المرجع و الامة

الى متى يبقى النظام البائد شماعة لتبرير اوضاعنا السيئة؟!

دعا سماحة المرجع المدرسي – دام ظله – السياسيين والمسؤولين والنواب والكتل والاحزاب الى وضع حد للخلافات والمناكفات فيما …

دعا سماحة المرجع المدرسي – دام ظله – السياسيين والمسؤولين والنواب والكتل والاحزاب الى وضع حد للخلافات والمناكفات فيما بينهم، وأن يقدموا للشعب بدلا عن ذلك خططهم وبرامج عملهم الواضحة للمستقبل، ولبناء البلاد وحل ازماتها المتراكمة على اكثر من صعيد.
وقال سماحته في جانب من احدى كلماته الاسبوعية: «انت كسياسي وبرلماني ومسؤول، او تكتل او حزب او جماعة ما، تقول للناس:
أنا أفضل واكفأ… لا بأس، ما مضى من سنوات لن يعود ولا نناقشه هنا الآن، ولكن في الحاضر وللمستقبل هات الدليل على ماتقول وتدّعي. اتركوا هذه الاساليب والطرق السيئة من اثارة الحزبية والفئوية والأنانية، ومحاولات كسب التأييد بشراء الضمائر والذمم، بتوزيع الهدايا والمال والوعود الزائفة، فهي تضر ولا تنفع، هذه ليست ديمقراطية، بل تهاون واستهانة بها وضرب لأسسها، وبذلك تذهبون بالبلد الى دكتاتورية، او الى الفوضى، والى تكريس التخلف».
واضاف: «بدلا من ذلك على كل منكم أن يأتي ببرنامجه العملي الصادق والواضح، ويشرح ماذا يريد؟ وكيف سيطبقه وماهي آلياته ومداه، كيف سيعالج ويحل الازمات والمشاكل؟.. فلاتفكروا فقط في كيفية زيادة جني الأموال التي تأتي من النفط، بل فكروا قبل كل شيء في كيفية الاستفادة منها لبناء البلد وخدمة الشعب، وهذا هو العراق ووضعه كا ترونه الآن ازمات ومشاكل وكأنه بلد وشعب فقير لايملك أي ثروات ومقومات للنهوض والتقدم!؟ هكذا كان وما زال حتى الآن، هدر في الثروات والفرص وفشل في ادارتها وتوظيفها للنهوض والتقدم».
وتابع سماحته: «منذ عقود سابقة كانت هناك – مثلا ـ مشكلة الفيضانات في العراق، كان لدينا مشكلة وفرة المياه بكميات كبيرة جدا، لكن زراعتنا كانت متخلفة، والآن اصبحنا نعاني من مشكلة معاكسة وهي ندرة المياه، وزراعتنا متخلفة ايضا، لا نعرف متى تكون زراعتنا جيدة؟ يوم تكون لدينا وفرة مياه ام يوم تكون لدينا ندرة كما هو حالنا الأن؟! ففكروا وواجهوا المشاكل والازمات بخطط وبرامج علمية».
وفي هذا السياق قال سماحته: «ربنا يبين لنا بأنه – سبحانه – [هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ]، وهكذا استثمار نعم الله – تعالى- وفرص التقدم متاحة، كما فرص الهداية موجودة، ولكن كيف يكون حالنا اذا كانت ارضنا في تصحر مستمر ومتسع، وهذا الانسان منا او ذاك غير مستعد أن يذهب لاستصلاح ارض زراعية فضلا عن صحراء، فقد يكون مستعدا لأن يعمل عتالاً «يدفع عربة نقل» في الاسواق، ولا يذهب ليزرع ولو شبراً من الارض، لعلمه بانه لن سيواجه ما لا يحصى من القوانين الجائرة والخاطئة تقف بوجهه وتعرقل قيامه باي اصلاح وعمل منتج مفيد له ولبلده!، ولقد بحت اصواتنا ونحن منذ سنوات نطالب بألغاء او تعديل واصلاح هذه المنظومة من القوانين البالية، فالقوانين يجب ان تصلح وتشجع وتيسر الصناعة والزراعة والتجارة، وغير ذلك من القطاعات».
واضاف:»نحن قد اشرنا في اكثر من مرة ومناسبة وعلى مدى سنوات الى أن القوانين يجب ان تنسجم مع الدستور ومع العصر الذي نحن فيه. واليوم مجددا ادعو الى الثورة الرقمية والحكومة الالكترونية وادعوا الى تعديل وتغيير القوانين، بل وتغيير ثقافة الموظفين ايضا، لتكن ثقافة الخدمة وثقافة العمل من اجل بناء هذا الوطن.
واضاف سماحته: «صحيح ان النظام الدكتاتوري تسبب بمآسي ودمار للعراق، ولكن ليس مطلوبا ان نجعل ذلك شماعة دائمية لتبرير اوضاعنا اليوم، فذاك الطاغية ونظامه ولىّ منذ 15 عاما، فاين نحن وماذا عملنا؟ أين الثروة الزراعية والحيوانية على سبيل المثال؟ لماذا لاتغير وزارة الزراعة وامثالها من الوزارات قوانينها وأين البرلمان من ذلك وهو المناط به سن القوانين؟.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا