تربیة و تعلیم

مقياس العلاقة الاجتماعية والبطاقة المدرسية ضرورة أم حاجة؟

نجد في الفترة الأخيرة لمعظم المدارس الابتدائية لاسيما في فترة انتشار وباء كارونا الذي سبب انتشاره إيقاف التعليم بشكل عام هو الإغفال أو التغاضي عن أسس مهمه في قبول الحياة المدرسية لدى المتعلمين، ألا وهو معرفة طبيعة المتعلمين وبما يتعلق بحياتهم الاجتماعية وهذا يشكل سلبا من سلبيات التعليم الالكتروني الذي يغفل عن الطبيعة الحية لذات الإنسان، ويتعامل مع الإفراد بشكل آلي بعيدا التعامل النفسي الذي يرتكز عليه قبول التعليم لدى المتعلمين بشكل عام وما قد أهمل بهذا الجانب المهم هو مقياس العلاقة الاجتماعية والاعتماد على البطاقة المدرسية التي قد لا يفهم الكثير ممن لهم الشأن في هذا الجانب دورهما أو وظيفة كل من هما وكيف يساهمان في حل الكثير من المشكلات التربوية التي تتعلق بشخصية المتعلمين.

 ومن ذلك وجدنا من الضرورة تقديم ما يمكن أن يساهم في توضيح ذلك وتقديمه كثقافة مهمة لإدارات المدارس الابتدائية وغيرها، للأخذ بها كأساس علمي أقرب ما يكون للبحث الذي ندرك من خلاله طبيعة وحياة المتعلمين وظروفهم الاجتماعية وتفسير أنماطهم الشخصية، ومن تلك المهام التي يجب الأخذ بها هي معرفة دور مقياس العلاقة الاجتماعية، وكذلك البطاقة المدرسية وأهميتهما في العملية التعليمية ومن ذلك نقف على كل من هما بشكل يكون صورة واضحة عن دورهما المهم في التعليم.

المقاييس العلاقة الاجتماعية

مقاييس العلاقة الاجتماعية السوسيومترية تستخدم لدراسة التفاعل بين الإفراد داخل الجماعة الاجتماعية، والإجراء الأساسي في القياس السوسيومتري يعتمد على أن يطلب الباحث من أفراد الجماعة الصغير، أن يختار كل واحد منهم فرداً آخر بصفة معينة في، كأن يطلب من كل منهم أن يذكر أحب أفراد الجماعة إليه، أو أن يختاره جارا له، أو من يقع عليه اختياره ليصطحبه لرحلة أو ليلازمه في العمل ثم يترجم الباحث النتائج إلى شبكة للعلاقات الاجتماعية، ويرمز فيها لكل فرد بدائرة، ولاتجاه الاختيار بسهم يتجه من المختار إلى من اختاره، وتهتم بدراسة طبيعة العلاقات بين أعضاء الجماعة بما تشمله من تجاذب أو تنافر.

النجم: هو من يحصل على أكبر قدر من الاختيارات في الاختبار السوسيومترى، فهو يشير إلى القادة سواء كانوا رسميين أم غير رسميين فى البناء السوسيومترى

 وتستخدم كذلك على نطاق واسع لأغراض تطبيقية مثل تكوين جماعات العمل،وتقسيم الفصول المدرسية، وتكوين الجماعات العلاجية بصورة يمكن أن تؤدى إلى تحسين كفايتها، وقد وضع مورينو مجموعة من الشروط التي يتطلبها تطبيق الأساليب السوسيومترية وهى :-

  1. توضيح حدود الجماعة :- أي يجب أن يفهم الأشخاص طبيعة الجماعة التى ينتمون إلى عضويتها.
  2. السماح للأشخاص باختيار أو نبذ عدد غير محدود من الأشخاص كما يشاءون.
  3. تحديد محك الاختيار أو النبذ :- أي تحديد النشاط الذي يود الشخص أن يشارك أولا يشارك فيه الأشخاص الآخرين، كما يجب أن يكون هذا النشاط ذا معنى ودلالة بالنسبة للأشخاص.
  4. استخدام نتائج الاختبار السوسيومترى في إعادة بناء الجماعة، فيجب أن يعرف الأشخاص أخيارتهم الإيجابية أو السلبية سوف تلعب دو ا رً مهماً في تحديد الأشخاص الذين يشاركونهم فى النشاط المعين.
  5. كفالة السرية التامة فى الاختيار.
  6. ملائمة الأسئلة المستخدمة لمستوى فهم أعضاء الجماعة.
  7. يجب ألا يزيد حجم الجماعة عن الحد الذي يعوق التفاعل بين الأعضاء.
  8. يجب أن يكون بناء الجماعة من نوع يسمح بإمكان إعادة بنائها طبقاً لنتائج الاختبار السوسيومترى.  

بعض المفاھيم المستخدمة في القياس العلاقة الاجتماعية السوسيومترى :

1- النجم: هو من يحصل على أكبر قدر من الاختيارات في الاختبار السوسيومترى، فهو يشير إلى القادة سواء كانوا رسميين أم غير رسميين فى البناء السوسيومترى، وهذا الفرد الذي يحظى بحب الجماعة التي ينتمي إليها، والذي يود الجميع أن يشاركوه فى كل الأنشطة، أي هو الفرد الذي يحصل على أكثر الدرجات الموجبة وأقل الدرجات السالبة.                 

2- المنبوذ: وهو الفرد الذي لا يحظى بحب الجماعة التي ينتمي إليها والذي يكره الجميع مشاركتهم له في الأنشطة، أي هو الفرد الذي يحصل على أكثر درجات النبذ وأقل درجات الاختيار، أو ذلك الفرد الذي يحصل على أكثر الدرجات السالبة وأقل الدرجات الموجبة.                 

3- المعزول: الفرد الذي لا يحصل على اختيار أو نبذ و الذى يجب العمل على إدماجه في الجماعة، ويستخدم هذا اللفظ ليشير إلى من يستقبل اختيارات قليلة نسبياً في الاختبار السوسيومترى، وبالرغم من حصوله على بعض الاختيارات، فإنه يتجه إلى أن يكون مهملاً عن طريق أغلبية أعضاء الجماعة، وهو الفرد الذي لا يحصل على درجات النبذ أو درجات الاختيار، أو ذلك الفرد الذي يكون دوره مهمشاً بين الاختيارين.

العوامل المؤثرة في المكانة السوسيومترية (العلاقة الاجتماعية):

  1. التفاعل الاجتماعي: العلاقات الاجتماعية الجيدة للفرد داخل الجماعة والتفاعل الاجتماعي الذي يقوم على التأثير والتأثر للفرد داخل الجماعة، وإلى حب الفرد وانتمائه\إلى الجماعة من خلال تحقيق أهداف الجماعة والحفاظ عليها، فإن ذلك يؤدى إلى ارتفاع المكانة السوسيومترية لهذا الفرد بعكس العضو الذي لا يتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة أو تفاعل اجتماعي مع أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها، فإنه يتمتع بمكانة سوسيومترية منخفضة.
  2. الادارك الاجتماعي: يعرف الادارك الاجتماعي بأنه العلاقة بين البصيرة وقدرة الفرد على أن يشعر بإحساسات الآخرين في المواقف الاجتماعية “الاستشفاف الوجداني” ويتكون مفهوم العلاقة بين الفرد والآخرين بناء على قدرته على الإحساس، بشعور الآخرين فى المواقف الاجتماعية المختلفة، وتعتمد بصيرة الفرد في علاقته بالآخرين، على مدى قدرته على الإحساس بإحساساتهم، والقدرة على الإحساس بشعور الآخرين تنمو وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد فى السنوات الأولى من حياته.
  3. الذكاء الاجتماعي: يعرف الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على فهم مشاعر وأفكار وسلوكيات الآخرين بما فيهم الشخص نفسه، وذلك فى المواقف الاجتماعية المختلفة، وأيضاً الاستجابة بطريقة ملائمة بناءً على هذا الفهم، وهو يتضمن تمكن الفرد من الوصول إلى حل المشكلات الاجتماعية ويكون نتيجة ذلك مواقف اجتماعية ناجحة، مما يؤدى إلى التوافق الاجتماعي ونجاح الفرد في حياته الاجتماعية.

البطاقة المدرسية

تُعدُّ البطاقة المدرسية وسيلة من الوسائل المهمة التي تستطيع من خلالها تنظيم الدراسة في مختلف المراحل وذلك من أجل بناء الطالب بناءً متوازناً متكاملاً من جميع النواحي القومية والوطنية والاجتماعية والآن الإنسانية. معرفة هذه الجوانب إضافة إلى المستوى التحصيلي والهوايات والنشاطات هي الخطوة الأولى لعملية البناء ومعرفة الظروف والتغيرات التي تطرأ على الطلبة مرحلة تلو الأخرى للتعرف إلى اتجاهاتهم وا استعدادهم واكتشاف الموهوبين منهم من أجل أرشادهم وتوجيههم لينشأ الواحد منهم مواطناً صالحاً مؤمناً محباً لوطنه ودينه.

الذكاء الاجتماعي: يعرف الذكاء الاجتماعي بأنه القدرة على فهم مشاعر وأفكار وسلوكيات الآخرين بما فيهم الشخص نفسه

تعتبر البطاقة المدرسية وسيمة فعّالة في عملية التربية والتعميم، حيث تساعد المرشد التربويي والمعلم عمى معرفة التلميذ بكل ظروف و حتى تتوثّق الصلات بينيا وبين المنزل وأولياء الأمور لصالح التلميذ

أهمية البطاقة وسجل الطالب

أولا: إن بطاقة الطالب تمكن الإدارة المدرسية من التعرف الى نواحي القوة والضعف إلى نواحي القوة والضعف لدى الطالب.

ثانياً: الاكتشاف المبكر للطلبة المتفوقين دراسياً وتنمية هذا التفوق بشكل أكبر.

ثالثاً: اكتشاف الطالب الضعيف دراسياً والعمل على مساعدته وتحسين مستوى أدائه وتحصيله.

رابعاً :تأكيد الجانب الصحي والاجتماعي وتراكم المعلومات فيه.

البيانات الأولية

ما هي البيانات الأولية التي تؤخذ بعين الاعتبار؟

  1. تعاون الأسرة مع المدرسة.
  2. الحالة الصحية.
  3. 3-    السمات الشخصية.
  4. النشاطات.
  5. المواظبة
  6. التحصيل الدراسي.
  7. المدارس التي التحق بها الطالب.

أهداف البطاقة المدرسية

البطاقة المدرسية بنك من المعلومات وسجل حافل بشخصية الطالب وسيرته الذاتية وهي الصورة التي تعكس الجوانب والسمات الجسمية والعقلية والخلقية والتحصيلية جميعها.

فوائد البطاقة المدرسية

  1. اكتشاف المواهب الممتازة للطلبة المبدعين والمهارات الخاصة للطلبة متدني التحصيل.
  2. توجيه الطلبة وإرشادهم.
  3. تساعد ولي الأمر في التعرف الى مستويات التحصيل لابنائة
  4. فهم جميع النواحي المختلفة من خلال الملاحظة سواء أكانت في الصف أم الساحة أم الملعب أم الرحلة والأنشطة.

ما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند إعداد البطاقة المدرسية:

  1. الدقة والحذر وكتابة المعلومات بالتفاصيل.
  2. التأكد من سلامة الطالب صحيا والتطور الجسدي الذي يمر به.
  3. الإمراض التي لها تأثير في التحصيل الدراسي.
  4. مراعاة ظروف الطالب النفسية والاجتماعية ويكون ذلك مبنيا على ملاحظات متكررة وتحقيق الحكم السريع بحيث يؤخذ رأي أساتذة المواد والمشرفين ومدير المدرسة والمرشد النفسي في المدرسة والمرشد النفسي التربوي.

أهداف البطاقة المدرسية

أن الهدف الرئيس للمدرسة الثانوية هو أن ينمي لدى الطالب أهدافا فكرية وسلوكية وعملية ذلك من خلال المسؤولية التي يتحملها سواء في القيادة أو النظام أو الإشراف أو المشاركة.

من هنا يظهر لنا دور البطاقة المدرسية من معرفة القائمين على التربية في المدرسة لشؤون الطالب المختلفة وذلك لتهيئة الطالب لممارسة دوره الفعال الطبيعي في ظل شتى المؤسسات الديمقراطية والتزامه بصفته عضوا فعلا في مجتمعة ومواطنا في دولته وفردا في أمته العربية قادرا على الإسهام والارتقاء.

الأمور التي يجب مراعاتها عند تعبئة البطاقة:

  1.  كتابة المعلومات الأولية والأساسية عن الطالب بدقة تامة.
  2. الحالة الصحية.
  3. مراعاة حالات الطالب النفسية والاجتماعية ونشاطاته المدرسية خلال الأعوام السابقة والعودة الى رأي الأساتذة ورواد الصفوف والمشرفين.
  4. وضع كلمة نعم أو لا أمام الصفة المتعلقة بحالات الطالب النفسية والاجتماعية
  5. يشمل التقرير النهائي خلاصة ما ياتي : سيرة الطالب الدراسي. نشاطاته. توقيع مربي الصف والمرشد النفسي ومدير المدرسة.

من ذلك نوصي لأخذ بدور كل من مقياس العلاقة الاجتماعية ودور البطاقة المدرسية وتوظيفها بالشكل الذي يضمن ألمساهمه في حل كثير مما يتعلق بشخصية المتعلمين الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، بل الدعوة الى فتح ورش أو دورات تدريبية تظهر فعالية كل منهما وأهميته في العلملية التعليمية لاسيما في المجال التربوي باعتبارهما يمثلان ضرورة مهمه لتلك العملية وحاجه يمكن أن تعترضنا خلال تلك المسيرة التربوية.

المصادر

  1. الخريشه، يسري خازر، البطاقة المدرسية، دار المنظومة، رسالة المعلم، المجلد 48، العدد 2، 2009.
  2. فهيم، كمير، أولادنا والمدرسة (المدرس والصحة النفسية)، جياد للنشر والتوزيع، 1998.
  3. لويس، يوركر. مجلة العلوم التربوية. العدد الأول 1989
  4. سليمان، عبد الواحد يوسف 2012 (الموهوبون والمتفوّقون عقلياً ذوو صعوبات التعلم).

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا