مناسبات

المسؤولية الاجتماعية إتجاه الغدير

حينما يكون الإنسانُ مسؤلًا، يقع عليه مبدأ الثواب والعقاب، فيعمل وفق مقررات المسؤولية الملقاة على عاتقه حسب منطق العقل والنقل.

 المسؤولية الاجتماعية تفرض علينا الإلتزام الواعي بقيم الغدير ودلالات هذه القيم تتجلى في بعدين رئيسيين؛ هما البعد الإيماني والبعد السياسي، إذ ينطلق البعد الإيماني من مبدأ الإقرار الاجتماعي الصادر من الجمع الغفير المُتلقي لخطاب النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله، يوم الغدير، إذ كان أعلان الرسول، صلى الله عليه وآله، بمثابة التمهيد الديني لمسار الأمة الإيماني، والضمان لاستمرار مرجعية الوحي الإلهي وديمومة العطاء الرسالي المرتكز على قيم الشريعة الغراء ومبادئ النص الشرعي قرآنًا وسنةً.

البعد الأول تعرض لتجاذبات عديدة بفعل التزييف المتعمد لمرتكزات مرجعية الوحي، وحاولوا قدر الإمكان حرف المجتمع عن مساره الإيماني الصحيح، مما دعا بالبعض أن يقع ضحية هذه التزيف والتجهيل الأموي حتى وصل الحال بين ليلةً وضحاها أن يصبح معاوية الفاجر كاتب الوحي وأمينه!

📌المسؤولية الاجتماعية تفرض علينا الإلتزام الواعي بقيم الغدير ودلالات هذه القيم تتجلى في بعدين رئيسيين؛ هما البعد الإيماني والبعد السياسي

  لا نستغرب من انقلاب المعادلة على ايدي الأمويين فهذا دينهم وديدنهم بقدر ما نستغرب التخلي عن المسؤولية الاجتماعية، وترك التعهد والالتزام الإيماني والأخلاقي اتجاه الإعلان النبوي يوم الغدير، من هنا بدأ الوضع الإجتماعي يتغير تبعًا لمجريات الأحداث نتيجة التخلي عن مرجعية الوحي والمنبع الصافي لسنة النبي الأكرم، صلى الله عليه وآله، لذلك أخذ الوضع منحى آخر وتدنى المستوى الإيماني لدى الأمة وبات على وشك الاضمحلال لولا براعة الإمام علي، عليه السلام، وحسن تصرفه وحكمته في معالجة القضايا لضاعت قيم الدين وخرج الإيمان من قلوبهم.

 لذا نلاحظ كيف أن الأمة اعترفت في الوقت الضائع بعد مقتل عثمان بالولاء للإمام علي، عليه السلام، والمطالبة بإمرته في الوقت الذي كان بمقدور الأمة والجماهير الغاضبة جراء سياسة عثمان أن ترشح غير الإمام علي، عليه السلام، لقيادتها وهذا أن دلَّ على شي إنما يدلُّ على الاعتراف الحقيقي بأحقية أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وليس من باب التجريب والاختبار بعد فشل حكومة عثمان بن عفان، وهذا ما يمثل البعد الثاني للمسؤولية الاجتماعية وهو البعد السياسي والخلافة الإسلامية.

وهكذا استمرت خلافة الإمام علي، عليه السلام، اربع سنوات وبعض الأشهر القليلة، رسم فيها الإمام عليه السلام، الخطوط العامة للسياسة الحكيمة وضرب اروع الأمثلة بقيادته السليمة، وجعل من حكومته مقياس حقٍ تُقاسُ به الحكومات جميعًا، مما يفرض علينا في الوقت المعاصر أن نبحث عن بواعث المسؤولية الاجتماعية اتجاه الغدير، وما تعنيه الغدير وأن نتحمل هذه المسؤولية ونعلن الإلتزام الكامل بمقررات الخطاب النبوي، ومحاولة قلب المعادلة وجدانيًا داخل أنفسنا بالإقرار الذاتي بالولاء لأهل بيت النبوة والبراءة من أعدائهم، وأن لا نكرر السابقة التاريخية ونتخلى عن قيمنا النبيلة ولا يكون الدين لعقًا على ألسنتنا نحوطه ما دَرَّتْ معايشنا.

عن المؤلف

حيدر الرماحي

اترك تعليقا