فکر و تنمیة

المقارنة عملة ذات وجهين

متى تكون المقارنة هي حجر اساس للبناء النفسي والأجتماعي؟

ومتى تكون معول هدّام للبناء؟

حينما نرى شخصية ناجحة – نحاول جهد الامكان ان نتطور لنصل ماوصل اليه الناجحون، فالمقارنة الايجابية هي الاستفادة من تجارب الآخرين كما قال امير المؤمنين، عليه السلام: “السعيد من وُعظَ بغيره”، وخصوصا حينما نقارن صعوبة وقساوة الحياة السابقة، وما وصل إليه التطور حاليا ونترك اللجوء للحجج الواهية لتحجيم الطاقات البشرية والقبول بالواقع والعمل على تطويره.

 

اما الوجه الآخر فهو المقارنة السلبية و كما يقال بالعامية: ” شاف قصر الناس وخرّب بيته”، فهي المقارنة السلبية وهي الشبكة التي يقع في حبالها الكثير فتصطادهم نفسيا واجتماعيا وأخلاقيا وغيرها؛ منها  ماتستخدمه بعض الاسر من مقارنة الطفل بغيره مما يولد لديه هدم بالشخصية وبناء الحقد والبغض للمقابل .

 

ومنها أيضا ما تسلكه بعض النساء من مقارنة نفسها بالأخريات فأضحت مراكز التجميل تعج بالكثير ممن تملّكهن هوس تغيير الملامح، ومنها مايستخدمه اصحاب المهن من مقارنتهم بالغيروغيرها الكثير التي تنبع من عدم القناعة والثقة بالنفس. لهذا قبل المقارنة على الانسان ان ينظر الى ما حوله من قدرات وامكانيات ذاتية وفرص ربما يتحسر عليها الكثير في العالم، كما نعيش هذه المشكلة في العراق، وان يلتفت الجميع شباب وشِيَبَة، رجال ونساء الى النعم الالهية التي سخّرها الله سبحانه وتعالى.كما قال حبيب الله محمد، صلى الله عليه وآله: “أحسنوا مجاورة النعم، لا تملّوها ولا تنفروها، فإنها قلما نفرت من قوم فعادت إليهم” فلنحرص على استخدام الوجه الاول لنسمو وترتقي بلداننا.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا