بيئة وصحة عامة

تعدَّد الدواء والداءُ واحدُ

خلق الله تعالى الانسان بأحسن تصوير كما ذكر في القرآن الكريم، وتميز كل شخص بميزات خلقية مختلفة عن الآخر وخير دليل هوالاعجاز الالهي بعدم تكرار البصمات منذ خلق البشرية الى انتهاء الحياة الدنيوية.

قد يتساءل البعض لماذا هناك احتمالات كثيرة لوسائل شفاء مرض واحد؟

حينما يبحث السائل عن علاج مرض معين عند اهل البيت، عليه السلام، فيدخل في محطة الحيرة لما يرى من تعدد الاحاديث الشريفة .

فمثلا ما ينفع لوجع الكبد:

 

  • لبن التين

عن الإمام الباقر عليه السلام في حزقيل النبي عليه السلام: خرجت قرحة على كبده فآذته فخشع لله وتذلل وقعد على الرماد، فأوحى الله إليه: أن خذ لبن التين فحكه على صدرك من خارج، ففعل فسكن عنه ذلك.

 

  • الفصد

عن محسن الوشاء: شكوت إلى أبي عبد الله، عليه السلام وجع الكبد، فدعا بالفاصد ففصدني من قدمي *، وقال: اشربوا الكاشم (1) لوجع الخاصرة(2).

من أهم أسباب تنوع الدواء هو تنوّع المسبب للداء وكذلك أختلاف استجابة الداء للدواء هذا وغيره  مايتوجب علينا اللجوء الى الطبيب وأعطاءه التاريخ المرضي الحقيقي كاملا .

لذا من الاخطاء الشائعة جدا في مجتمعنا هي ان يعالج المريض نفسه بعلاج مشابه لعلاج الاخرين، بل تشعر وكأنها تجارة أدوية على حساب الصحة، فأحد الاشخاص ذهب الى صيدلية واشترى منها علاجا كما أوصاه جاره اعتباطاً  .

لهذا في الوسط الطبي نعطي العلاج وفق شروط خاصة وتشخيص دقيق جدا لضمان صحة وسلامة المريض  .

———————————

  • فصَد المريضَ: شقّ عِرْقه، أخرج مقدارًا من دم وريده بقصد العلاج.
  • 1- الكَاشَم أو الكَاشِم (الاسم العلمي: Levisticum) جنس نباتي يتبع الفصيلة الخيمية.
  • 2- موسوعة الأحاديث الطبية – محمد الريشهري – ج ١ – الصفحة ٢٦٧

 

 

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا