المرجع و الامة

في ذكرى مولد نبي الرحمة؛ المرجع المدرسي يدعو للعودة الى الله في مواجهة الازمات التي تعصف في العالم

الهدى – كربلاء المقدسة ..

القى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف في جامع الامام موسى الكاظم بمدينة كربلاء المقدسة.
وتطرق سماحته في كلمته، يوم امس الثلاثاء، وبحضور جمع غفير من العلماء والمؤمنين، الى برنامج النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، مبينا ان هذا البرنامج يأمر المؤمنين بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
واضاف سماحته ان النور الذي جاء به النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هو القران الكريم بسيرته الوضيئة وكلماته الحكيمة والرشيدة الواجب اتباعها، مضيفا ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بحر من الرحمة الالهية ولا بد لكل منا ان يغترف غرفة من هذا البحر العظيم.
واوضح سماحته في كلمته، “صحيح اننا نحتفي ونحتفل بميلاد النبي (صلى الله وعليه واله وسلم) ونكرمه، وكذلك نحتفل بميلاد الامام الصادق (عليه السلام)، ولكن هذا لا يكفي فنحن يجب ان نعيش حياة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وان نعايشه وكاننا من اصحابه.
وتابع سماحته ان أمواج البلاء تترى على العالم، الذي يعيش اليوم في وضع لا يحسد عليه، من خلال الازمات التي تحيط به، مبينا ان أولى هذه الازمات هي ازمة القوى النووية والتي يُنفق عليها مليارات بل ترليونات الدولات، ففي كل سنة تصرف الاموال الطائلة لتجديد ترسانة الاسلحة النووية، و التي لو استخدمت فان ذلك يعني ان العالم يعيش نهايته، وان لم تستخدم فهي تستنزف ثروات البشرية عبر صرف المليات على تلك الاسلحة، وما ينفق عليها ينتزع من الشعوب المستضعفة.
واشار سماحة المرجع المدرسي الى ان الازمة الاخرى هي الامراض التي تفتك بالناس وفي كل يوم يظهر لنا مرض جديد، وآخرها كان وباء كورونا أو ما يعرف بكوفيد 19 حيث ان هذا المرض خلال اضرار اقتصادية واجتماعية كبيرة على البشرية.
والازمة الاخرى التي تطرق لها سماحته هي المفارقة بين جنوب العالم وشمال، حيث ان الجنوب يزداد فقرا في كل عام، بينما يزداد الشمال غناً وبطراً وكبرياءً واستكباراً، لافتا الى ان جنوب العالم فيه الاكثرية الساحقة من السكان والذين غلبيتهم يعيشون الفقر والجوع وسوء التغذية، موضحا ان في السودان هناك 24 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وكذلك في اليمن ملايين الشبر يعيشون سوء التغذية وهذا الحال في باقي انحاء العالم.
وحذر سماحته من ان هؤلاء الذين يعيشون في الفقر يصيرون منبت لكل خبيث ومنهم يظهر الارهاب وداعش، ويوميا نسمع بحركة جديدة وفلسفة جديدة، مشيرا الى ان الفكر الخبيث يولد في المنبت الخبيث وهو الجوع والعطش والمشاكل والشيطان.
ولفت سماحته الى ان من الازمات الاخرى التي تعصف بالعالم ازمة المناخ، ونحن في العراق ظهرت علينا تاثيرات هذه الازمة حيث بدانا نعاني من جفاف نهري دجلة والفرات وهو ما أثر على زراعة الكثير من المحاصيل الزراعية في البلاد.
وحول تلك الازمات بين سماحته انه ذكر خلال مشاركته في مؤتمر الاديان في الفاتيكان، ان لا علاج لهذه الازمات العميقة الا بالعودة الى الله، والهروب والفرار اليه سبحانه وتعالى، فالله منهجه واضح وهو في عقل الانسان وفطرته وفي رسالات الله للبشرية، مضيفا ان العلماء امناء على هذا المنهج وعليهم ان يقوموا بدورهم في توجيه الناس.
وخاطب سماحته العلماء والمبلغين بانهم نحن يجب ان يكون هدفهم الدعوة الى الله والاسلام والقرآن والرسول (صلى الله عليه واله وسلم)، وان لا يكون هدفهم مجرد القراءة والتعلم، بل يجب ان يكون الانذار والاستفادة من العلم.
ودعا سماحته الى امتلاك الوسائل للتبليغ التي يجب التسلح بها ومنها الخطابة والكتابة والتكنولوجيا الحديثة والانترنت والذكاء الاصطناعي، مبينا ان اي وسيلة ممكن ان نستخدمها في سبيل نشر الفضيل والاسلام يجب ان ندخل بها.
وشدد سماحته على ضرور حمل راية الخلاص بنشر الاسلام في العالم كله، واليوم يجب ان تكون همتنا نحن المسمين وبالذات العلماء والمبلغين ان ننشر رسالة الاسلام لغيرنا كما لنا وذلك يحتاج من طلبتنا وشبابنا الى تعلم لغة أخرى بجانب اللغة العربية .
هذا وشهد الحفل فعاليات مختلفة أخرى بجانب كلمة سماحته، كما شهد تتويج ثلّة من طلبة العلم بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا