الأخبار

السلطات السعودية تسجن رادودا حسينياً ومنظمة دولية تطالب بتحرير ناشطين تحتجزهم الرياض

بعد أكثر من شهر على اعتقاله، كشفت مصادر حقوقية عن نقل السلطات السعودية الرادود الحسيني الأحسائي محمد بو جبارة إلى سجن الدمام العام، حيث من المقرر أن تجري محاكمته مع ثمانية شبان آخرين، اعتقلوا في الرابع من أكتوبر الماضي إثر تصويره عملاً فنيا يحاكي مسيرة الأربعين الحسينية.
المحامي طه الحاجي في حديث مع “مرآة الجزيرة” تابعته مجلة الهدى، أكد أنه جرى نقل الرادود الحسيني الملا بو جبارة إلى السجن العام في الدمام، ومن المتوقع أن تجري محاكمة له والشبان المحتجزين معه، على خلفية العمل الفني “مسيرة العشق”.
ولفت المحامي الحاجي إلى أن الرادود الحسيني وجهت له اتهامات تتعلق برفع الرايات واللافتات الحسينية خلال تصوير العمل الفني وحشد تجمعات، أو ما يعرف بالتجمهر، إضافة إلى عدم الحصول على ترخيص قبل التصوير، علماً أن السلطة تجرم مختلف الأنشطة الدينية للشيعة وترفض الترخيص لها وترسيمها.
واعتبر مراقبون أن الاتهامات الثلاثة مجرد ذرائع تبرر بها السلطات تنفيذ سياستها الطائفية الانتقامية من أبناء المنطقة ومنعهم من ممارسة شعائرهم وأنشطتهم الدينية، بل إنها تحارب الأعمال الفنية من دون أي مبرر أو ذريعة تقف خلفها، خاصة وأن العمل الإبداعي الذي جرى تصويره في منطقة بعيدة عن السكان لم يعرقل الحياة العامة وكان المشاركون ملتزمون بمعايير السلامة العامة والإجراءات الاحترازية الخاصة بوباء كورونا.
يشار إلى أن الجهات الأمنية في “القطيف والأحساء” كانت قد استدعت الأحد الرابع من أكتوبر2020، الرادود الحسيني الملا محمد بو جبارة على أثر قيامه بتصوير عمل فني يحاكي مسيرة الأربعين إلى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وذلك في بر الأصفر في الأحساء.
في سياق مشابه، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان، يوم الاثنين 9 تشرين ثاني/ نوفمبر 2020، الدول الأعضاء في مجموعة الدول العشرين إلى “الضغط على السعودية لتحرير ناشطين تحتجزهم بشكل غير قانوني ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات سابقة”، وذلك قبل قمة افتراضية تعقدها المجموعة في المملكة في الشهر نفسه.
وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، في بيان، إن “رئاسة مجموعة العشرين منحت حكومة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان درجة غير مستحقة من الهيبة الدولية بالرغم من اعتدائها المستمر على الحريات”.
ودعت المنظمة، التي أطلقت حملة تستهدف قمة مجموعة الدول العشرين، إلى الإفراج غير المشروط عن نشطاء حقوق الإنسان السعوديين، بمن فيهم الناشطات: لجين الهذلول ونسيمة السادة ونوف عبد العزيز، إضافة إلى المدون، رائف بدوي، والصحافي صلاح حيدر، والمحامي الحقوقي وليد أبو الخير.
وتقول منظمات حقوقية مثل “العفو الدولية” إن معتقلات، إحداهن لجين الهذلول، وضعن في الحبس الانفرادي لشهور وتعرضن للإيذاء الجسدي بما في ذلك الصدمات الكهربائية والجلد والاعتداء.
وتسعى الرياض، بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة الدول العشرين التي تمثل الاقتصادات الكبرى في العالم، إلى استغلال رئاستها للمجموعة لتأكيد مزاعمها بالإصلاح أمام العالم، بعد الانتقادات من معظم الدول الغربية من مقتل الكاتب الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصليتها في إسطنبول، في تشرين أول/ أكتوبر 2020، واعتقال السلطات ناشطين في مجال حقوق المرأة، إضافة إلى العدوان المستمر على اليمن.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا