مناسبات

السيدة زينب، عليها السلام، و قيمها الإسلامية في خطبها التاريخية

ولدت السيدة زينب بنت أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، عليهما السلام، و أمها فاطمة الزهراء، بنت النبي محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وهي أخت الحسن والحسين، عليهما السلام، سيدا شباب أهل الجنة.

اختارت السماء اسمها، كما وضعت اسم اخويها الحسن والحسين عليهما السلام من قبل.

ولدت في حياة جدها رسول الله، وكانت اول بنت ولدت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء، ولما ولدت جاءت بها أمها الزهراء إلى ابيها أمير المؤمنين وقالت: سمّ هذه المولودة، فقال الإمام: ما كنت أسبق رسول الله في تسميتها.

ولدت في الخامس من جمادى الأولى من السنة السادسة من الهجرة، وكان عمرها حين وفاة جدها رسول الله، خمس سنوات، وقد بكى رسول الله عند ولادتها حتى سالت دموعه على خديه، فسألته الزهراء عن بكايه، وقالت: ما يبكيك يا أبتي؟ لا أبكى الله لك عينا، فاجابها: يا فاطمة اعلمي ان هذه البنت بعدي وبعد كسوف تنصب عليها الرزايا والمصائب، و أخبرهها بما يجري عليها، ثم قال: من بكى على مصابها كان كمن بكى على مصاب أخويها الحسن والحسين، ثم ضمها الرسول الأكرم، وأخذ يقبلها ثم قال: أوصيكم بها؛ فهي شبيهة أم المومنين خديجة الكبرى.

وفي رواية عن سلمان المحمدي، انه لما اطلع على ولادة هذه السيدة الهاشمية أقبل إلى المسجد و اتجه إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، و حياه بالسلام و هنأه بولادتها، فلما سمع رسول الله ذلك من سلمان، بكى وقال له: يا سلمان؛ “ان جبرائيل أخبرني عن الجليل -عز وجل- بما يجري على هذه السيدة من بعدي من المصائب التي لا تعد ولا تحصى حتى توافي كربلاء وتلاقي هناك من الرزايا والمصائب ماتلاقيه”، ثم ذكر رسول الله لسلمان جانبا من أخبار كربلاء ويوم عاشوراء، وسبي هذه السيدة.

⭐ دراسة حياة السيدة زينب تعني دراسة حياة امرأة كانت سيرتها الهداية والإصلاح والرشاد والتضحية

بهذه الصورة استقبل البيت النبوي- العلوي، المولودة الجديدة، ويبدو ان تسمية السيدة زينب، عليها السلام، من قبل الله –تعالى- يكشف عن عظمة هذه المولودة المباركة التي كانت مجمع فضائل أصحاب الكساء الخمسة؛ و من انوارهم تكونت شخصيتها، فجسدت بمواقفها خصائص النبوة والإمامة، وخصائص أمها الزهراء، سيدة نساء العالمين، ولا ريب ان السيدة زينب بنت علي، تأتي في طليعة نساء الأمة الإسلامية بعد والدتها السيدة الزهراء، كقدوة حسنة صالحة؛ ومثل أعلى لكل قيم العزة والعظمة والشرف والطهارة، فلابد اذن؛ من استلهام الدروس واستجلاء العبر من سيرتها لتسهم في إعداد المرأة المسلمة وتربيتها ومعرفة حقوقها و واجباتها، وبناء كيانها ورقيها، ودفعها باتجاه تربية جيل تتمثل به القيم الأخلاقية ومبادء العقيدة الحقة.

وكل امرأة مسلمة عليها أن تستلهم من عقيلة بني هاشم، عليها السلام، دروس العفة والصبر والتربية والاستقامة، ومن هنا فان دراسة حياة السيدة زينب تعني دراسة حياة امرأة كانت سيرتها الهداية والإصلاح والرشاد والتضحية؛ لأنها السيدة العالمة المتفانية في سبيل الله.

السيدة زينب ع في خطبها أمام الطغاة في مجلس الكوفة والشام ابرزت قيمها الأصيلة، وقلبت الموازين الفكرية للسلطة الأموية آنذاك، ومن ثمّ فإنها كانت قد جمعت بين جمال الطلعة وجمال المحتوى حتى انها اشتهرت في بيت النبوة بصاحبة الشورى.

عاشت السيدة زينب، عليها السلام، مع أخيها الإمام الحسين، عليها السلام، خمسة وخمسون سنة كانت من أهم احداثها مرافقتها له اثناء رحلتها الاسشهادية في كربلاء.

السلام عليك يابنت رسول الله، السلام عليك يا جبل الصبر.

اللهم ارزقنا شفاعتها يوم الدين يارب.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا