مناسبات

السيدة زينب خير قدوة لنسائنا

إن ارتبطت احداث كربلاء ببعضها فإن ما تم  باستشهاد السبط الخالد، كانت له فصول مهمة  اخرى متتمة ستترى لاحقا، وتتولى انجازها العقيلة، عليها السلام، ولم يكن غيرها مؤهلا للقيام بهذه المهمة وهي مهمة عظيمة فقد كان الامام الحسين، عليه السلام، ينظر الى مستقبل نظرته الى كتاب مفتوح احرفه من نور وكلماته من سطوع باهر.

 واطمأن اخوها الشهيد الى أن حركته ونتائجها في يد امينة تعرف ما يتوجب عليها فعله، إذ كان يراهن على حيوية الضمائر الاسلامية، وفعلا استفاقت تلك الضمائر بجهاد الامام السجاد، عليه السلام، ودموع العقيلة زينب، وحزنها فهذه اللحظة التي يسميها علم النفس الحديث(رجعة الضمير).

تحولت الى ثورة أقضت مضاجع الظالمين من قتلة اولاد النبيين، ومن ولاهم واحب عملهم الى يوم الدين، حتى قال الفارابي قوله الشهير: “لو لم تاخذ العرب بثار الامام الحسين، عليه السلام، من القتلة لظلت في خزي الى يوم القيامة لا ينمحي”.

فقد تميزت العقيلة زينب، عليها السلام، بمواقفها الجريئة وقوة الحجّة، نكص اقوى الرجال من قولها امام بركان حقد أعمى دمر كل ما بناة النبي، صلى الله عليه وآله،  ولكن كل شيء كان مقدرا بعناية الهية، فقد تربت بين عظيمين انجبتهم الجزيرة العربية، الجد المصطفى، صلى الله عليه وآله، والاب علي والام فاطمة الزهراء والاخوين؛ الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة، عليهم السلام.

فكانت العقيلة زينب تأخذ من هذه الروافد العطرة حتى تكون شلالا لن تقف بوجه عثرات الزمان وريب المنون، فكانت الصوت الصادح بخطابها في الجامع الاموي، الذي أبكي قلوبا كالحجارة بل اقسى واشد، وقوم مثل قوم عاد وثمود، وعاقر مثل عاقر ناقة صالح، حتى كتب الكتّاب ببلاغتها ودقة تشخيصها لحال المسلمين كتبا ومؤالفات لاقلام حرة لا تأخذها في الله لومة لائم.

ونحن في زماننا نواجه ما واجهته العقيلة زينب، عليها السلام، من طغاة التمدن والعبودية المغلفة ببريق التحرر ونسج هائل من الشك والتشكيك بالقدوات الصالحة، واستخدام المرأة كوسيلة لأغراضهم غير المشروعة.

فيا ايتها الفتاة المسلمة هل تقفين موقف العقيلة، عليها السلام، للدفاع عن القيم والدين، والناموس، فهذا الخطاب لكل الاخوات المسلمات، أن يكن بمستوى المسؤلية لتدعيم سور الفضيلة من كل ما هو غريب ومنافٍ لشرعة الاسلام وتعاليمه، فأنتن ايتها الزينبيات مطالبات ان تكنَّ وتوصلنّ صوت العقيلة في جامعات بسير بسيرتها والكتابة بفضلها وجهادها ورحم الله شيخ الوائلي إذ مدحها بهذه الابيات:

زينب لا الثنا ولا التمجيد

يتأدى إليك مهما يجيد

انت معنى احتوى اللفظ فيه

فاجأ القائلين فيه جديد

هكذا انتِ قمة في مبانيها

من المجد طارف وتليد

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا