استفتاءات

اسقاط الجنين أم الوظفية؟

السؤال الاول: ما حكم اسقاط جنين يبلغ من العمر3 اسابيع، علما بأن زوجتي تنتظر توظيفها بشرط عدم الحمل وإلا ستُطرد من العمل، علما بأنه لدينا طفل لم يلبغ السنتين بعد، فما هو الحكم في اسقاطه خشية طردها من الوظيفة؟

الجواب: في البداية نأسف لتلك الأخت، ولتلك الدائرة التي تعلّق الوظيفة بعدم الحمل، لكن الشرع يقول: بعدم جواز الاجهاض لمثل هذه الاسباب، فالجنين الذي يتكوّن هو مخلوقات الله ـ تعالى ـ وهو انسان له حق الحياة، وكأب وأم لا يسمح لهم التصرف في حياته.

يجوز الاجهاض في حالة واحدة فقط؛ يقول الفقهاء: إذا كان استمرار الحمل يضر المرأة بحيث يؤدي الى الموت، وهناك من الفقهاء يقول: مَن يرجح ان حياة الام افضل من حياة الام، فكلاهما حياتان، وكل حياة منهما محترمة، ففي هذا المورد هناك اختلاف في وجهات النظر.

السؤال الثاني: أنا صاحب محل لبيع اللحوم الطازجة، أقوم بتخزين أفضل اللحوم وتجميدها ثم بعد فترة وعند إقبال الناس على شراء اللحوم وارتفاع الاسعار مثل شهر رمضان المبارك، أقوم ببيعها بعد اذابتها عن التجميد، علما لو سألني أحدٌ: هل قمت بتجميد اللحم؟ أقول له: نعم؛ وإذا لم اُسئل لا اذكر له ذلك، فما الحكم؟

الجواب: في مثل هذه الموارد يجب ان نلتفت الى امور معينة؛ وهي ان هناك شروط ضمنية في البيع والشراء قد لا تُذكر ولكنها موجودة بناءً على ذلك يُقبل المشتري على شرائها.

فحين يأتي المشتري الى محل بيع اللحم الطازح ولا يذهب الى محلات بيع اللحوم المجمدة، هذا يعني انه يريد شراء لحم طازح حتى لو لم يصرح بذلك، لان المحل معروف ببيع اللحوم الطازحة، وبناءً على ذلك يأتي الناس للشراء، وفي مثل هذه الحالة إذا باع صاحب المحل لحماً بعد إذابته من التجميد من دون إخبار المشتري، فهذا البيع لا يخلو من اشكال؛ فقد يكون باطلا، والمال المـأخوذ مالا حراما، حتى لو كان اللحم سليما، لذا ينبغي ان لا يكون في البيع عش، ولا غرر، ولا خداع على الاطلاق.

السؤال الثالث: هل غسل يوم الجمعة له وقت؟ أم استطيع أن أغتسل في أي وقت حتى ولو كان في الظهر؟

الجواب: غسل يوم الجمعة مستحب، وكذلك الاحكام التابعة له مستحبة ايضا، فيستطيع المؤمن الاغتسال في أي وقت شاء من يوم الجمعة، لكن الوقت الوارد في روايات أهل البيت، عليهم السلام، هو من طلوع الفجر الى زوال الشمس.

والاغتسال بعد زوال ظهر الجمعة بأن ينوي الغسل قربة الى الله ـ تعالى ـ فلا ينوي الغسل اداء ولا قضاء.

السؤال الرابع: أي اقسام الجسم لا يجوز حلاقته؟ وهل صحيح ان حلاقة شعر ما تحت السرّة حرام؟

الجواب: لا ندري من أين تأتي بعد هذه الاخبار؛ لكن لم يرد نص بعدم حلاقة اي مكان في جسم الانسان، فبإمكان الفرد حلق أي موضع كان، باستثاء اللحية، بل ورد استحباب في الروايات بأن يتخلص الانسان من الشعر من بعض الامكان التي يتجمع فيها العرق والجراثيم والروائح الكريهة.

السؤال الخامس: إن زوجي مؤمن ويحرص اشد الحرص على صلة رحمه، ويجبرني على زيارة أهله المقربين والبعيدين، وخصوصا في المناسبات الدينية كمواليد الائمة والاعياد.. ولكنه يمنعي من زيارة أرحامي بحجة بُعد المسافة والوقت، ويتعلّل بأسباب غير مقنعة، فهل يأثم زوجي بمنعي من زيارة  اهلي؟ وهل اثم إذا خالفتُ زوجي إذا لم اذهب لزيارة أهله؟

الجواب: هناك الكثير من العوائل تُبتلى بهذا الأمر، وهو تعامل غير سليم، لذا على الجميع ان يعرف أن صلة الرحم من أهم الاخلاقيات والمناقبيات التي يحفّز إليها الدين الحنيف، وقطع الرحم من الامور المبغوضة في الشريعة، واحيانا الامر الى أن يحرم الشرع قطع صلة الرحم، وأي إنسان يتسبّب في قطع رحم الآخرين يتحمل وزر ذلك.

على الزوج والزوجة ـ كقاعدة عامة في التعامل الاسري ـ ان يراعي كل واحد منها وضع الطرف الآخر، فليس صحيحا ان يفكّر الزوج في نفسه واقاربه وارحامه، ولا يفكر في مشاعر الطرف المقابل (الزوجة) فلها أرحام واقارب، كما أن اقارب الزوج لهم احترام في نفسه، كذلك رحم الزوجة واقاربها لهم مكانة في نفسها، وكما يشتاق الزوج لارحامه، تشتاق الزوجة لأرحامها، كذلك الزوجة ليس لها الحق في منع الزوج من زيارة أرحامه.

ومما يزيد من اللُحمة العائلية والتعامل الاخلاقي الجيد، هو ان يحترم كلا الزوجين مشاعر الطرف الآخر، وذلك يؤثر ايجابيا على تربية الاولاد.


  • مقتبس من برنامج أحكام الاسلام ـ تقديم الشيخ صاحب الصادق لقناة الحجّة الفضائية.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا