المرجع و الامة

الولاية والزيارات و الشعائر ركيزة للوحدة والسِلم الاهلي في العراق

اكد سماحة المرجع المُدرّسي دام ظله، أن الذي ضمن ـ ولايزال – السلم الأهلي في العراق؛ ديننا، و قيمنا، و تاريخنا، موضحاً أنه …

اكد سماحة المرجع المُدرّسي دام ظله، أن الذي ضمن ـ ولايزال – السلم الأهلي في العراق؛ ديننا، و قيمنا، و تاريخنا، موضحاً أنه و»لكي يُبنى السلم الأهلي يأمر الرب بأن يقول عباده [الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ]، (من سورة الإسراء:53) ولكي نحارب نزغ الشيطان و نكرس السلام في مجتمعاتنا».

وفي جانب من إحدى كلماته الاسبوعية، بحضور حشد من الاهالي والزائرين، بمكتبه في كربلاء المقدسة، قال سماحته:» اذا رجعنا إلى بصائر القرآن الكريم نجد؛ اولا: ان الجذر الأساسي لكل هذه المآسي والضياع والازمات ومشاكل الانسان، صغيرها وكبيرها، ما يرتبط بالأشخاص وما يرتبط بالأمم والدول، كلها تنتهي الى عدم فهم حقيقة سنن الله في الخلق والحياة، و نسيان الانسان ذِكر خالقه سبحانه والتوجه اليه وهو الذي قد انذرنا المرة بعد الاخرى، وقال سبحانه:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، (سورة الأنفال: 45) وهذه المعرفة والبصيرة بسنن الله تعالى وهيمنته وإحاطته بكل شيء، انما نفهمها بالتفكر والتدبر والتأمل».

وثانيا: «من تجليات رحمة الله علينا انه – سبحانه – سخر للبشر ما في الارض جميعا. ولكننا نحن البشر قوة هائجة ونحتاج الى عقل والى قوة رادعة و كابحة ألا وهي ذِكر الله تعالى، فالانسان يعلو ويتكبر ويطغى في الارض ولا يمكن لأحد أن يوقف طغيانه إلاّ الرب سبحانه، وذِكره، ومعرفته – تعالى -».

وفي هذا السياق، وبخصوص الاوضاع في العراق، قال سماحته: «نحن في العراق نشكر الله تعالى، بإن هناك اليوم قدراً من السلم الاهلي، صحيح انه نسبي وليس كاملا، ولكنه مهم جدا، وهذا السلم الاهلي انما هو منضبط في العراق لأن اكثرية الشعب العراقي مؤمنون بأهل البيت، عليهم السلام، فهذه المواكب، والزيارات، والمجالس، وإحياء مناسبات اهل البيت، عليه السلام، فيها نفع كبير، والصديقة الزهراء، سلام الله عليها، قد قالت ضمن خطبتها الفدكية: «فجعل الله طاعتنا نظاما للملة وإمامتنا أمانا للفرقة» . فطاعتنا وولايتنا ومحبتنا لأهل البيت، عليهم السلام، تجعل نفوسنا تتآلف وتتوافق مع بعض، صحيح قد تقع بيننا مشاكل ولكن في النهاية حب الحسين، عليه السلام، واهل البيت يوحدنا».

 

  • العشائر بين منزلق العنف وقيم الدين

 

وفي هذا السياق قال سماحته إن: «هذه النعم بحاجة الى رعاية وتطوير، وان نعمل اكثر فأكثر، لكي لا نفقدها، هذا أولاً، وثانياً: ان تواصل وتتموج وتمتد اكثر فأكثر ويكون لها اثر واقعي وايجابي في مختلف جوانب حياة مجتمعنا، حتى لا نشهد المزيد من النزاعات المسلحة لاسيما بين العشائر، ولإجل قضايا بسيطة، فيدخلون في نزاع ثم قتال، وتشتعل بينهما معركة بمختلف انواع الاسلحة وتسفك الدماء». واضاف موضحا: «إن هذا ليس من الولاية في شيء، ولا يتطابق مع (اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، موال لمن والاكم معاد لمن عاداكم)».

وتابع بالقول: «من هذا المنبر اوجه خطابي الى اخواني في عشائر العراق: لا تضيعوا دينكم و قيمكم وتاريخكم، لاتجعلوا العدو يُحقّركم ويستأسد عليكم، وحّدوا صفوفكم، وان وقعت مشكلة ما فإن هنالك الكثير من الحلول والطرق والاساليب لعلاجها، هنالك علماء وشخصيات، هناك شيوخ عشائر وشيوخ عموم وشيبة وحكماء، وهنالك أناس على مستوى المسؤولية والقدرة على حل المشاكل، دعوا بعض الاعمال مثل (الكوامة)، فهي ربما تكون لا بأس بها في بعض الحالات، لدينا احكام الشرع، والعرف، كما لدينا قانون، ومن ثم هذا السلم الاهلي يجب ان يبقى ونحافظ عليه ونعززه، وعلى الحكماء والعلماء أن يقوموا بدورهم في تذكير الناس بالله تعالى و تغذية الناس بالقيم وتحويلها الى واقع عملي في حياتهم».

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا