الأخبار

لماذا سمح جهاز المخابرات للقناة العربية بمقابلة عائلة “البغدادي”؟

الهدى – متابعات ..

استغرب مراقبون انفراد قناة العربية السعودية، ببث لقاءات مع قيادات عصابات داعش الإرهابية وزعاماتها، ابتداءً من مسؤول كتيبة الإعلام، وليس انتهاءً بابنة البغدادي المقبور.
ووضع اللقاء الأخير الذي أجرته “العربية” بعائلة البغدادي المقبور، والذي بدأ بزوجته الأولى وانتهى بابنته، في مبنى المخابرات العراقية وسط بغداد، علامات استفهام حول العلاقة بين القناة السعودية والجهاز.
وتساءل المراقبون، عن سر العلاقة بين جهاز المخابرات ومدير مكتب قناة العربية، ماجد حميد، الذي ينفرد بين مدة وأخرى بلقاءاته مع زعامات عصابات داعش الإرهابية.
وعلى الرغم من أن قناة الدولة الرسمية، والقنوات العراقية الأخرى تخصص مساحة في بثها لعمليات القوات الأمنية ضد الإرهاب وخصوصاً البطولات التي قدمها العراقيون ضد داعش الإرهابي، إلا أنها لا تتجرأ أن تطلب من جهاز المخابرات عمل لقاء مع قادة التنظيم الإرهابي.
ويرى المراقبون أن هناك احتمالية وجود علاقة خفية بين “قناة العربية” والمخابرات العراقية، حيث يواصل مدير مكتبها بكل جرأة إجراء لقاءات داخل مقر الجهاز، من دون الاكتراث إلى تداعيات تلك الحوارات وتأثيرها السلبي على العراق.
وانتقد المراقبون، سماح السلطات العراقية، لإجراء قناة العربية لقاءات بعائلة البغدادي المقبور، ومحاولتها إظهار “الجانب البريء” أمام المتلقي.
وتحولت الانتقادات، إلى مطالبات شعبية بمنع قناة العربية والقنوات غير المحلية من إجراء مثل هذه المقابلات الحساسة، بوصفها ضرورة سرية يجب ألا تكون بمتناول الإعلام العربي.
وأتاحت تلك المقابلات، لا سيما اللقاء الأخير بزوجة البغدادي المقبور وابنته، فرصة لهذه العائلة الدموية لاستمالة عاطفة الشعب العراقي، لتحقيق غايات ومآرب مشبوهة.
وتدور هذه المقابلة، حول حلقة تخترق فيها قناة العربية جدار السرية الذي من المفترض أن يحظى بها المقربون من قيادات العصابات الإرهابية، وضرورة عدم ظهورهم عبر الإعلام العربي.
وصحفيون عراقيون ومراقبون تساءلوا، عن فحوى الأسئلة التي وجهت لزوجة البغدادي المقبور وابنته، من الذي وضعها، هل عُرضت على المختصين، هل اطلع عليها مجلس القضاء الأعلى؟
وعند متابعة اللقاء بأسرة زعيم دولة الخلافة، سيكتشف المتلقي، أن قناة العربية حاولت في هذه الخطوة تبييض صورة هذه العائلة الدموية أمام العالم، وتسليط الضوء على “الجانب المثالي” لأفرادها رغم مشاركتهم بعمليات السبي والقتل والتهجير وكل ما عمله الإرهابيون في نينوى والمناطق الأخرى.
وتأتي هذه المقابلة، لتضع أسرة زعيم أعتى العصابات الإرهابية، بموقف المظلوم، لغايات مشبوهة هدفها تسويق مظلومية عائلة كانت شاهداً على أقسى الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية.
وبهذا الصدد، تقول النائبة الايزيدية، فيان دخيل إن “تلك الإرهابيتين حاولتا تسويق مظلومية وهمية عبر المقابلة التي أجرتها قناة العربية“.
وتضيف في بيان نشرته عبر فيسبوك، أنه “بعد المقابلتين اللتين عرضتهما قناة العربية الحدث مع الارهابية أسماء محمد زوجة الارهابي المقبور أبو بكر البغدادي والارهابية بنته زوجة الارهابي منصور، أصبح واضحًا ان هذه العائلة الارهابية تحاول تسويق مظلوميتها ومعاناتها على حساب ضحايا هذا التنظيم الارهابي والمجازر التي ارتكبها بقيادة رب هذه العائلة“.
وتابعت دخيل، أن “هذه العائلة اعترفت بمرافقته في جميع مراحل انشائه للتنظيم حتى القضاء عليه فضلا عن مشاركتها الفاعلة في ادارة بعض مفاصل التنظيم وحضورها العديد من الاجتماعات في منزلها بوجود البغدادي وبغيابه فضلا عن كذبها وتدليسها فيما يخص تعاملهم الوحشي مع السبيات الايزيديات والذي كشفته وفندته الناجية البطلة سيپان خليل في مقابلتها مع نفس المحطة“.
ودعت دخيل: “الحكومة العراقية التي تحتجز عائلة المجرم المقبور أبو بكر البغدادي والقضاء العادل إلى عدم الانجرار وراء الطريقة التي حاولن من خلالها استدرار العواطف والظهور بمظهر المظلومات المجبرات كما ندعو إيقاع أقسى العقوبات الممكنة وفق القانون بحق هاتين الشريكتين في جرائم التنظيم الفظيعة“.
وأكدت النائبة الايزيدية أن “التهاون مع هؤلاء الارهابيين يعد إهانة كبيرة لأرواح الشهداء وضحايا التنظيم الارهابي من جميع مكونات الشعب العراقي ومن الايزيدين بصورة خاصة وسيعد هذا التهاون إن حصل لا سمح الله محاولة للتغطية على الفظائع والمجازر التي اقترفها التنظيم الارهابي بقيادة المجرم المقبور ابو بكر البغدادي الذي كان يدير التنظيم أمام أعين زوجته وأبنته“.
ويؤكد الباحث السياسي مخلد حازم، إن “قناة العربية والحدث لديها ارتباطات وعلاقات واتصالات مع جميع مفاصل الدولة“، مستبعداً “أن المقابلة مع عائلة البغدادي قد رتبها مدير المكتب فقط“.
ورجح أن “المقابلة قد تمت عبر إجراء اتصالات خارجية رتبت لها، على الرغم من أن القنوات العراقية هي الأولى بإجراء مثل هكذا لقاءات“.
وأوضح أن “اللقاء مع أسرة البغدادي تناولته كبيرات الصحف والقنوات العالمية، وكان من المفترض السماح لقناة عراقية بإجراء المقابلة قبل تقديمها للعربية“.
ولم تكن هذه المقابلات الأولى، وقد لا تكون الأخيرة، مع استحواذ قناة العربية على هذه المقابلات، وسط تدخلات خارجية بحسب مراقبين.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا