أسوة حسنة

الجهاد التربوي للمرأة المسلمة في كربلاء

نحن في مجتمع  إسلامي يحث على تعليم المرأة ومشاركتها الرجل ببناء مجتمع واعٍ على درجة من الثقافة على إن تلتزم المرأة بما جاء به الاسلام من أخلاق واداب تحول دون وقوعها في المشاكل ودخول الحرام سواء داخل بيتها او في مجال  العمل.

  •   واجب المرأة تجاه نفسها

اما واجب المرأة تجاه نفسها ان تعمل على تثقيف نفسها ومواكبة  التطور الحاصل في المجتمع  من خلال المحاضرات الدينية والاجتماعية والاخلاقية، وتعليم  المرأة وتثقيفها ضروريان لتربية الجيل الجديد، كما قال الشاعر:

الأمُ مدرسة اذا اعددتها

أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

اذا اراد المجتمع ان يصنع جيلا ناجحا عليه ان يثقف ويعلّم المرأة اولاً، لأنها  اكثر من نصف المجتمع، إذ عليها مسؤوليتان:

المسؤولية الاولى: رعاية وتربية الأبناء التربية الصحيحة وبناى أسرة متكاملة بهذا الدور.

المسؤولية الثانية: دورها في مجال العمل  خارج البيت إذا كانت في مجال العمل.

  •   دور المرأة الجهادي التربوي في واقعة كربلاء

 تجسدت دور المرأة المسلمة في كربلاء في واقعة الطف، فقد مثلن  نساء أهل البيت، عليه السلام، ونساء أصحاب الإمام الحسين، اللاتي حضرن كربلاء ودافعن عن الحق ورفضن الباطل القدوة الحسنة في ذلك، حيث لم  يكتفين بجهاد أبنائهن وازواجهن أمام الظلم والطغيان، بل إن البعض باشرن بالدفاع عن الإمام الحسين، عليه السلام، وأهله بانفسهن فنال بعضهن  الهدف المنشود، ألا وهو الشهادة في سبيل الله، فدوّنت أسماؤهن بافتخار وعزة وعظمة وإيمان في تاريخ  ثورة الإمام  أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

⭐ واجب المرأة تجاه نفسها ان تعمل على تثقيف نفسها ومواكبة  التطور الحاصل في المجتمع  من خلال المحاضرات الدينية والاجتماعية والاخلاقية

ففي يوم عاشوراء خرجت عدة نساء من مخيم الإمام الحسين، عليه السلام، إلى العدو مثل جارية مسلم بن عوسجة، ام خلف، وأم وهب زوجة عبد الله الكلبي، والسيدة عقيلة بني هاشم زينب الكبرى.

والمراة التي استشهد يوم عاشوراء هي أم وهب وهي امرأة نميرية زوجة عبد الله بن عمير الكلبي، لما سقط مشت وجلست عند راسه وطلبت من الله الشهادة فقتلها مولى لشمر ضربها بعمود على رأسها فاستشهدت رضوان الله عليها.

 وقامت امراتان يوم عاشوراء وهما: ام عبد الله بن عمر التي أخذت  عمود الخيمة بعد مقتل  ولدها وسارت إلى الاعداء فاعادها الإمام الحسين، عليه السلام، إلى الخيمة.

والأخرى هي أم عمرو بن جنادة التي أخذت رأس ولدها بعد مقتله  وقتلت به رجلا من الاعداء،  ثم اخذت السيف وارتجزت وهجمت على العدو، إلا أن الإمام الحسين، عليه السلام، أعادها إلى  الخيمة أيضا، وانضمت لهم بنت عمر زوجة زهير بن القين  التي التحقت مع زوجها بقافلة الإمام الحسين عليه السلام.

⭐ اذا اراد المجتمع ان يصنع جيلا ناجحا عليه ان يثقف ويعلّم المرأة اولاً، لأنها  اكثر من نصف المجتمع

وشهدت كربلاء أيضا الرباب بنت امرؤ القيس الكلبي زوجة  الإمام الحسين، عليه السلام، وكانت  هناك أيضا امرأة من قبيلة بكر بن وائل، وكانت في بداية أمرها مع زوجها  في جيش عمر بن سعد لكنها لما رأت هجوم جيش الكوفة على خيام العيال حملت سيفا وجاءت  إلى الخيام وندبت ال بكر بن وائل لنصرتها، وكانت ضمن سبايا اهل البيت زينب الكبرى، عليهم السلام، وفاطمة بنت الحسين، وألقت كل واحدة منهن خطبة في  الكوفة هزّت بها ضمائرهم وابكت عيونهم.

وقادت مسيرة الثورة الحسينية السيدة زينب، عليه السلام، حفيدة رسول الله، صلى الله عليه وآله، فوقفت إمام يزيد ووبخته بكلمات لم يسمع بها بنو أمية من قبل، فضلا عن خطبها التي القتها في الكوفة والشام، فأقامت بذلك صروح الحق  والعدل ونسفت  قلاع  الظلم والجور، وسجلت في مواقفها المشرفة شرفا للإسلام وعزّاء للمسلمين على امتداد  التاريخ، فمثلت بذلك  القيم التربوية الحقة التي جاء بها الإسلام وأراد أن تتجسد في المرأة المسلمة، ويجب أن يتخذن منها النساء مثلا كريما  لمواجهة الظلم والجور ونشر العدل في الارض.

السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى علي الحسين وعلى أصحاب الحسين، والسلام على ابي الفضل العباس والسيدة عقيلة بني هاشم زينب الكبرى.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا