فکر و تنمیة

متلازمة ديوجانس .. اضطراب الشيخوخة السيئة

في الوقت الذي يعج الناس بأنواع التباهي والتفاخر والسعي الى اقتناء الاشياء الثمينة للوصول الى مستوى من الثراء الذي يؤمن له المقبولية والرضا بين الناس، يبرز صنف من البشر(المسنين) يفضلون الانزواء في الاماكن الصغيرة ويحتفظون بالأشياء القديمة البالية قليلة الثمن، فلا تغريهم الحياة ولا ملذاتها ولا ينقادون لبهرج ولا يتأثرون به الى الحد الذي يجعلهم يصابون بأحد الاضطرابات الذي يعرف بـ(متلازمة ديوجانس) او (الشيخوخة القذرة) فماهي هذه المتلازمة وما هي أعراضها و أسبابها؟

 وطرق علاجاتها المتعددة؟

⭐ من الممكن ان تصيب المتلازمة الاشخاص الذين هم في منتصف العمر لكنها في الاغلب تصيب اؤلئك الذين يتجاوزن الـ (60) عاماً ومن كلا الجنسين

 يعرف علم النفس المتلازمة بأنها: اضطراب سلوكي يصيب بعض كبار السن، ويعتمد على التكديس المفرط للحاجيات وقذارة المنزل، وضعف الاهتمام بالنظافة الشخصية وغالبا ما تؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى، منها التهاب الرئة، إضافة إلى زيادة احتمالية حدوث الحرائق وغيرها من الحوادث، كما أن المصابين غالبا يعيشون وحدهم دون إدراكهم لوجود مشكلة لديهم.

  • سبب التسمية

سميت هذه المتلازمة بهذا الاسم لارتباطها بأسم الفيلسوف الاغريقي (ديوجانس) والذي بحث فيها كثيراً وتناولها في دراساته وابحاثه حتى وصل الى نتيجة انها تكون في العادة مصحوبة بانهيار جسدي أو عصبي أو عقلي مرتبط بالخرف، يعني انها سلوكية غير طبيعية مطلقاً لذا طفحت الى السطح كاضطراب سلوكي يستدعي الوقوف عنده ومعالجته.

⭐ من الاهمية بمكان ان يصطحب اولي الشأن مريضهم في سفراتهم العائلية الدينية والترفيهية لكي لا يشعر انه مهمش او انه عالة عليهم

 من الممكن ان تصيب المتلازمة الاشخاص الذين هم في منتصف العمر لكنها في الاغلب تصيب اؤلئك الذين يتجاوزن الـ(60) عاماً ومن كلا الجنسين، وقد يستمر الامر معهم حتى مماتهم او يحول دون ذلك تقبلهم للعلاج النفسي والاهتمام الذي يحطهم من ذويهم بالتالي يمكن ان يبعدوهم من دائرة الخطر.

  • ماهي اعراض المتلازمة؟

عدة سلوكيات ستبدو جلية على الانسان عبرها يمكننا الحكم على اصابته من دون تردد وابرز هذه السلوكيات ما يلي:

يفضل الفرد المصاب ان ينسحب من المواقف الاجتماعية المختلفة سواء كانت عائلية ام على نطاق اوسع لما يراه من راحة نفسية بالنسبة له، كما انه يكون قليل القدرة على التحكم بنفسه وبما يريد وما يهمه قضاء يومه فقط، وينتج من قلة النظافة الشخصية بروز اظافر طويلة وشعر اشعث متسخ رائحة جسم كريهة، واضافة الى قذارة البيئة المحيطة، و عدم الشعور بالذنب أو الخزي من قذارة البيئة المحيطة وقلة النظافة الشخصية، الافراط في جمع الحاجيات غير النافعة، وثم رفض تلقي المساعدة أو الدعم من اي شخص مهما كان صلة القرابة منه.

  • الاسباب:

لا يوجد اثبات لأسباب المتلازمة بقدر ما يوجد اسباب محتملة قد تتسبب في اصابة المسنين بها، ومن هذه الاحتماليات هي:

  1. ان يكون الفرد يعاني من الحرمان وغياب الاهتمام الاسري والاهمال له ولحاجاته المادية والنفسية من مأكل ومشرب وعناية ونظافة به وبمكانه مما يضطره الى الانعزال في صومعته التي يتعقد انها الافضل له او كرد اعتبار لذاته التي لم يحترمها المقربين منه.
  2. اغلب المُسنين سيما المتقاعدين منهم يواجهون صعوبة في التأقلم مع حياة ما بعد الوظيفة فيميلون الى الانعزال او الاكتفاء بشخص او شخصين فقط يعتقدون انهم يعوضونهم عن كل العالم الخارجي  وربما حتى الاهل.
  3. مشكلة نفسية ناتجة من تدني القدرات العقلية وتدهور الحالة النفسية تجعل من الفرد المصاب ينفر من كل الناس ويكتفي بنفسه وبأشيائه العتيقة مسلياً وونيساً له.
  • المعالجات:

يمكن معالجة الاشخاص المصابين بالمتلازمة المزعجة عبر عد استراتيجيات نفسية اهمها:

1-العلاج المعرفي السلوكي الذي يتم عبره تغيير نظرة الانسان الى هذه الجزيئية من حياته والتي هي سبب المشكلة، إذ يمكن ان يغير المصاب من سلوكه حين تسرد عليه دلائل اهمية الاختلاط وتزويده بصور ذهنية للأفراد الذي يعيشون مع ذويهم بصورة طبيعية كيف يتمتعون بصحة وراحة وهو ما يجعله يغادر ماهو فيه.

 2- على العائلة ان لا تسمح للاب او الام بالانعزال وان اختار هو هذا الطريق، فبإمكانهم ان يشاركوه عزلته وعدم تركه وحيداً وبالتالي ييأس ويعود الى احضان عائلته التي كان يمارس حياته فيها بصورة طبيعية.

3 – من الاهمية بمكان ان يصطحب اولي الشأن مريضهم في سفراتهم العائلية الدينية والترفيهية لكي لا يشعر انه مهمش او انه عالة عليهم وهو ما يمنحه شعور بأهمية الانتماء للجماعة وعدم مغادرتها لاي سبب كان.

4- يفضل إلهاء الافراد الذين يصلون الى سن التقاعد الـ(60) عام بأشياء يفضلونها كقراءة كتب او ممارسة هواية او تكليفه بالعناية بحديقة المنزل لكي يملأ وقته ولا ينجر وراء غير الصحيحة، وبهذه الاستراتيجيات نحد الى حد بعيد من متلازمةديوجانس اللعينة.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا