بأقلامکم

سبيل المعروف بين الازدهار والاحتضار

طريق المعروف من أهم الطرق التي ينبغي مراعاتها وسقيها بماء الوفاء والعطاء، فهو طريق يجذب اليه من كانت جزيئات قلبه كزبر الحديد من حيث الايمان وحب الخير للناس.

لكن لا يخلو الطريق من معوقات، وهنا نسلّط الضوء على هذه المعوقات بغية إزالتها وعدم استفحالها في هذا الطريق، ومن هذه العوائق والملوثات (النُكران)، أي نُكران المعروف ومقابلة الاحسان بالإساءة.

هذا التصرف ناتج من الجهل، و سوء التربية، و لؤم النفس، بل قد يُعزى لمرض نفسي يزعزع الفطرة السليمة لدى الفرد.

عن الإمام الحسن، عليه السلام: “اللؤم أن لا تشكر النعمة”.

و عن الامام الصادق، عليه السلام: “لعن الله قاطعي سبيل المعروف، قيل: وما قاطعي سبيل المعروف قال الرجل يُصنع إليه المعروف فيكفره فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره”.

إذن نحتاج الى وقفة تأمل و نُصح الآخرين ممن يقطعون سبيل المعروف؛ هذا السبيل الذي بيّن الإمام زين العابدين، عليه السلام حقوقه فقال: “أما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم إن قدرت على مكافأته يوما كافيته”.

ومن ناحية أخرى فإن صانع المعروف يجب ان يتصف بصفات أساسية ليصبح المعروف معروفاً، وخير مثال هم أهل البيت الكرام، عليهم السلام، فنزلت الآية الكريمة على لسانهم: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}؛ فالعطاء غير المصحوب بالمنّة عطاء نافع.

إذن؛ طريق المعروف طريق حسّاس يحتاج الرعاية الخاصة والاهتمام الكبير للحفاظ عليه من قطاع الطرق ومانعي سبيل الخير.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا