أسوة حسنة

القيادة الرسالية في شخصية أبي الفضل العباس

مولده الشريف: الرابع من شعبان المبارك سنة ٢٦ للهجرة المباركة.

ابيه: الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.

اخويه الابيه:سيدا شباب اهل الجنة (الحسن والحسين).

امه ام بنين،فاطمة بنت حزام الكلابية.

اخته التي ربته صغيرا وكفلته تربيته: الحوراء وفخر المخدرات العقيلة زينب، عليها السلام.

تنحني الاقلام لهذا البطل الهمام  الذي تورّث الشجاعة من ابيه سيد العرب وضرغامها، حتى تكسرّت الاقلام من ذكر صفاته ومواساة لاخية ونصرته لشريعة سيد المرسلين، حتى اشتاقته قلوب الابطال والاحرار، ونقلت من تراب قبره شريف ذرات وضعت فوق جبال البلاد البعيدة واصبحت تزار، عن الإمام السجاد في عمه العباس قوله: ” رحم الله العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب”.

🔺 إن المقصود ليس الثناء على البطل الذي عاش ومات، بل المقصود من ذلك هو خَلْقُ المَثَل الأعلى للأمة وإيجاد الأنموذج البطولي الذي تقتدي به، وهذا عامل تربوي هام يستهدف منه حمل النفوس على سلوك طريق الأبطال لتكون كبيرة

 قبل الدخول في صلب الموضوع لا بد من مقدمة وجيزة؛ فمؤرخو الطف يؤكدون في تواريخهم على بعض الجوانب البطولية في ترجمة العباس أو في ترجمة الإمام الحسين، عليه السلام، وبعض الناس قد يتصور أن هذا نوع من الفكر الأسطوري وهذا تصور خاطىء، لأن عند الأمم كافة غراماً بالبطولة؛ فأنت مثلاً تجد الملاحم البطولية في تاريخ اليونان والرومان والفرس والعرب وغيرهم من الأمم، فما هو الهدف من الثناء على بطل من الأبطال كعنترة مثلاً عاش يوماً من الأيام ثم مات؟

 إن المقصود ليس الثناء على البطل الذي عاش ومات، بل المقصود من ذلك هو خَلْقُ المَثَل الأعلى للأمة وإيجاد الأنموذج البطولي الذي تقتدي به، وهذا عامل تربوي هام يستهدف منه حمل النفوس على سلوك طريق الأبطال لتكون كبيرة.

 فليس المقصود من ذكر شجاعة أهل البيت، عليهم السلام، أننا نُرضي نزعة دينية في نفوسنا أو نستعمل لوناً من الفكر الأسطوري، بل المقصود من ذلك هو أن يُخْلَق المَثَل والنموذج الصالح ليكون قدوة.

  • من حياة العباس بن علي بن أبي طالب

يمكن استخلاص التجليات القيادية في شخصية أبي الفضل العباس، عليه السلام، في ضوء الروايات الواردة عن الإمامين السجاد والصادق، عليهما السلام.

الرواية الأولى: ورد عن الإمام السجاد، عليه السلام بحق عمه العباس، عليه السلام، قوله: “رحم الله العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة”.

الفداء بالنفس يبدأ الإمام زين العابدين، عليه السلام هذه الرواية الشريفة مترجما على عمه العباس، عليه السلام، ثم يذكر صفتين من أجلى صفات القيادة الرسالية والإيثار والفداء بالنفس، وهما قمة العطاء، والإيثار صفة المخلصين والخواص من عباد الله تعالى، قال الله  ــ عز وجل ــ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.

🔺 لقد حقّق أبو الفضل العباس أسمى درجات الإيثار فقد آثر أخاه بنفسها وفداه بمهجته، وبقي ثابتاً على موقفه حتى وهو يفقد ذراعيه و الواحد بعد الآخر

والإيثار هو تخصيص واختيار، والأثرة تحسن طوعا وتصح کرها و هو أعلى درجات الدرجة الأولى أن تؤثر الخلق على نفسك فيما لا يحرم عليك دينا ولا يقطع عليك طريقا ولا يفسد عليك وقتا، ويستطاع هذا بثلاثة أشياء بتعظيم الحقوق، ومقتُ الشح، والرغبة في مكارم الأخلاق، والدرجة الثانية إيثار رضى الله  ــ تعالى ــ على رضى غيره وإن عظمت فيه المحن وثقلت به المؤن وضعفت عنه الطول والبدن، ويستطاع هذا بثلاثة أشياء بطيب العود وحسن الإسلام وقوة الصبر.

 لقد حقّق أبو الفضل العباس أسمى درجات الإيثار فقد آثر أخاه بنفسها وفداه بمهجته، وبقي ثابتاً على موقفه حتى وهو يفقد ذراعيه و الواحد بعد الآخر، ثم يفقد عينيه الواحدة تلو الأخرى ولم يزدد إلا إصراراً وإيثاراً لأخيه الحسين،عليه السلام، لذا فقد جازاه الله ــ تعالى ــ عظيم الجزاء إذ أبدله بجناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة، بل إن له في الجنة منزلة في الجنة يغبطه عليها الشهداء جميعهم فضلاً عن غيرهم من الناس.

الرواية الثانية: ورد عن الإمام الصادق، عليه السلام، بحق عمه العباس، عليه السلام، قوله: “كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان جاهد مع ابي عبد الله وأبلى بلاء حسنا يه ومضى شهيداً”.

فقد اشرق شعبان با الاقمار الزهر، من نسل طه، والمرتضى، فنبارك لامة المصطفى الميلاد المبارك اعاده الله علينا والامة الاسلامية  بسلام وأمان.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا