تربیة و تعلیم

طريقة التعلّم التعاوني في التدريس

التدريس مهمة لها استراتيجياتها المختلفة التي يعتمدها المعلم داخل حجرة الدراسة ابتدا من التخطيط الى استراتيجيات الضبط الصفي، وطرق تنفيذ هذه الاستراتيجيات قد يختلف من معلم الى آخر بحسب الرؤية التي يتبناها المعلم والهدف الذي يسعى الى تحقيقه في المتعلمين، فضلا عن المحتوى التعليمي وطبيعته التي تفرض نوع واختيار الطريقة المناسبة لتدريسه، وهذا ما يجعل التنوع والإلمام بطرائق التدريس مهما بالنسبة الى المعلم، كون ذلك يساعده على الإبداع من خلال التفنن بتقديم ما يسعى الى تقديمه الى المتعلمين، فضلا عن تحاشي الملل والرتابة التي قد تصيب المتعلمين نتيجة اتباع الطريقة الواحدة في تدريس أي مادة من المواد.
وهذا ليس وحده ما يكشف قيمة ودور الطريقة التي يتبعها المعلم داخل حجرة الدراسة، بل هنالك جوانب أخرى يجب ان لا يَغفل عنها عند اختياره لطريقة التدريس، وهي الجانب التنموي لشخصية المتعلم من خلال تحديد أهداف اجتماعية أو أخلاقية الى جانب الأهداف التعليمية الخاصة بمعرفة محددة، لاسيما وان المهتمين بمجال التعليم والمعنيين بفكرة تطوير المناهج يدعون الى ما يسمى بالتعلم النشط أو المعلم الفعال، إذ عدوا ان التعليم عملية اجتماعية يمكن للمتعلم ان يحصل على المعرفة المقصودة من خلال المشاركة الفعالة داخل حجرة الدراسة، أي ان المتعلم يصل الى المعرفة بنفسه.

⭐ طريقة التعلّم التعاوني طريقة فعالة إذا ما تم تطبيقها بالشكل الذي يضمن نجاحها، وبالقطع ذلك يتوقف على توفير البيئة الناجحة المتكاملة


وكل ذلك قد ساهم في ظهور طريقة من طرائق التدريس المعتبرة التي عدت من الطرائق الحديثة في توصيل المعلومات الى المتعلمين من خلال توظيف عامل التعاون بين المتعلمين، ومن ذلك نحتاج ان نقف على تفاصيل هذه الطريقة لما لها من قيمة تعليمية تربوية في التدريس.
فالتعلّم التعاوني: هو موقف تعليمي يعمل فيه جميع الطلبة باختلاف مستويات أدائهم في مجموعات نحو هدف عام مشترك، لتحقيق الاعتماد المتبادل مما ينمي الإصغاء الجيد ومهارات النقاش.

أهمية التعلم التعاوني:
يتفق المتخصصون ان التعلم التعاوني يُعد أهم وأفضل ثلاثة مداخل للتعليم هي:

  • يكون الطالب مسؤولاً وشاعراً بحاجته للآخرين.
  • التنافس الايجابي بين المجموعات.
  • تحقيق التعلم الفردي ضمن الجماعة.
    كما ترجع أهمية التعلم التعاوني الى:
    1- تعزيز قدرة الطالب على بناء المعرفة.
    2- إتاحة الفرصة للإفادة من الآخرين وتعرف الآراء
    3- تعزيز قدرة الطالب على المناقشة والنقد والرفض والاستجابة للآخرين.
    4- تنمية مهارات التواصل مع الآخرين من خلال مناقشات المجموعة.
    5- بناء علاقات اجتماعية داعمة وصحية بين الطلاب.
    6- احترام الطالب لذاته واحترام الآخرين.
    7- شعور الطالب والمجموعة بتحمل المسؤولية.
    8- مراعاة الفروق الفردية بإتباع الأسلوب غير المباشر.

خطوات تنفيذ التعلم التعاوني
لتحقيق تحصيل عالٍ للمتعلمين، فلابدّ من توافر شرطين، يتمثل الشرط الأول في تحديد الهدف الذي يجب أن يكون مهما لأعضاء المجموعة، بينما يتمثل الشرط الثاني في توافر المسؤولية الجماعية في كل مجموعة، ولتحقيق تعلّم تعاوني فعّال لابد من إتباع الخطوات الآتية:

  1. اختيار وحدة أو موضوع للدراسة يمكن تعليمه في زمن محدد بحيث يحتوي على فقرات يستطيع تحضيرها ويستطيع المعلم عمل اختبار فيها .
  2. يقدم المعلّم ورقة منظمة لكل وحدة تعليمية تقسم على وحدات صغيرة بحيث تحتوي هذه الورقة على قائمة بالأشياء المهمة في كل فقرة.
  3. تنظيم فقرات التعلم وفقرات الاختبار، بحيث تعتمد هذه الفقرات على ورقة العمل.
  4. تقسيم المتعلمين على مجموعات تعاونية تختلف في بعض الصفات والخصائص كالتحصيل.
  5. وصف المهام حيث يعطي كل متعلّم وصفاً مختصراً للمهمة التي سيقوم بها وكيفية أدائها ، وتقديم ما اكتسبه إلى مجموعته الأصلية.
  6. خضوع جميع المتعلمين لاختبار فردي، حيث يكون كل متعلّم مسئولا عن إنجازه، تدوّن الدرجات في الاختبار لكل فرد، ثم تُجمع درجات المتعلمين للحصول على إجمالي درجات المجموعة.

⭐ التعلّم التعاوني: هو موقف تعليمي يعمل فيه جميع الطلبة  باختلاف مستويات أدائهم في مجموعات نحو هدف عام مشترك

دور المعلم في التعلم التعاوني
تتنوع أدوار المعلم عند استخدام التعلم التعاوني وذلك من خلال توفير الظروف المناسبة لضمان الانسيابية في تحقيق هذا النوع من التعلم، وتتحدد أدوار المعلم بما يأتي :
1- تعريف المجموعات بأهداف الدرس والأهداف السلوكية.
2- تهيئة المناخ التربوي السليم لعمل المجموعات من الناحية المادية والمعنوية.
3- توزيع الطلاب على المجموعات وتحديد عدد الأفراد في كل مجموعة على أن تكون هذه المجموعات غير متجانسة وتقديم المساعدة المطلوبة لهم.
4- توضيح المهمة التي تكلّف بها المجموعات ومتابعة التنفيذ.
5- تقديم التعزيز والمكافآت المعنوية المناسبة لمجموعات العمل.
6- رعاية الطلاب ذوي الحاجات الخاصة الذين يعزفون عن العمل التعاوني.
7- تفقد المجموعات وتوفير التغذية الراجعة لجميع المجموعات.
8- التدخل عند الحاجة وتقديم المساعدة للطلاب الذين بحاجة الى مساعدة.
9- تقويم عمل المجموعات والأفراد في كل مجموعة.
فطريقة التعلم التعاوني طريقة فعالة إذا ما تم تطبيقها بالشكل الذي يضمن نجاحها، وبالقطع ذلك يتوقف على توفير البيئة الناجحة المتكاملة، من اجل تحقيق خطواتها التي تتطلب الحركة والأداء المتفاعل بين الطلبة أنفسهم وبينهم وبين معلمهم، فهي قد تشكل معياراً أو محكّا للمهتمين بمجال التعليم ليقارنوا بين ما تحتاجه طرق التدريس الحديثة أو بين ما وصل اليه الفكر الحديث في طرائق التدريس وبين واقع مدارسنا الذي يحتاج الكثير لضمان تطبيق هكذا فكر تربوي تعليمي.


المصادر
1 الكناني ماجد نافع والكتاني فراس علي، طرائق تدريس التربية الفنية،ثائر جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة، بيروت- لبنان، 2012.
2 التميمي، عواد جاسم محمد، طرائق التدريس العامة ” المألوف والمستحدث” ، دار الحوراء ، بغداد ، العراق، 2010.
3 السعود، خالد محمد، مناهج التربية الفنية بين النظرية والبيدغوجيا، دار وائل، ط1، عمان- الأردن، 2010.

عن المؤلف

م.م حسين رشك خضير/ كلية التربية الأساسية/ جامعة ميسان

اترك تعليقا