الأخبار

جماهير كربلاء المقدسة تستنكر الحفل الغنائي الراقص في ملعب كربلاء الدولي

اندلعت عاصفة من الانتقادات الشديد على شبكة التواصل الاجتماعي على ما جرى في ملعب كربلاء الدولي في افتتاح بطولة غرب آسيا لكرة القدم، حيث تضمن حفل …

اندلعت عاصفة من الانتقادات الشديد على شبكة التواصل الاجتماعي على ما جرى في ملعب كربلاء الدولي في افتتاح بطولة غرب آسيا لكرة القدم، حيث تضمن حفل الافتتاح ظهور فتيات سافرات يرقصن وسط الملعلب على أنغام الموسيقى، مع عزف على آلة “الكمان” من قبل فتاة أخرى.
وقد غصّ الملعب بالمشجعين من داخل كربلاء وخارجها، جاؤوا لمتابعة أول مباراة الدوري بين العراق ولبنان، مساء الثلاثاء الماضي، والتي تغلب فيها الضيف بهدف واحد مقابل لا شيء. وكان في مقدمة الحضور في مقصورة الضيوف الخاصة؛ وزير الشباب والرياضة؛ و محافظ كربلاء المقدسة، نصيف جاسم الخطابي، ورئيس مجلس المحافظة، وعدداً من المسؤولين المحليين.
وحسب شهود عيان، كانت فقرات الحفل صادمة ومفاجئة بالمرة لثلاثين ألف متفرج حجزوا مقاعدهم في هذا الملعب وقبل ساعات من الانطلاق، إذ لم يعهدوا من قبل مشاهدة فقرات كهذه في مدينتهم المقدسة.
الخبراء والمعنيين في الشأن الرياضي العراقي كانوا متفائلين باستضافة كربلاء المقدسة حفل افتتاح هذه البطولة، حيث من المقرر أن تقام المباريات في هذه المدينة، وفي ملعب “فرانسوا حريري” في مدينة اربيل شمال العراق. مؤكدين أن هذا الحدث الرياضي فرصة كبيرة لأن تتصدر كربلاء المقدسة واجهة الاحداث الرياضية عالمياً، كما هي متصدرة الاحداث العالمية ثقافياً وحضارياً، بيد أن متابعين آخرين للشأن الرياضي أكدوا أن فقرات حفل الافتتاح لم تكن له أية صلة بالحدث الرياضي، فضلاً عن عدم تجسيدها لهوية وثقافة المدينة المقدسة.
وخلال يوم أمس الاربعاء توالت ردود الفعل المنددة على هذا الخطأ الكبير، من علماء دين وطلبة جامعات، ومن هيئات ومؤسسات مختلفة، عادّين الأمر تجاوزاً وانتهاكاً لقدسية مدينة كربلاء، وكان أول من تعهّد بالحفاظ عليه وعدم المساس به؛ محافظ كربلاء المقدسة، نصيف جاسم الخطابي في أول تصريح له بعد توليه منصب المحافظ.
وفي نفس اليوم الثلاثاء الثلاثين من تموز المنصرم، أصدر المحافظ بياناً أعلن فيه تنصّله عما جرى في ساحة الملعب محملاً المسؤولية على وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي لكرة القدم، وفي سياق ما أعلنه من “تحفظ” على “بعض فقرات الحفل”، قال المحافظ أن الاعداد لهذا الحفل، الذي اقتصر على الحضور الانثوي حصراً، من راقصات، وعازفة على “الكمان”، وعريفة الحفل، “لم يكن بالتنسيق مع الحكومة المحلية”، وفي اليوم التالي (الاربعاء) أصدر المحافظ بياناً آخراً أشار في مقدمته الى موجة الاعتراضات من جماهير كربلاء المقدسة على ما جرى في حفل الافتتاح. وأكد عدم علمه بالبرامج المعدّة لهذه المناسبة.
وفي تغريدة له على تويتر، كتب نجل المرجع الديني السيد محمد تقي المدرسي، السيد مرتضى المدرسي: “أشعر بالخجل من الامام الحسين لما حدث في ملعب كربلاء الدولي”، وطالب السيد المدرسي في تغريدته، مجلس محافظة كربلاء محاسبة القائمين على الحفل وفقاً لقانون قدسية كربلاء”.
وقد لاقت هذه التغريدة تفاعلاً وانتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت ردود فعل مختلفة فيما يتعلق بما جرى في ملعب كربلاء الدولي.
من جانبها أصدر ديوان الوقف الشيعي اليوم الخميس، بياناً استنكر فيه فقرات الرقص والحفل الموسيقي في كربلاء المقدسة، عادّاً إياه “فعلاً شنيعاً تجاوز الحدود الشرعية وتعدى الضوابط الأخلاقية”، داعياً إلى “وقفة شجاعة أمام هذه الهجمة اللاأخلاقية على مقدسات الإسلام”.
اقام ديوان الوقف الشيعي دعوى قضائية على الجهة المنظمة لافتتاحية بطولة غرب آسيا للعام 2019 التي أقيمت على ملعب مدينة كربلاء الدولي لمخالفة الافتتاحية ضوابط وخصوصية المدن المقدسة والأخلاق والآداب العامة.
وفي بيان نشر على حسابه الخاص في فيسبوك، أعلن ديوان الوقف الشيعي إقامته دعوى قضائية على الجهة المنظمة لحفل افتتاح دوري غرب اسيا لكرة القدم، وجاء في البيان ان “الدعوى القضائية التي أقامها الديوان تأتي من منطلق تجاوز الجهات العراقية؛ وتحديدا اتحاد كرة القدم العراقي، المنظم للافتتاحية التي أقيمت على ملعب كربلاء الدولي بين المنتخب العراقي ونظيره اللبناني، على خصوصية المدينة الدينية، وعلى قانون حماية المقدسات، كونها مدينة دينية لها خصوصيتها وقدسيتها”.
وجاء في البيان: إن “أجواء الاحتفال الذي تضمن فعاليات خارجة عن الآداب الخاصة بالمدينة صادر المنجز الوطني للعراق باحتضان البطولات الدولية”.
ويؤكد ديوان الوقف الشيعي ان “الحق العام في ممارسة النشاطات الرياضية مضمون للجميع بيد ان المهم مراعاة خصوصية مكان إقامة البطولات لارتباطها المعنوي الكبير بمشاعر المؤمنين والمسلمين لا سيما في مدينة مثل مدينة كربلاء المقدسة التي تحتضن سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهم السلام) وعترتهم الطاهرة والصحابة المنتجبين”.
من جانبها دعت أوساط من الحوزة العلمية، الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة، للعمل على عدم تكرار مثل هذه الممارسات، وبذل المزيد من الحرص على قدسية المدينة لتكون قبلة للزائرين الى مرقد الامام الحسين، عليه السلام، من جميع انحاء العالم.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا