فکر و تنمیة

إحداثيات الايمان

جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اصحابه ذات يوم و خط خطًّا بيدِه ثم قال: هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا، وخطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال: هذه السبلُ ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكم عَنْ سَبِيلِهِ.

رسم رسول الله هذا على مرأى اصحابه ومسمعهم لكنه بالحقيقة لنا كيف؟

تصور معي ان هناك خط مستقيم يبدأ من  نقطة A  الى نقطة B فإذا انحرفت بوصلة الانسان او حاد على سبل او الخطوط اخرى  يحتاج  الى العودة الى النقطة A اي العودة للصراط المستقيم.

 مستقيم احداثياته القرأن والعترة

في الهندسة الاحداثية هناك ما يُسمى “المستوى الاحداثي”، وهي مجموعة احداثيات او نقاط ترسم لك شكلا او  مستقيما او منحنى بتشكيل زوج مرتب من النقاط (X , Y) ثم تتسلسل هذه الازواج المرتبة لتشكل النقاط  ومجموعة هذه النقاط تشكل المنحنيات والكائنات  الهندسية، في موضوعنا هذه النقاط تتمثل في:

 X_ المنظورات الفكرية التي تكونت لدى الانسان، والتي تمثل سلوك الانسان وتحدد توجهاته وترسم له خطه قد تكون عادة او سلوك معين ممكن خاطئ وممكن صائب وهي تعتمد على متغيرَين:

⭐ الانسان كلما تتقطع به السبل  بقدر ما يتضح له انه الاخير لابد من العودة الى النقطة الرئيسية اي الى الصراط المستقيم

 الاول: الاعتماد كليا على النظرة المادية للأمور التي شوهت  الصورة الحقيقية.

الثاني: ضعف الرؤية الكونية وهذه الرؤية هي مجموعة الافكار التي تتمثل برؤية الكون والوجود والموجد والهدف والغيب.

Y_ تدهور المنظومة القيمية الاخلاقية (القيم والمبادئ) لدى الانسان وهي مجموعة الصفات التي يتحلى بها الانسان المؤم ، والتي مع تصحيح المنظورات تجعل من الانسان انسانا قيميا اخلاقي، فهناك مجتمعات بواسطة هذه المنظومات مع عدم احاطتهم بكلياتها، إلا انهم وصلوا الى مرحلة ما، مع ملاحظة نتكلم من منطلق المنظور الاسلامي لهذه النقطتين.

نعم؛ اذا ما فهم الانسان هذه النقطتان بصورة صحيحة، تكامل وعلا متجهاً للايمان على سراط مستقيم ويبقى يتكامل الى ان يصل الى مراتب عظيمة.

الخلاصة: الانسان كلما تتقطع به السبل  بقدر ما يتضح له انه الاخير لابد من العودة الى النقطة الرئيسية اي الى الصراط المستقيم، فمتجه الايمان  بالحقيقة ذا اتجاه واحد على الرغم من اننا نعلم انه لابد من هذا التفكير لأنه يؤتينا  بين الحين والاخر، بل ما أنفك يراودنا  فلا بد ان نعمل على هذه النقطتان؛ ان نصحح قراءة هذه المنظورات الفكرية، ونركز على منظومة القيم الاخلاقية لنرتقي لتلك المفاهيم الايمانية.

عن المؤلف

كرار الياسري

اترك تعليقا