بأقلامکم

صراخ في بيداء

اقولها بصراخ  مفجوع أريده والهاً وحزينا يستوعب مواويل الهم، ليست المسألة بهذه البساطة، السياط قد تقوي الظهر لكنها  تحني القلب، والمأساة ربما تكون دليلا الى طريق أكثر امنا ولكنها تترك جروحا لا تندمل، أن تأتي الى بغي وتلبسها خواتم الماس وتضع بين يديها كل ما تملك وتتوقع منها الوفاء.

 هذا وبصراحة جنون ادمنه العرب لكن لا يمكن أن يكون حلمي عاريا اليقظة احيانا نعمة، لكن العرب رمل ذلك السديم المتخم بالتخلف، افاعي سامة تسكن كهوف التخلي، جعلت الخيول الأصيلة تصهل بوجع قاتل، الشماتة طوق من الوقاحة لم اره إلا على رقاب اضناها الزيف يبللني تعجب حار،  كيف يفور الحقد في نفوس لا تعرف الحب، الخدر المحموم يخنق مفاصلي وانا أرى تلك الأشلاء الممزقة.

 لم أجد في دربي وردة أقطفها لجراحي، الليل متحرك وهائم في سماء المصيبة، دعوني اصيح في صحراء الهزيمة، واعرف انني لم أجد سامعا أيها العرب، الحق الفلسطيني هو الباقي  وإسرائيل والطغاة زائلون، وتعلق المرء بالفاني وتركه الباقي سفه مريع، غزة شعب مذبوح بسكاكين الجلاوزة، فكيف تتوازن الكفتان، شلو ممزق وسياف قاتل، وانتم تتهمون تلك الجثة الهامدة بأنها مذنبة، وهي عزلاء إلا من الصبر، الدنيا تنبعج مثل بالون مثقوب، والخبال يلطخ الوجوه اللغة تاكل حروفها، والأزهار تتخلى عن العطر ساصرخ من قمم الاحتراق ومن غابة الحزن اين العرب؟ كيف ينتصر العاقل الرشيد لظالم سفاح؟ او يكون عميلا له؟ كيف تموت الأشجار والأطفال في غزة والقاتل لا زال طليقا الجرح واسع واسع وكبير؟

عن المؤلف

داود الحسيني

اترك تعليقا