مناسبات

العيد وثقافة الاحتفال

يُعد العيد بابٌ من أبواب الرحمة الإلهية، لأنه ينشر الفرح والبهجة السرور في النفوس، خصوصاً إذا كان هذا العيد هو عيد الفطر لخصوصيتهِ الفريدة و روحانيتهِ العالية لدى المؤمنين، إذ هو حصيلة أيام عبادية مباركة، لذا اتقان الممارسة الصحيحة لهذه الأيام الروحانية في العيد من المفترض أن تتناسب مع شهر الطاعة والغفران، لأن بركة عيد الفطر وأهميته جاءت من خلال بركة شهر رمضان، والمفاهيم التي يحملها العقل الاجتماعي، والعادات والتقاليد الصالحة التي يمارسها المؤمنون تحمل آفاقاً واسعة، ودلائل شرعية عميقة، إذ المسلمون فيه مجتمعون يسألون الله حوائجهم، كما يعبر عن ذلك الإمام زين العابدين، عليه السلام، في دعاء عيد الأضحى، وما يحدث فيه من التزاور بين الأهل والتواصل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، والمسامحة والعفو وكظم الغيظ، وكل ما هو خُلُق إسلامي رفيع يحقق ذلك الكثير من الآثار الطيبة داخل النسيج الاجتماعي ويعمل على تقوية الأواصر، وإشاعة روح المحبة والتعاون على الخير قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، (سورة المائدة، الآية 2).

📌 للعيد ثقافة يلزم علينا الإلتزام بها وممارستها على أرض الواقع، وهي الثقافة القرآنية الأصيلة، وضرورة الابتعاد عن الثقافات الدخيلة التي لا تتناسب وثقافتنا كمسلمين

وكل ما ذُكر أعلاه يُعدُ من مصاديق أعمال البر، إذاً؛ للعيد ثقافة يلزم علينا الإلتزام بها وممارستها على أرض الواقع، وهي الثقافة القرآنية الأصيلة، وضرورة الابتعاد عن الثقافات الدخيلة التي لا تتناسب وثقافتنا كمسلمين، ولا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا الطيبة، فلو ادركنا ثمرة العيد و أبعاده الاجتماعية لعلمنا أن له قيم وآداب تسمو بالإنسان إلى آفاق واسعة ورحبه في عالم الإنسانية وتحقيق الذات وإثبات الوجود.

📌 ما أكثر القيم التي يزخرُ بها هذا اليوم (العيد)؛ كالتسامح والمحبة والألفة والمودة والرحمة والعطف والتعاون، وما لها من آثار كبيرة تدعو إلى تقوية الرباط العائلي

و لو التفتنا إلى أهمية هذه المفاهيم، و ركزنا على مدلولاتها وآثارها، ونظرنا إلى واقعنا المعاصر لعلمنا كم نحنُ بحاجة إلى امتلاك ثقافة ترفع من إنسانيتنا في عالم بات يشكو من غياب الإنسانية، وكم نحنُ بحاجة إلى ما يحقق ذاتنا ونثبت بهِ وجودنا لنكون مُأثرين في الواقع؛ جديّين في تحقيق اهدافنا المشروعة، وما أكثر القيم التي يزخرُ بها هذا اليوم (العيد)؛ كالتسامح والمحبة والألفة والمودة والرحمة والعطف والتعاون، وما لها من آثار كبيرة تدعو إلى تقوية الرباط العائلي، وتثبّت من تماسكه، وما تخلقه في المجتمع من الإصرار والعزيمة على تجاوز العقبات، وتحقيق الأمن والاحترام المتبادل وحُسن النية للنهوض بالواقع الاجتماعي من خلال هذه المفاهيم الأخلاقية وآثارها الكبيرة، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، فالكل يطمح أن تكون له عائلة سعيدة وأصدقاء طيبون ومجتمع واعي  يتحمل المسؤولية بكل ثقة و صدق وأمانة، وتحقيق ذلك مرهون بإستغلال اللحظة المناسبة، وتهيئة الظروف الملائمة وتذليل العقبات، وإزالة الموانع لإجل حُسن الاستغلال، والعيد أحد أفضل الفرص وأثمنها وأرقاها لتحقيق هذه الغايات السامية، والقيم النبيلة والمفاهيم الأخلاقية للمجتمع الصالح، ليكون الاحتفال بعيد الفطر هو احتفالٌ وفرحةٌ اجتماعيةٌ هادفةٌ تطمحُ إلى مكتسباتٍ ذات قيمة إنسانية عالية وبُعد قرآني أصيل .

عن المؤلف

حيدر الرماحي

اترك تعليقا