بيئة وصحة عامة

صحتُنا بين خضرة الاشجار و رائحة حرق النفايات

نستقبل هذه الايام اشهر الربيع بعد انقضاء شهر شباط، حيث الجو المعتدل البارد نوعاً ما، وفيه تتفح الإزهار، وتخضر الأراضي الخصبة والاشجار ما يضيف للجو عَبقاً ونشوةً يبعث في النفس الارتياح، وللعين والعقل الشعور بالهدوء والسكينة.

وفي تقرير لها، أشارت قناة (RT) الروسية الى الآثار الايجابية للأشجار والمساحات الخضراء على صحة الانسان، حيث أشار علماء في معهد الوقاية الصحية في المملكة المتحدة أن الاشجار لها فعل وتأثير على صحة الانسان الجسدية، إضافة الى الصحة النفسية، وتخلصه من الاضطرابات النفسية، وتساعد الشخص على الشعور بالراحة وتعديل المزاج، كما اشارت الى أهمية تجوال الفرد بين الاشجار والحدائق بين فترة واخرى لتحسين نفسية الفرد، ومن ثمّ التأثير الايجابي على جهاز المناعة ضد الامراض، اضافة الى الدور المباشر في المساعدة على التركيز الذهني، لاسيما ما يتعلق بالدراسة.

  • الإسلام والبيئة

لا نغفل عن ارشادات الاسلام، و وصايا الرسول الأكرم، والأئمة المعصومين، عليهم السلام، في فضل الزراعة وغرس الاشجار والنباتات، كما جسّد هذا المعنى، أمير المؤمنين، عليه السلام، عندما استثمر فترة ابتعاده عن الحكم طيلة خمسة وعشرين سنة لزراعة الاشجار والنخيل في المدينة، فحوّل منطقة صحراوية شاسعة من أرض جرداء الى بساتين غنّاء مخضرة صارت رصيداً مالياً ضخماً ورثه الإمامان؛ الحسن والحسين، والأئمة من بعدهم.

البعض يغفل عن ارشادات الاسلام، و وصايا الرسول الأكرم، والأئمة المعصومين، عليهم السلام، في فضل الزراعة وغرس الاشجار والنباتات، كما جسّد هذا المعنى، أمير المؤمنين، عليه السلام

اضافة الى الجانب الاقتصادي الذي يحثّ عليه الإسلام، فان لزراعة الاشجار فوائد صحية عظيمة أبرزها توفير الاوكسجين في الجو، وحماية البيئة من العواصف الترابية، فمن أهم طرق تثبيت التربة ومكافحة التصحّر؛ زراعة المناطق المحيطة بالمدن بالاشجار.

وبما لغرس الاشجار من فوائد ومنافع، علينا تشجيع زراعة الاشجار، لاسيما دائمة الخضرة لتوفر لنا الظل في فصل الصيف، وتقلل من حرارة الجو.

  • حرق النفايات.. المعوّل المخيف!

في مقابل هذه اللوحة الجميلة في مخيلتنا نلاحظ بعض الاشخاص يلتزمون بعادة غريبة في الاحياء السكنية، وهي؛ حرق نفاياتهم بالقرب من بيوتهم! مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة والغازات الخطيرة والسامة.

يتصور البعض أن حرق النفايات يمثل حلاً بالنسبة له للتخلص من النفايات المكدسة والمهملة من قبل المعنيين في قسم النظافة بالبلدية، بيد أنهم يتغافلون عن نتيجة أسوء وأخطر تتولد لهم ولعامة الناس من صغار وكبار ونساء، لاسيما من يعانون مشاكل في التنفس، فحسب الدراسات العلمية فان حرق النفايات يولّد غازات سامة وخطيرة منها؛ غاز “الدوكسين”، وهو يعد من أخطر انواع الغازات على صحة الانسان.

أشار علماء في معهد الوقاية الصحية في المملكة المتحدة أن الاشجار لها فعل وتأثير على صحة الانسان الجسدية، إضافة الى الصحة النفسية، وتخلصه من الاضطرابات النفسية

 وقد أجرت منظمة الصحة العالمية تحقيقاً ثبت فيه خطورة هذا الغاز على البشر، ومن أهم مصادره؛ حريق الغابات، وانفجار البراكين، وايضاً؛ حرق النفايات، حيث يترك هذا النوع من الغاز آثاره المباشرة على الجلد والرئتين، ويزيد في نسبة الاصابة بسرطان الجلد والرئتين لانه يعد من المركبات الكيمياوية سهلة الامتصاص من قبل الانسجة الدهنية في الجسم، مما يؤدي الى بقائها في الجسم بين سبعة الى أحد عشر سنة.

وقد رصد التحقيق أثراً خطيراً آخر وهو؛ التأثير المباشر على الجهاز المناعي في الجسم، والأخطر منه؛ التسبب في العقم، حيث يؤثر على نسبة الهرمونات، ما يؤدي الى اختلال في مستوياتها وأخيراً الاصابة بالعقم.

ونظراً على هذه الاضرار الكبيرة، وهذا جزءٌ منها، يتعين على افراد المجتمع، ولاسيما الشريحة الواعية والمتعلمة، نشر الوعي بين الناس بخطورة حرق النفايات، والتوضيح بان هذا العمل ليس الطريقة المناسبة للتخلص من النفايات مهما كانت الاسباب، إنما حل هذه القضية بسياقاتها الصحيحة والمعمول بها، فليس من المعقول معالجة خطأ ترتكبه دائرة معينة في الدولة بعمل يؤدي الى مخاطر صحية كبيرة يدفع ثمنها الناس في صحة أبنائهم.

عن المؤلف

زهراء محمد علي جواد - بكالوريوس طب وجراحة بيطرية

1 تعليق

اترك تعليقا