مناسبات

الهجوم على بيت الزهراءوانتهاك حرمتها (3) اعتراف المجرم بجريمته

المجرم عادة ما يقع تحت وطأة جريمته، ويعيش عذاب الضمير، ووخز الوجدان لفترة طويلة حتى يقع في حبالة جرمه ويُقاد به، هذا إذا كانت الجريمة بحق إنسان فكيف إذا كانت الجريمة بحق الله ودينه، ورسول الله ورسالته، وولي الله وولايته، وأمَة الله الحوراء الإنسية سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة، وبيتها الذي هو بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله، وترويعها ولطمها حتى انتثر قرطها، واسودَّت عينها، وأسقطت جنينها، وكُسر ضلعها، وضربها بالسوط حتى انتقلت إلى ربها وفي عضدها كالدُّملج من أثر ذلك كما في الروايات الصحيحة، فجريمة بهذا الحجم، وأنهم يعرفون مَنْ تكون فاطمة، وما هو مقامها، ومكانتها عند الله ورسوله إذ أنها المقياس لرضا الله وغضبه، وبالتالي لدخول الجنة أو النار إذا كانوا معتقدين بالحساب والعقاب فعلاً.

ولذا يروي الدينوري روايته فيقول ربما ليُبرر ما تقدم من أعمال القوم الإرهابية المخزية لهم: “قال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعاً، فاستأذنا على فاطمة، فلم تأذن لهما، فأتيا علياً فكلَّماه، فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها، حوَّلت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها، فلم ترد عليهما السلام، (ورد السلام واجب فلماذا لم ترد السلام ابنة مشرِّع السلام؟

وَقَالاَ: اِرْضَيْ عَنَّا رَضِيَ اَللَّهُ عَنْكِ، فَقَالَتْ: مَا دَعَاكُمَا إِلَى هَذَا؟ فَقَالاَ: اِعْتَرَفْنَا بِالْإِسَاءَةِ وَرَجَوْنَا أَنْ تَعْفِي عَنَّا وَتُخْرِجِي سَخِيمَتَكِ، فَقَالَتْ: فَإِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا أَسْأَلُكُمَا عَنْهُ فَإِنِّي لاَ أَسْأَلُكُمَا عَنْ أَمْرٍ إِلاَّ وَأَنَا عَارِفَةٌ بِأَنَّكُمَا تَعْلَمَانِهِ فَإِنْ صَدَقْتُمَا عَلِمْتُ أَنَّكُمَا صَادِقَانِ فِي مَجِيئِكُمَا، قَالاَ: سَلِي عَمَّا بَدَا لَكِ.

“فقالت: أ رأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله، صلى الله عليه وآله، تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم. فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمَنْ أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومَنْ أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومَنْ أسخط فاطمة فقد أسخطني؟

⭐ فهما يعرفان عظيم الجرم، وكبير الذنب والمعصية التي اقترفاها بحق سيدة النساء فاطمة، عليها السلام، ولذا وجدتها فرصة لتأخذ الاعتراف منهما بحديث سمعاه من رسول الله، صلى الله عليه وآله

قالا: نعم سمعناه من رسول الله، صلى الله عليه وآله، قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيتُ النبي لأشكونكما إليه، فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، وهي تقول: والله لأدعونَّ الله عليكَ في كل صلاة أُصليها، وخرج باكياً فاجتمع إليه الناس، فقال لهم: يبيتُ كل رجل منكم معانقاً حليلته، مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي”.

قَالَتْ: نَشَدْتُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ سَمِعْتُمَا رَسُولَ اَللَّهِ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يَقُولُ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي؟ قَالاَ: نَعَمْ؛ فَرَفَعَتْ يَدَهَا إِلَى اَلسَّمَاءِ فَقَالَتْ: اَللَّهُمَّ إِنَّهُمَا قَدْ آذَيَانِي فَأَنَا أَشْكُوهُمَا إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ لاَ وَاَللَّهِ لاَ أَرْضَى عَنْكُمَا أَبَداً حَتَّى أَلْقَى أَبِي رَسُولَ اَللَّهِ وَأُخْبِرَهُ بِمَا صَنَعْتُمَا فَيَكُونَ هُوَ اَلْحَاكِمَ فِيكُمَا، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا أَبُو بَكْرٍ بِالْوَيْلِ وَاَلثُّبُورِ وَجَزِعَ جَزَعاً شَدِيداً فَقَالَ عُمَرُ: تَجْزَعُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اَللَّهِ مِنْ قَوْلِ اِمْرَأَةٍ.

فهما يعرفان عظيم الجرم، وكبير الذنب والمعصية التي اقترفاها بحق سيدة النساء فاطمة، عليها السلام، ولذا وجدتها فرصة لتأخذ الاعتراف منهما بحديث سمعاه من رسول الله، صلى الله عليه وآله، قبل أن ينكراه كما أنكر ابن الحطاب حديث الأخوة من أصل وأخوه بن أبي قحافة يقول لها: (وأخا إلفك دون الرجال)، ولكن الرجل لا ينظر إلا للسلطة والحكم والكرسي والغاية عنده تبرر الوسيلة فأي شيء يهون ويسهل في سبيل الوصول إلى الحكم، حتى لو كانت فاطمة، وعلي والحسنان وزينب فليحرقهم جميعاً إذا لم يعطِه عليٌّ البيعة على ذلك، ولذا هنا تراه ينظر إلى فاطمة، عليها السلام، كأي امرأة من نساء قريش فيرد شهادة أم أيمن لأنها أعجمية، وقول فاطمة لأنها امرأة.

  • فاطمة وجهاد حتى الشهادة

هكذا نعرف كيف تدرجت سيدة النساء، عليها السلام، في مواقفها الجهادية البطولية في وجه السلطات الحاكمة الجائرة التي راحت تصعِّد من مواقفها تجاه أهل البيت، عليهم السلام، حيث صدرت الأوامر بالحرب الاقتصادية والتجويع والحاجة إلى لقمة العيش، فصادروا الأموال المنقولة وغير المنقولة والأراضي وكل شيء، بحديث اخترعاه أو حوَّراه لصالحهما وهو قول أبو بكر: لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، فخالفوا القرآن وآياته، والسُّنة النبوية ورواياتها، والعادات العربية وأعرافها، وطلبوا من فاطمة بيِّنة – وا أسفاه، بل واغوثاه أن يطلبا منها البيِّنة – فأقامتها بشهادة أمير المؤمنين، عليها السلام، والحسنان وأم أيمن، فردَّ عمر الشهود بقوله: لاَ تُقْبَلُ شَهَادَةُ اِمْرَأَةٍ عَجَمِيَّةٍ لاَ تُفْصِحُ، وَأَمَّا عَلِيٌّ فَيَحُوزُ اَلنَّارَ إِلَى قُرْصِهِ، فَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ، عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ، وَقَدْ جَرَعَهَا مِنَ اَلْغَيْظِ مَا لاَ يُوصَفُ فَمَرِضَتْ، وا أسفاه أن يكون حذيفة بن اليمان ذو شهادتين، ويُطلب من فاطمة الشهود، وتردُّ شهادة أمير المؤمنين، عليه السلام،، ونذكر صوراً ومواقف خالدة لها، عليه السلام:

1- اعتزالها في بيت الأحزان

 حيث لم يُطق القوم كثرة بكاءها على أبيها، فاشتكوا ذلك لأمير المؤمنين، عليه السلام، فبنى لها بيتاً للأحزان خارج المدينة، حيث كانت عنده أراكة تستظل بها وتبكي وتندب ولكن الرجل القرشي قطعها أيضاً حتى لا تستظل بها، فلم يكتفوا بطردها خارج المدينة بل قطعوا الشجرة، فأي معاملة حسنة لاقت سيدة النساء من رجال قريش وسلطتهم التي تدَّعي أنها خلافة راشدة لرسول الله؟ وأي احترام وتقدير ومحبة وتعاطف كان معها من صحابة أبيها رسول الله، وهي وحيدته وبضعته وروحه التي بين جنبيه؟

2- الخطبة الفدكية

لما رأت سيدة النساء أن القوم ماضون في عنادهم وحربهم عليها فقامت رغم مرضها وجراحها وأحزانها، وآلامها منهم وذهبت بلمَّة من حفدتها ونساء قومها إلى المسجد النبوي الشريف حيث اجتماع المسلمين من المهاجرين والأنصار وخطبت خطبتها الفدكية التي عقم التاريخ لمرأة أن تفوه بمثلها، وأقامت عليهم جميعاً، بل على المسلمين والتاريخ البشرية كله الحجة، وأظهرت حقيقة القوم، وجهلهم بأبسط شرائع الدِّين وأنها جزء لا يتجزأ من هذه الرسالة وهذا الدِّين العظيم، بفقهها وفهمها وحفظها لآيات القرآن وإدراكها لمقاصد الشريعة وأصول الدِّين والأحكام كلها.

⭐ يجب أن نكتب ونعلن الحقائق الواضحة كما هي بلا خوف من الدُّرة العمرية، ولا سيف الخليفة المسلول على المعارضين لأننا لا غاية لنا ولا هدف من ذلك إلا معرفة الحق وعدم كتمان الحقيقة التي جرت حتى تهتدي الأمة

ومازالت كلماتها كالسوط اللاهب على ظهر الخليفة الظالم وهي تقول: (أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعَلُ ما أفْعَلُ شَطَطاً.. إلى أن تقول: يَا ابْنَ أبي قُحافَةَ! أ في كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وَلا أَرِثَ أَبِي؟

وبعد استشهادها بآيات قرآنية تقول، عليها السلام: فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً، تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَالزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ يخسَرُ المبطلون.

3- الخطبة في نساء الأنصار

لم يقبل القوم منها حججها القاطعة، وبراهينها المانعة، لأنهم اتخذوا القرار الحاسم بالعداء ولن يتراجعوا عنه مهما كانت البيِّنات، ولذا لم تكتفِ سيدة النساء ، عليه السلام، بالخطبة الفدكية العامة في المسجد النبوي بل عندما وقعت أسيرة مرضها الذي أوقها به القوم من حيث الحزن، والأسى، والحرب التي شنوه عليها، فصارت طريحة الفراش، وشعر المهاجرون والأنصار بظلمهم لها بتقاعسهم عن نُصرتها، فأرسلوا نساءهم لزيارتها وعيادتها في مرضها، فخطبت بهن خطبة عجيبة من حيث القوة والبلاغة والبيان والوقع والتأثير، وألهبت أحاسيسهن ومشاعرهن بتلك الكلمات الخالدات حيث قالت: “أَصْبَحْتُ وَاللهِ عائِفَةً لِدُنْیاکُنَّ، قالِیَةً لِرِجالِکُنَّ، لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ اَنْ عَجَمْتُهُمْ وَشَنَأْتُهُمْ بَعْدَ اَنْ سَبَرْتُهُمْ.. فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ، وَاللَّعِبِ بَعْدَ الْجِدِّ، وَقَرْعِ الصَّفاةِ، وَصَدْعِ الْقَناةِ، وَخَطَلِ الاْراءِ، وَزَلَلِ الاَهْواءِ، وَ(لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَیْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ)، لا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَها وَحَمَّلْتُهُمْ اَوْقَتَها وَشَنَنْتُ عَلَیْهِمْ عارَها.. وَیْحَهُمْ اَنّى زَعْزَعُوها عَنْ رَواسِی الرِّسالَةِ وَقَواعِدِ النُّبُوَّةِ وَالدَّلالَةِ، وَمَهْبِطِ الرُّوحِ الاَمِینَ وَالمطّلعِینِ بِأُمُورِ الدُّنْیا وَالدِّینِ (أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِینُ)، وَمَا الَّذِی نَقِمُوا مِنْ اَبِی الْحَسَنِ، علیه السلام؟ نَقَمُوا مِنْهُ وَاللهِ نَکِیرَ سَیْفِهِ، وَقِلَّةَ مُبالاتِهِ بِحَتْفِهِ، وَشِدَّةَ وَطْأَتِهِ، وَنَكالَ وَقْعَتِهِ، وَتَنَمُّرَهُ فِی ذاتِ اللهِ”.

وقال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها، عليها السّلام، على رجالهنّ؛ فجاء إليها قوم من المهاجرين والأنصار متعذرين، وقالوا: يا سيّدة النساء، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر قبل أن يبرم العهد، ويحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره، فقالت، عليها السّلام: “إِلَيكُمْ عَنِّي فَلَا عُذرَ بَعدَ تَعذِيرِكُم، وَلَا أَمرَ بَعدَ تَقصِيرِكُم”.

⭐ فاطمة الزهراء، عليها السلام، رفعت راية الجهاد السلمي، ورفع القوم في وجهها الشريف كل أنواع الإرهاب السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي بما فعلوه بها

 لا شيء يُنقم على أبي الحسن علي، عليه السلام، إلا ولايته، وإمامته، ووصايته من رسول الله، وأمانته التي ائتُمن عليها في هذه الأمة بأن يحفظ لها دينها، وبيضتها، ووجودها واستمراريتها مهما كانت التضحيات فكانت أولى الضحايا زوجته وقرينته وحبيبته سيدة النساء فاطمة الزهراء، عليها السلام، التي أصرَّت على موقفها وجهادها في سبيل إحقاق الحق إلى أن استشهدت، عليها السلام.

4- وصيتها العجيبة الخالدة.

وأعظم ما فيها تجاه القوم والأمة وأجيال الإنسانية ثلاثة وصايا أساسية ليت الأمة فقهتها وهي:

1-أن يُعفى مكان قبرها حتى لا يُعلم فهو مجهول إلى الآن وسيبقى إلى اليوم الموعود.

2-أن تُدفن ليلاً ولا يؤذن لكل رجال السلطة وأتباعهم بزمان ومكان دفنها.

3-ألَّا يُشارك في جنازتها والصلاة عليها كل مَنْ ظلمها وغضبت عليه، فحرمتهم من حضور جنازتها، والصلاة عليها، كصرخة واضحة لغضبها عليهم مهما حاول أزلامهم وأبواقهم أن يفبركوا ويدجِّلوا، ويكذبوا (بأنهما استرضياها حتى رضيت) فكيف رضيت، ولم تأذن بحضورهم جنازتها، أو معرفتهم مكان قبرها حتى يزوروها؟ بل هي علامة، وإشارة واضحة عن سخطها عليهم.

  • نتيجة وحقائق

هكذا نقرأ ويجب أن نكتب ونعلن الحقائق الواضحة كما هي بلا خوف من الدُّرة العمرية، ولا سيف الخليفة المسلول على المعارضين لأننا لا غاية لنا ولا هدف من ذلك إلا معرفة الحق وعدم كتمان الحقيقة التي جرت حتى تهتدي الأمة وترجع عن ضلالها وغيِّها، وقد سمعتُ حكاية لطيفة ومحزنة من أحد علماء الشام، يقول: جرى عندنا في حيٍّ من أحياء دمشق الذي كنتُ أسكن فيه قصة عجيبة مع إمام مسجدها حيث قال له بعض الشباب: شيخنا لماذا كل خطبك عن الصحابة وأم المؤمنين عائشة، فلماذا لا تحكي لنا عن فاطمة الزهراء وهي بنت النبي؟ فضحك وقال لهم: أتريدون أن يتشيَّع الناس”، هكذا يخافون أن يذكروا فاطمة ، عليه السلام، وفضائلها على منابرهم ليقينهم أن الناس سيتشيعون لها، ويلتحقون بركبها المبارك، وسيهجرون رجال الخلافة والحكم والسلطة لأن الناس تبحث عن الدِّين والنجاة من النار.. لأن الناس إذا عرفوا فاطمة ، عليه السلام، والظلم الذي جرى عليها سيلتحقون بأهل البيت ، عليه السلام، ويتركون الزمرة الانقلابة الظالمة، والحكومة القرشية الجائرة، وعليه فما علينا في مثل هذه المؤتمرات إلا أن نقول كلمة الحق، ونجهر بها عالياً، لعل الأمة تصحوا من غفلتها، وتؤوب إلى ربها، وعليه:

1- فاطمة الزهراء، عليها السلام، ليس عليها جهاد إلا أنها جاهدت حتى استشهدت في سبيل الله.

2-فاطمة الزهراء، عليها السلام، ليست كبقية النساء بل هي سيدة النساء وحوراء إنسية جاء عنصرها من الجنة وليس من الأرض.

3- فاطمة طاهرة مطهرة، وصادقة مصدقة فمَنْ يشك في ذلك فيراجع نفسه وإيمانه لا أن يكون كما فعلت رجال السلطة حيث طالبوها بالبينة ورفضوها أيضاً، وهم عليهم البينة لا عليها.

4- فاطمة الزهراء، عليها السلام، رفعت راية الجهاد السلمي، ورفع القوم في وجهها الشريف كل أنواع الإرهاب السياسي والاقتصادي وحتى الاجتماعي بما فعلوه بها.

5- فاطمة الزهراء، عليها السلام، غنية عن القوم والأمة فهي ملكة يوم القيامة ومن أراد الله عليه أن يبحث عن رضا فاطمة لا عن رضا الحكام ورجال السلطة، مهما كان شأنهم.

6- فاطمة، عليها السلام، هي القدوة والأسوة للرجال والنساء على حدٍّ سواء فلنقدِّم سيرتها ونحللها ونستفيد منها دروساً وعبراً نترجمها عملياً في حياتنا اليومية وفي أسرنا ومجتمعاتنا الإسلامية.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا