حدیث الناس

الناس بلا ماء و بلا إخبار عن انقطاع الماء

أردت مشاركة أهل منطقتي السكنية في حي الوفاء بمدينة كربلاء بحالة انقطاع الماء (الإسالة) منذ أمس الاثنين و لحين كتابة هذه السطور (الثلاثاء)، فتساءلت في صفحة خاصة بالمنطقة على فيسبوك بـ “من يعرف سبب انقطاع الماء عن حي الوفاء”؟ وإذا تنهال عليّ الاشعارات من مناطق في المدينة بشمولها بقطع الماء، حتى عرفت من صفحة دائرة ماء المدينة على الفيس بأنهم قد نشروا “تنويه” على صفحتهم بأنهم يعتزمون قطع الماء عن جزء كبير من المدينة لغرض إجراء صيانة على الخط الناقل الى قضاء عين التمر والذي يمر من حوالي عشرة أحياء سكنية، وربما أكثر.

انقطاع الماء من منطقة الضخّ الرئيس ليس أمراً متسغرباً، فالصيانة وتصليح الأضرار في الخطوط الناقلة من المهام الروتينية لدائرة الماء، إنما المستغرب جداً عدم وصول المعلومة من دائرة الماء بقرار القطع الى البيوت حتى يستعد الناس لفترة القطع، فمن ساعات الصباح ليوم الثلاثاء لم ألاحظ أي منشور –وفق مساحة علاقاتي- يتحدث عن قطع تام من منطقة الضخ الرئيس، وأن ثمة أعمال صيانة ربما تستغرق اياماً، وليس بالضرورة ينتهي العمل خلال 24ساعة كما جاء في بيان التنويه على صفحة دائرة الماء.

⭐ هناك اقتراح بأن تتولى المساجد والجوامع مسؤولية إبلاغ الناس عبر مكبرات الصوت، بعد أن تتسلّم الإبلاغ من دائرة الماء، ومن مختار المنطقة قبل يوم من قرار القطع –على الأقل- ليعمّ الإبلاغ جميع السكان

ولا أجد حاجة لتبيين أهمية الماء، و تأثير انقطاعه على حياة الناس، إنما المهم في تحديد آلية مناسبة وعملية لإيصال الابلاغ الى بيوت الناس، علماً أنها ليست المرة الاولى التي تشهد المدينة انقطاعاً تاماً للماء لفترات طويلة لنفس السبب الذي يتضح بعد فترة، وربما بعد عودة المياه الى الانابيب، وللأسف لم نشهد وسيلة معينة أو آلية تحل هذه المسألة البسيطة جداً، إنما يحتاج الأمر الى التفات، ثم بحث جادّ، ثم اتخاذ القرار لتنفيذه في جميع أحياء المدينة، فضلاً عن مركز المدينة، او المدينة القديمة.

هناك اقتراح بأن تتولى المساجد والجوامع مسؤولية إبلاغ الناس عبر مكبرات الصوت، بعد أن تتسلّم الإبلاغ من دائرة الماء، ومن مختار المنطقة قبل يوم من قرار القطع –على الأقل- ليعمّ الإبلاغ جميع السكان، وهذه الوسيلة الأنسب والأكثر عملية حسب وجهة نظر الكثير، ولا تحتاج سوى تواصل من قيمين على المساجد والجوامع مع المخاتير، ثم تنسيق بين المخاتير ودائرة الماء، او تحديداً؛ مع إعلام الدائرة لإبلاغهم بأي قرار بقطع الماء عن أحياء المدينة.

و أرى – وربما يوافقني القراء- أن هذه الوسيلة تعد مناسبة ايضاً لإبلاغ المواطنين بأي تطور يحصل على صعيد الخدمات مثل النفط الابيض او الغاز، او الكهرباء، وحتى الاجراءات الصحية، وأمور تتعلق بالمدارس.

أما أن يبقى المواطنون، لاسيما ربات البيوت بعيدين عما تفعله الدوائر الحكومية من اجراءات لها صلة وثيقة بحياتهم، ومن دون أي إشعار او إبلاغ، فان هذا يعد أمراً غير معقول في زمن نشهد فيه التواصل عبر العالم بمختلف المعلومات وعلى مدار الثواني واللحظات، فالشباب مطلعين على آخر أخبار الرياضة، والسينما، وعروض الملابس والاكسسوارات، و مناطق السياحة والاصطياف، بينما الآباء والأمهات المنهمكين بأعمالهم اليومية ثم يتفاجئون بأن عليهم التعامل مع انقطاع الماء او الكهرباء عن بيوتهم وهم في غفلة عن منسوب خزانات الماء لديهم، فيكون عليهم تحمّل العواقب لوحدهم.

عن المؤلف

محمد علي جواد تقي

اترك تعليقا