الهدى – خاص ..
أقامت ديوانية العمل الرسالي، في جمعية العمل الاسلامي البحرينية، أول أمس السبت، جلستها الأسبوعية المفتوحة، بمشاركة جمع غفير من المؤمنين والعلماء. وتطرق الحديث فيها الى الرؤية والموقف الرسالي حول قضايا الساحة البحرانية وقضايا الأمة.
وتحدث خلال الجلسة سماحة العلّامة الشيخ عبد الله الصالح، عن ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام، مبينا حول ذلك بالقول :يجدر بنا أن نحمد الله ونشكره لما أنعم على هذه الأمة من نعم عظيمة؛ بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله، وسادة الأمم عليهم السلام وأفضل الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ الأئمة الأطهار عليهم السلام، الذين هم السبيل إليه، وهم الدعاة والهداة إلى سبيله”.
وتابع ان “الامام جعفر بن محمّد عليهم السلام، الذي سمّاه جده رسول الله صلى الله عليه وآله بالصادق وهو سليل الصادقين، وهو يأتي في الطليعة، وقد أوصل الدين لنا وحفظه كما أراد الله عزّ وجلّ، وقد استطاع في عصره أن يقف أمام الثقافات الدخيلة، وأن يشذّب الدين ممّا حاول الطغاة أن يدخلوه فيه، وهذا الدور الذي قام به لم يكن سهلاً وهيناً لولا شجاعة الإمام وصبره وحكمته وجهده الجهيد وجهاده الذي استطاع من خلاله أن يوصل هذا الفكر العظيم.، رغم الإضطهاد الكبير الذي تعرض له الإمام الصادق عليه السلام”.
وحول إفراجات البحرين الناقصة وعدم جدية الحل السياسي، بين الشيخ الصالح ان حكم البحرين كانوا يتوقعون ظهور الإنكسار والتراجع بوضوح على المفرج عنهم وأهاليهم ومستقبليهم، فكان إعلان الإفراج عن دفعة هي الأكبر خلال هذه الفترة، ورغم أن العدد المعلن تجاوز الألف وخمسمائة سجين إلا أننا لم نر إلا في حدود الـ 600 من السجناء السياسيين المظلومين.
وأضاف “كانت السلطات الخليفية تتوقع أن تحصل على مكاسب من هذه الإفراجات، ولم تفكر أن هذه الإفراجات لا تقرأ شعبياً على أنها مكرمة من الحكم بل هي استحقاق لتراكمات كبيرة وكثيرة جراء الظلم والإهمال الطبي وعدم التعامل الجيد مع السجناء بما يحفظ حقهم كمواطنين حكموا وانتهى زمن التعذيب والإهمال والإنتقام، لذلك لم يقم أي من المفرج عنهم بتقديم الشكر، بل على عكس ذلك زاد التركيز على المطالبة بالحقوق وبالإفراج الكامل عن جميع السجناء وتبييض السجون وليس شيئاً آخر”.
ورأى ان “هذه الهبة الفجائية لبعض النواب وبعض الشوريين الذين اختفوا كل السنوات الـ13 الماضية، وإذا بهم يطرحون قضية السجناء وضرورة الإفراج عنهم وعدم حرمانهم من الخدمات أو حرمان عوائلهم، وكذلك التأكيد على أنهم سجناء رأي فأوعزوا إلى النوّاب في البرلمان بالقيام بهذه المهمة لتلميع سمعتهم الهابطة وإعادة الإعتبار للبرلمان الكسيح، والوصول لصيغة إفراج تحفظ ماء وجه السلطة”.
وبين ان ان “الواقع، لو كان النظام جادّاً لأفرج عن جميع السجناء، لأن الحل السياسي لن يكتمل إلا بالبداية الصحيحة والتي هي الإفراج عن جميع السجناء دون قيدٍ أو شرط، وإعادة الإعتبار لهم ورد ظلاماتهم، وقد انتهى وقت الاستجداء والقبول بالحلول الناقصة”، مضيفا “أنّ السجناء رأوا التقصيرات الفظيعة والكبيرة وبعد شهادة الشهيد حسين الرمرام بدأوا بالإضراب، وتوسّعت الدائرة أيضاً فخرج أهالي السجناء باعتصامات متواصلة، وآخر ذلك اعتصامهم أمام سجن جو المركزي، ولكن رغم ذلك لم يتحمل النظام ذلك وهجموا عليهم واعتقلوا بعضهم، فكيف بحلحلة الأوضاع؟!!”.
وحول قيام فصيل بحراني بقصف ميناء إيلات، أوضح الشيخ الصالح “سمعنا قصف ميناء إيلات من قبل إحدى الفصائل البحرانية، وبغض النظر عن التفاصيل التي لا نملكها لحد الآن، في الخبر دلالتان يجب الوقوف عندهما”، وهما انه “لا يزال يوجد في هذه الأمة استعداد للوقوف أمام الطغيان والغطرسة الصهيوأمريكية، والوقوف أمام الأعداء ومؤامراتهم، وهذه الدلالة مهمة حتى لا يظنوا أنّ الأمة نائمة وأنها لا تقف أمام الخطأ أو لا تستطيع عمل شيئاً تجاه ذلك”.
كما انه “اليوم هنالك معادلة جديدة في الأمة، فليست قوى الاستكبار هي التي تتحكم في رسم خارطة المنطقة، فقد انتهى العصر الذي تكون فيه القرارات من الشرق والغرب نافذة علينا، وشكل الصراع ومكانه وحجمه اختلف، وقد شاهدنا لمدة 10 سنوات مضت أن رؤية الشرق الأوسط الجديد قد تبدّلت 3 مرات، فبلادنا يرسم مستقبلها أجيال هذه البلاد لا المستعمر الأمريكي أو البريطاني أو الصهيوني، وعلى الشعوب أن تثق في نفسها. وتمارس دورها يقوة وثقة”.
وفيما يتعلق باتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في العالم، قال الشيخ الصالح ان “هذه المظاهرات التي بدأت بشكل صغير اليوم هي تجتاح العالم والدول الاستكبارية خاصة، وشيطانهم الأكبر أمريكا، ونفاق الغرب يظهر بشكل واضح وجلي إلى العالم كلّه”.
واشار الى ان “أمريكا والكيان الصهيوني يراهنون بالتهديد باجتياح رفح ليضغطوا على حماس لقبول الخطة التي يريدونها، والمقاومة متنبهة لهذا الأمر لذلك لم يعطوهم هذا المطلب، وهي لحظة عض أصابع والظفر لمن يصبر أكثر، ويبدو أنّ الأمور تتجه نحو الخير ونصر المقاومة إن شاء الله تعالى، فحزب الله يضرب مواقع مهمة جداً ويوسّع دائرة الاستهداف، واليمن كذلك يوسّع دائرة منع السفن الصهيونية أو ما ينقل لها”.
هذا وشهدت الجلسة مداخلات قيمة من قبل الحاضرين في الديوانية من المؤمنين والعلماء والذي اثروا بمشاركاتهم الحديث حول الأحداث التي تجري في المنطقة.
