإمام الحسين عليه السلام

ومن البركات النفسية لزيارة الأربعين، شعور الشباب وحتى النساء والأطفال بأنهم يؤدون دورا جيدا في تقديم سبل الراحة للزوار الكرام، وبالتالي يشعرون بأنهم يحققون جانبا مهما من وجودهم، ويحيط بهم الحماس والتفاؤل بأنهم باتوا من أتباع الإمام الحسين عليه السلام، يؤدون جانبا من الأهداف التي دعا إليها الإمام، ورسمها في المنهج المعارض للقمع والظلم والجور، وهذه كلها دروس مهمة وكبيرة يستقبلها الشباب عن طيب خاطر.

كذلك نلاحظ في مثل هذه الأيام انتعاش الجانب الإنساني، وقلة وانحسار مظاهر العنف المختلفة حتى بين الأفراد، فيعيش الناس في سلام وأمن وحالة تعايش وتعاون وتقارب لا يشوبها أي نوع من أي خلاف كان، فتنتشر أجواء السلام بين الجميع، ويسود نوع من الأمن والاطمئنان يملأ قلوب ونفوس الجميع، وهذه بركة عظيمة من بركات وكرامات زيارة الأربعين تمنحها لخدّام الإمام الحسين الذي لم يدّخروا جهدا في استقبال وتضييف زواره الكرام.

وكذلك من الكرامات الروحية والغيبية أن الكثير من الزوار يتوجهون إلى كربلاء المقدسة وإلى مرقد سيد الشهداء في زيارة الأربعين، وكل منهم له حاجة أو طلب، أو أنه مكلّف بالإنابة بطلب من آخرين، فنجد المريض يحصل على مراده، ونجد صاحب العاهة يبرأ من عاهته وهو يلامس أبواب المرقد الشريف، وقد أظهرت وسائل إعلام مختلفة الكثير من هذه الحالات، حيث تحلّ كرامة الإمام على حامل المرض أو العاهة وينال مراده، فهناك عوامل نفسية وإيمانية وكرامات غيبية تفعل فعلها فيحصل صاحب المراد على مراده.

أما فوائد وكرامات زيارة الأربعين على المستوى المادي المرئي، فإنها على سبيل المثال وليس الحصر، توفر آلاف بل الملايين من فرص العمل للشباب وحتى المراهقين من الباعة والكسبة، حيث ينتظر هؤلاء زيارة الأربعين لكي يفتحوا (بسطيات) صغيرة ويبيعوا من خلالها أنواع السلع على الزوار القادمين إلى كربلاء المقدسة، وهناك شباب يقولون إنهم يكسبون مبالغ جيدة وبعضهم كبيرة، تساعدهم على البدء بمشاريع اقتصادية صغيرة تشكل لهم بداية عملية تكون ناجحة في معظم الأحيان.

وهكذا فإن المدد المادي الاقتصادي يكون حاضرا في زيارة الأربعين، وكلنا نسمع ونرى هذه الفائدة الاقتصادية التي تعود على المدينة وأهاليها، وهذه من بركات زيارة الأربعين، حيث أصبحت المدينة أكثر حركة وانتاجا وتميزا عن المدن الأخرى، وهذا أمر لا يمكن إغفاله حيث يأتي شباب المدن العراقية الأخرى لاستثمار وجود الأعداد الكبيرة من الزوار ليعرضوا عليهم مبيعاتهم وليربحوا ربحا حلالا يعدّه كثيرون من كرامات الزيارة الأربعينية.

⭐ نلاحظ في مثل هذه الأيام انتعاش الجانب الإنساني، وقلة وانحسار مظاهر العنف المختلفة حتى بين الأفراد، فيعيش الناس في سلام وأمن وحالة تعايش وتعاون وتقارب لا يشوبها أي نوع من أي خلاف كان

أما في الجانب المادي العمراني، فقد تطورت مدينة كربلاء تطورا كبيرا من حيث سعة الشوارع الرئيسة وأعدادها، وحدائقها، وساحاتها، بالإضافة إلى عشرات وربما مئات الفنادق من الدرجة الأولى، إلى جانب المشاريع الخدمية والاقتصادية العملاقة التي تم تشييدها في مدينة كربلاء المقدسة بما يتناسب وحجم الزيارات الكبيرة التي يتم إحياء مراسيمها في تواريخها المحددة ومنها وأهمها زيارة الأربعين التي أسهمت بالثراء العمراني المادي الكبير في مدينة الحسين، عليه السلام.

هذه بعض كرامات وبركات زيارة الأربعين على مدينة كربلاء وأهاليها، وهنالك غيرها الكثير مما يتكلم به الناس في جلساتهم الخاصة وحواراتهم أو في أحاديثهم المتبادلة، وكل هذا يحدث بفضل زيارة الأربعين، وبفضل الإمام الحسين، عليه السلام، فهذه المدينة محظوظة هي وأهاليها بأنها تحتضن في ثراها أطهر وأعظم الثوار على مرّ التاريخ.

عن المؤلف

حسين علي حسين/ ماجستير إدارة أعمال

اترك تعليقا