تربیة و تعلیم

طريقة التعليم المصغّر في التدريس

في مجال التربية والتعليم أتجه المنهج التعليمي بشكل عام باتجاه التعليم الذاتي أو التعليم الذي يحقق فردانية المتعلم أو بتصغير الموقف التعليمي، وبناء على ذلك وجد من المناهج ما هو يركز على المادة التدريسية، أي بمعنى طبيعة صياغة المواد التدريسية بالشكل الذي يضمن تعلّماً نشطاً.

 ووفقاً لذلك وضع ما يسمى بالحقائب التعليمية وكذلك الوحدات التعليمية، وأيضا هنالك منهج ما هو يركز على المتعلم ويجعل منه محوراً للعملية التعليمية، الأمر الذي ظهر من خلاله ما يسمى بالتعلم من خلال لعب الأدوار، وكذلك التعلم التعاوني وغيرها من الأنماط التعليمية.

 فالتركيز من خلال الموقف التعليمي على جعل التعلّم مركزاً على المتعلم هو ما يمثل الاتجاه الحديث الذي يسعى اليه البُناة والقائمين على المنهج التعليمي، على اعتبار ان المعارف والمعلومات التي يكتسبها المتعلم يتعامل معها تعاملا مباشراً من خلال طرق الاستكشاف، والاستقصاء، والتجريب في حل المشكلات والمشروعات فيكون ما يتعلمه ابلغ في الانتقال والتدريب والتطبيق.

📌 طريقة التدريس المصغر تستعمل بصورة رئيسية في  التدريب على أداء مهارة تعليمية يؤديها المتعلّم، وخصوصا الذي يتدرب على مهنة التدريس

 ومن الطرق التدريسية التي شدّدت على ذلك الموقف التعليمي الذي يتعلق بنشاط المتعلم هي طريقة التدريس العليم  المصغر، وبالنظر الى واقع التدريس أو التعليم بشكل عام في مدارسنا، نجد ان الإمكانيات المادية والبشرية تحد من استثمار هكذا طرق تدريسية مهمة، علماً ان استثمارها ليس صعبا أذا ما اهتمت التربية والتعليم بهذا الجانب، الذي يضمن زيادة في عدد المدارس، وكذلك مراجعة وإدارة تنظيم الوقت والحصص الذي يتبناها المنهج التعليمي السائد، وهذا من جهة الإمكانيات على ابسط تقدير بالنسبة الى هذه الطريقة التدريسية، أما كخطوات إجرائية للقيام بها أو  توظيفها خلال موقف تعليمي، فيمكن أن نقف عنده ونحيط به إحاطة كاملة بعد التوقف أو المعرفة بمفهوم التعليم المصغر كطريقة تدريسية  من الطرق التي يمكن ان تسهم في نجاح المواقف التعليمية التي تناسب ذلك.

  • مفهوم التدريس المصغّر

طريقة التدريس المصغر تستعمل بصورة رئيسية في  التدريب على أداء مهارة تعليمية يؤديها المتعلّم، وخصوصا الذي يتدرب على مهنة التدريس، وبدلاً من ان يقوم المتعلم أو المعلم بشرح أو توضيح عدة أفكار، ومفاهيم ومهارات، كما يجري في الحصة التدريسية الاعتيادية، فإنه يقتصر على طرح فكرة واحدة أو جزء من موضوع.

 إن أهم ما في التدريس المصغر هو انه لا يدفع المعلم المتدرب دفعة واحدة في خضم العملية التدريسية المعقدة، بل يسير به خطوة حتى يستوعب كل جزء أو عنصر في العملية، ويصبح قادراً على إدارة الصف أدارة جيدة، وقد شاع استعمال التدريس المصغر في  التدريب على التدريس في مجال الاعداد والتدريب.

 حيث ثبت فاعليته وقد ظهرت هذه الطريقة لتلافي القصور الواضح في الطرق التقليدية في التدريب على التدريس، وذلك باللجوء الى البحث في الموقف التدريبي وتحليله الى مهارات عديدة، ومن ثم التدريب على كل منها بتركيز وعلى حده  للوصول الى إتقانها واعتمادها كجزء من سلوك المعلم خلال ممارسته التدريس  في المستقبل.

  • تعريف التعليم المصغر

هو مزيج من نظام إدراكي لتحديد المهارات التعليمية بصورة دقيقة مع استخدام التغذية الراجعة التي يوفرها استخدام الأجهزة التقنية (كالفيديو) أو التسجيل السمعي.

وكذلك عرف التعليم المصغر على انه إجراءات تعليمية تختصر الوضع التعليمي الى وضع مبسط مسيطر عليه وذلك من خلال التدريب على مهارة واحدة.

  • مبادئ التعليم المصغر
  1. إنه تعليم حقيقي يؤدي الى إتقان المهارة التعليمية .
  2. يبسط عملية التدريس ويتحكم بها.
  3. التركيز على مهارة واحدة من مهارات التدريس.
  4. يفتح فرصة أفضل الى تدريب الطالب (المعلم) والمعلم.
  5. يعتمد اعتماداً كبيراً على التغذية الراجعة في أدراك نواحي القوة والضعف في الدرس.
  6. 6-    أنه تعليم مصغر في مادته ووقته وعدد طلابه.
  7. يخفض تعقيدات التعليم الاعتيادي.
  8. ليس تعليما تقليديا اعتياديا يقدمه معلم الصف.
  • عناصر التعليم المصغر
  1. تحديد المهارات التعليمية المراد تعلمها مثل المهارات الاتية:
  2. التمهيد للدرس
  3. طرح الأسئلة
  4. تنويع المثيرات خلال الدرس
  5. ملخص الدرس
  6. تفاعل المعلم مع الطلاب
  7. تفريد التعليم
  8. التفاعل اللفظي
  9. مناقشة مشكلة جدلية.
  10. حيوية المعلم في مجال (تنويع الوسائل، تنويع الإشارات، تنقلات المعلم غي الصف، فترات الكلام والصمت، نبرات الصوت…)، أي تعلم مهارة واحدة.
  11. تسمية الأستاذ المشرف أو المرشد ومؤهلاته التعليمية.
  12. النماذج: وهي عناصر التعليم المصغر مسجلة على (فيديو) لمهارات تعليمية محددة ومنفذة لاطلاع عليها.
  13. تخطيط الدرس
  14. تحديد طلاب أو صفوف التعليم المصغر.
  15. تجهيزات المختبر (أذا كانت المهارة في مجال العلوم)
  16. التسجيل المرئي أو الصوتي.
  • خطوات التدريس المصغر:
  1. يقوم “المتعلّم او المعلّم” بالتعرف على المهارة المطلوب التدريب عليها مع المشرف بصورة مكتوبة او مسجلة على شريط فيديو”نموذج المهارة”.
  2. يبدأ المتعلم بتحضير الدرس موضحا الاهداف والمحتوى والطريقة.
  3. يبدأ المتعلم التدريس الفعلي ويسجل الدرس بواسطة الكاميرات الفيديو.
  4. تبدأ عملية التقويم بواسطة المشرف، مستخدماً في ذلك استمارة ملاحظة يوحي فيها جوانب القوة والضعف في أداء المهارة المطلوب التدريب عليها. وبعد انتهاء التدريس تُسلّم الاستمارة الى المتعلم للاطلاع عليها.
  5. تبدأ التغذية الراجعة بعد الانتهاء من الدرس مباشرة وتستمر عشر دقائق وتتخذ الإشكال الآتية:
  6. أما ان يعاد الشريط على المتعلم ثم يناقش المشرف مظاهر القوة والضعف وفي هذه الحالة يمكن أن يشترك زملاء المتعلم في عملية النقد.
  7. أو ما أن يتم التقويم ذاتيا كان يقوم المتعلم بإعادة شريط الفيديو ليعرف نواحي قوته وضعفه.
  8. يعطى المتعلم خمس عشر دقيقة بعد انتهاء التغذية الراجعة لمراجعة درسه وإعادة تخطيطه.
  9. يبدأ المتعلم بالتدريس مرة أخرى على مجموعة أخرى من المتعلمين لمدة خمسة دقائق ويتم التسجيل أيضا بواسطة كاميرات الفيديو.
  10. تبدأ التغذية الراجعة للمرة الثانية وتستمر مدة عشر دقائق، وهكذا يستغرق المتعلم في مدة التدريب الواحدة (45) دقيقة.

ومما تقدم يظهر لنا أن التعليم المصغر عملية غير مصطنعة، اي بمعنى  عملية تعلّم حقيقي يضم كل مكونات الموقف التدريسي، إلا ان المعلم والمتعلمين في وضع تدريبي الغاية منه الوصل الى الأسلوب الأمثل في التدريس.

 فضلا عن أنها عملية مضمونة النتائج الى حد كبير، وأنها لا تقتصر على المعلمين المبتدئتين فقط، بل يشمل المعلمين القدامى بفوائده وبخاصة الذين يحتاجون الى مراجعة ذواتهم باستمرار من ناحية، واكتساب المستحدث من الأساليب التربوية من ناحية أخرى.

📌 التعليم المصغر يمكن من خلاله إحراز مهارات تعليمية عديدة بوقت قصير

 كما ان التعليم المصغر يمكن من خلاله إحراز مهارات تعليمية عديدة بوقت قصير، ولا يفوتنا ذكر ما يمكن ان تستثمر به هكذا طريقة من التعليم باعتبارها وسيلةً لمواجهة تحديات العصر وبما يتسم  به من انفجار معرفي، شمل كافة مجالات الحياة كونها طريقة يمكن ان نقدم بها ما يمكن تقديمه بشكل مهارات مجزئة، لاسيما وأن العاملين في مجال التربية والتعليم يؤكدون على تحليل المهارة الى أجزائها، من اجل تعلمها بشكل أقل، ومن هنا ندعو المعلمين وكل القائمين على التعليم بمراحله المختلفة، ان يتقنوا هكذا طريقة تدريسية باعتبارها برنامج مصغر سهل التطبيق أو يمكن تأديته بما يعود بالنفع الى المتعلمين.

  • المصادر
  1. التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة ” المألوف والمستحدث” ، دار الحوراء ، بغداد ، العراق، 2010.
  2. الكناني ماجد نافع والكتاني فراس علي، طرائق تدريس التربية الفنية،ثائر جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة، بيروت- لبنان، 2012.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا