الأخبار

السلطات السعودية تلجأ الى هدم مساجد الشيعة في القطيف ومناطق اخرى بحجة توسيع الشوارع

الهدى – متابعات

كشفت مصادر مطلعة الخطة القادمة في مسلسل التدمير الذي تنتهجه السعودية في القطيف سيكون باستهداف عدد من الأماكن العبادية في بلدة الأوجام، وتحديداً “مسجد الإمام علي، مسجد الديرة، مسجد القائم، حسينية العاشور، حسينية الناصر، حسينية السنان، وحسينية أخرى للنساء.
وبررت السلطات السعودية هذه الحملة المحمومة والتي سشمل عشرات المنازل في عدد من الأحياء الآمنة، وفق تلك المصادر، بـ”توسيع الشوارع وتطوير شبكة الطرق”.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 هدمت السلطات السعودية جامع الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة العوامية وعرضت أرضه للبيع في مزاد علني، ما شكّل صدمة للأهالي، نظراً للرمزية التي يحملها هذا المسجد، إذ كان الشهيد الشيخ آية الله نمر باقر نمر يؤم المصلين ويلقي خطبه فيه، في استهداف واضح لتدمير واجتثاث كل معالم أو آثار تشير إلى ذكرى الشهيد الشيخ النمر.
والهدم الممنهج لا يقتصر على المساجد إنما يمتد ليشمل التراث العمراني بأكمله لدى الشيعة، بدءً من قلعة القطيف التي تعرضت للهدم بعد انتفاضة المحرم 1400هـ، مروراً بمجسم اللؤلؤة واستهداف مسجد المسألة، وجميعها من المعالم التي يحتضنها شارع الثورة في القطيف، وكل ذلك تحت زعم توسعة شارع الثورة، مكان انطلاقة الحراك الثوري المطلبي بالقطيف عام 2011.
جريمة موصوفة أخرى نفّذتها القوات السعودي بتاريخ 25 أبريل/ نيسان 2021 بإقدامها على هدم مسجد “العهد” بين بلدتي أمّ الحمام والملاحة غربي محافظة القطيف، وإطاحة منارته وقبته لتحوّله إلى ركام متناثر.
ويأتي ذلك ضمن حملة طائفية تعسفية ضد مساجد المنطقة، حيث تم تشييد مسجد “العهد” عام 2013 بتراخيص رسمية كاملة، ما يعني أن قرار الهدم غير مبرّر، لأن المسجد لم يُبن بشكلٍ مخالف.
وقد تمّ بناء المسجد من أموال التبرعات من قبل أهالي القطيف، وتم تثبيت وقفيته الإسلامية رسمياً في دائرة الأوقاف والمواريث.
وفي تعليق أحد المراقبين على الحدث أكد أن “الخطوة مرتبطة بحملة الهدم التي كانت قد بدأتها السلطات قبل أشهر بحجّة توسعة الطرقات وتطوير المنطقة، إلا أن الغايات الحقيقية للمشروع هي طمس وإزالة المعالم الدينية لا سيّما المساجد والحسينيات، ذات المكانة والدور المميز في المجتمع.
وممارسات السلطات السعودية ضد دور العبادة الشيعية ليست مستجدة ولو أنها أخذت تشتّد وتتوسع في السنوات الأخيرة، إذ سبق وأن أغلقت في يناير/ كانون الأول 2009 حسينية الحاج علي الخواجة في حي الكوت، بمدينة الهفوف، بأمر من محافظ الأحساء بدر بن جلوي.
كما قامت بإغلاق حسينية الزهراء (عليها السلام) بقرار صادر من محافظ الأحساء وأبلغت القائم على الحسينية الحاج أحمد حسين العاشور بأمر الإغلاق وتذرعت السلطات حينذاك بوجود حسينية أخرى في القرية لتبرير إغلاق حسينية الزهراء.
يشار إلى أن الإعتداءات على المساجد قد تتمثّل بأساليب أخرى، على غرار ما حصل عند إغلاق آخر مسجد للشيعة في مدينة الخبر في مايو/ أيار 28، 2019، والحال هذه في مدينة الدمام التي جرى فيها أيضاً إغلاق مساجد شيعية، فضلاً عن المداهمات المستمرة لدور العبادة واعتقال العلماء والرواديد، وبالأخص في أثناء إحياء عاشوراء من كل عام، وهي الفترة التي تتعرض فيها دور العبادة الشيعية للإعتداءات بشكلٍ مكثف.
ويرى مراقبون أن جرائم الإعتداء على المساجد والحسينيات في القطيف، تتصل مباشرةً بسياسة الإستهداف الطائفي الذي تنفذها السلطات السعودية عبر مخططات ووسائل متعددة، لا سيما عمليات استقطاع الأراضي والإستيلاء عليها، وتضمينها لمحافظات أخرى كالدمام والجبيل ورأس تنورة، أو منحها للأمراء وورثتهم، ما أدى لحرمان المنطقة من المشاريع الإنمائية وتقليص الأراضي والمساحات التي تحتاجها المحافظة للمخططات السكنية والمشاريع الخدمية والصحية والتعليمية الحديثة.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا